To the right of freedom guaranteed to all by all international norms and local .. So I like to see my country and its people free .. free .. I see this world for those who are in his hands, punishment the more he has .. Offend the honored her small, and honors all of it .. Hunt If you dispense So leave it for something, and take what you need him ..


القدس الشريف

القدس الشريف

قرآن





سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
الحمد لله رب العالمين
Freedom is a right guaranteed to all of all international norms and local .. So I like to see my country and its people free .. free .. Cairo, 15/4/1924 students have established a big celebration at the Egyptian Theater Park Uzbek Cairo to celebrate the release of political prisoners who were British authorities had detained in the political issues, attended the ceremony leader Saad Zaghloul Pasha, head of the government and stressed in his speech on the freedom of speech and opinion and that is the government that the people and the people

خطاط المصحف الشريف - عثمان طه

خطاط المصحف الشريف - عثمان طه

سبحان من أعطى الورود جمالها ورونقها

سبحان من أعطى الورود جمالها ورونقها
محمد طلعت محمد

الشيخ /شعبان مبارك شحاتة

الشيخ /شعبان مبارك شحاتة

الشيخ رائد صلاح

الشيخ رائد صلاح

خطاط المصحف الشريف - عثمان طه 1

خطاط المصحف الشريف - عثمان طه             1

الشيخ زايد رحمه الله

الشيخ زايد رحمه الله

لا اله الا الله محمد رسول الله

لا اله الا الله محمد رسول الله
لا تنسوا ذكر الله

رئيس جمهورية مصر العربية

رئيس جمهورية مصر العربية
الأستاذ الدكتور مهندس /محمد محمد مرسى

فضيلة الشيخ /شعبان مبارك

فضيلة الشيخ /شعبان مبارك

محمد حسن عبد العاطى

محمد حسن عبد العاطى



صوت المقاومة

صوت المقاومة
نحْنُ لاَ نَبْنِي مَجْدَنَا وَ شُهْرَتَنَا عَلَى مَآسِي النَّاس وَ فَضَائِحِهِم نَعْمَلُ فِي صَمْتٍ وَ لاَ نُسَاوِمُ فِي أخْلاَقِنَا وَ مَبَادِئِنَا

مصر

مصر

اتحاد المدونين العرب

اتحاد المدونين العرب
إن مجتمعاً يقف فيه المصريون معاً كالبنيان المرصوص، رجالاً ونساءً، مسلمين وأقباطاً، أحراراً، مكرمين، قادرين، خلاقين هو مجتمع سيجعل مصر كما كانت مصدر فخر لشعبها وقاطرة دفع لعالمنا العربي واستقراره ومنارة حضارية ذات إسهام ملموس في تقدم الأسرة الإنسانية فخورين ليس فقط بماضينا ولكن أيضاً بحاضرنا ومستقبلنا.أود أن أؤكد مرة أخري أن مسألة الإصلاح هي مصير وطن ومسئولية شعب وليست مصير حزب أو قرار فرد. وبهذه الرؤية فقد يكون من الخير لنا جميعاً أن نعلو فوق خلافاتنا وأن نبني معاً توافقاً وطنياً من خلال الاستجابة لمطالب الشعب المسموعة في كل مكان من ضرورة الإصلاح السياسي وما يتبعه من إصلاح اقتصادي واجتماعي، ومن خلال التفافنا حول الهدف الأكبر وهو الوصول إلي نظام سياسي ديمقراطي يشارك فيه الجميع بمختلف اتجاهاتهم وآرائهم.. الطريق أمامنا طويل وممتد ولكن ليس هناك مفر من أن نسلك دروبه معاً. هذا هو الطريق الوحيد نحو حياة كريمة آمنة.

محمد محمد طلعت - ثورة مصر

محمد محمد طلعت - ثورة مصر

محمد محمد طلعت - ثورة مصر

محمد محمد طلعت - ثورة مصر

رئيس وزراء الامارات وأولاده

رئيس وزراء الامارات وأولاده

الشيخ الدكتور / سلطان بن محمد القاسمى

الشيخ الدكتور / سلطان بن محمد القاسمى
حاكم الشارقة

د. أحمد زويل

د. أحمد زويل

حاكم دبى وولى العهد

حاكم دبى وولى العهد
الشيخ محمد بن راشد والشيخ حمدان بن محمد

الرئيس الأمريكى فى القاهرة

الرئيس الأمريكى فى القاهرة

الشيخ زايد رحمه الله

الشيخ زايد رحمه الله

مصرالحبيبة

مصرالحبيبة


محمد طلعت محمد حسن

محمد طلعت محمد حسن
إننا جميعاً نتطلع إلى السعادة ونبحث عنها .لكن السعادة ليست هدفاً في ذاتها . إنها نتاج عملك لما تحب ، وتواصلك مع الآخرين بصدق .إن السعادة تكمن في أن تكون ذاتك ، أن تصنع قراراتك بنفسك، أن تعمل ما تريد لأنك تريده ، أن تعيش حياتك مستمتعاً بكل لحظة فيها .إنها تكمن في تحقيقك استقلاليتك عن الآخرين وسماحك للآخرين أن يستمتعوا بحرياتهم ، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفي العالم من حولك .
We all look forward to happiness and we are looking for.But happiness is not an end in itself. It is the product for your love, and communication with others honestly.Happiness is to be yourself, to make your own decisions, to do what you want because you want to live your life enjoying every moment in it. It lies in you have achieved your independence from the others and Smag for others to enjoy their freedoms, to search for the best in yourself and the world of around you.

أسماء فى أيطاليا

أسماء فى أيطاليا


مصر

28/03/2009 04:40:00 م
مصر على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء وأنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب وباحبها وهي مرميه جريحة ف حرب باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء واكرهها وألعن أبوها بعشق زي الداء واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب .. كنت فاكر لما خرجت انى تعبت منها ..ولكنى لقيت أنه محال أستغنى عنها .. حبها فى عروقى .. فى دمى وروحى .. واللى يقول انى أقدر أستغنى عنها .. يبقى ... !!!!!
Egypt Egypt's name on the estimated date say what he wants and I have loved Egypt and most beautiful things Bahbha the owner of such land east and west of the Bahbha dumped a wounded war Bahbha P violently and tenderly and gently forced her father and curse the disease and the keenness uniforms and Asebha Atefc in the driveway and it remains on the path P and are turning sideways in Tlakini anguish and closed my veins pulsing tone and hit a thousand .. Wacker to you I am tired of them out .. but I have been written off, it is impossible .. Love in my veins .. In dolls and spiritual .. Elly and say I appreciate the decommissioned .. Remains ... !!!!!

مصر

مصر

محمد طلعت وبسمله

محمد طلعت وبسمله

t;t;بلادى الحرة t;t

ImageChef.com



مصر العظيمة

مصر العظيمة


أحمد باشا عرابى

أحمد باشا عرابى

مصر الغالية

مصر الغالية

مروةوزوجها وأبنها

مروةوزوجها وأبنها

وزير خارجية ألمانيا

وزير الخارجية الألمانية يقدم التعازى فى وفاة مروة الشربينى
قدم وزير الخارجية الألمانية د.فرانك-فالتر شتاينماير تعازيه إلى نظيره المصرى أحمد أبو الغيط فى وفاة مروة الشربينى.
وقد صرح وزير الخارجية الألمانية شتاينماير فى العاشر من يوليو/ تموز فى خطاب موجه إلى وزير الخارجية المصري أبو الغيط بما يلى:
لقد خلق الحدث الفاجع الذي أودى بحياة السيدة مروى الشربيني في دريسدن لدى مواطني في ألمانيا ولدي شخصيا أقصى أحاسيس الذهول والألم. لهذا أود أن أنقل لكم وللشعب المصري وبصورة خاصة لذوي الفقيدة السيدة الشربيني تعازي الحارة مرتبطة بمشاعر الحزن العميق التي تساور أنفسنا.
لقد تلقيت خطابكم المؤرخ في الثامن من شهر يوليو الجاري ، وأود هنا أن أعدكم بأننا سنبذل قصارى جهدنا بغية في تفادي وقوع مثل هذه الجرائم. ونحن نحرص على أن تسود كافة المقيمين في ألمانيا أحاسيس الأمن والطمأنينة بغض النظر عن طبيعة أصلهم أو انتمائهم الوطني والديني. هذا يشكل منطلقا رئيسيا تهتدي به الدولة. ونحن نرفض كل الرفض أية ممارسات في ألمانيا تأتي نابعة من أرضية معاداة الأجانب أو كراهية الدين الإسلامي والتخوف منه.
منذ وقوع هذا الحدث المفجع عمد المختصون في وزارتي إلى الاتصال بصورة دائمة بسفارة بلادكم في برلين وبالسلطات المختصة في ولاية سكسونيا. وسنواصل تعاوننا الوثيق مع سعادة السفير رمزي ومعاونيه ونسعى بكل ما في وسعنا من أجل تقديم العون اللازم لعائلة السيدة الشربيني ولأرملها على نحو خاص.

مروة والحجاب

A man who stabbed a pregnant Egyptian woman to death in Germany should be punished to the utmost extent of the law, Egypt's top cleric said on Monday as the woman was buried in her hometown.
"The man who killed Marwa Sherbini, the Egyptian citizen in Germany, and wounded her husband Elwi Ali Okaz should receive the maximum punishment," Grand Imam Sheikh Mohammed Sayyed Tantawi told the official MENA agency.
"The killer is a terrorist who should receive severe punishment for what he has done, something that contradicts all the values of humanity, decency and religion," he said.
Sherbini, 32, was killed in a court in the northern German city of Dresden on Wednesday shortly before she was to give evidence in an appeal lodged by her attacker.
The 28-year-old attacker, identified only as Axel W. had been convicted and fined after calling her a "terrorist" for wearing the Islamic headscarf.
According to the Egyptian press, Sherbini was three months pregnant when she was killed. She was laid to rest in her hometown of Alexandria in northern Egypt on Monday.
Her husband, a researcher in genetic engineering who was reportedly shot by German police while trying to save his wife, is still in critical condition in hospital having also been stabbed by the assailant.
Tantawi told MENA he hoped the killing of Sherbini, whom he described as a "martyr," would not negatively affect the dialogue between the West and Islam because it was "an isolated event."

ولى عهد دبى فى بريطانيا

ولى عهد دبى فى بريطانيا
الشيخ حمدان بن محمد

طيران تكنولوجى

طيران تكنولوجى



المدون

المدون

مصر

مصر

محمد طلعت عبد العاطى

محمد طلعت عبد العاطى






تبارك الله خالق الورد اللى بأحبه

تبارك الله خالق الورد اللى بأحبه

اللاعب رقم سبعة

ImageChef.com
ImageChef.com

ورد أحبه

ورد أحبه

الثلاثاء، ٢٩ ديسمبر ٢٠٠٩

ahmed أحمد فؤاد نجم

من حسني مبارك إلى شعب مصر





شعر أحمد فؤاد نجم



ياشعبي حبيبي ياروحي يابيبي

ياحاطك في جيبي يابن الحلال



ياشعبي ياشاطر ياجابر خواطر

ياساكن مقابر وصابر وعال



ياواكل سمومك يابايع هدومك

ياحامل همومك وشايل جبال



ياشعبي اللي نايم وسارح وهايم

وفي الفقر عايم وحاله ده حال



احبك محشش مفرفش مطنش

ودايخ مدروخ واخر انسطال



احبك مكبر دماغك مخدر

ممشي امورك كده باتكال



واحب اللي ينصب واحب اللي يكدب

واحب اللي ينهب ويسرق تلال



واحب اللي شايف وعارف وخايف

وبالع لسانه وكاتم ماقال



واحب اللي قافل عيونه المغفل

واحب البهايم واحب البغال



واحب اللي راضي واحب اللي فاضي

واحب اللي عايز يربي العيال



واحب اللي يائس واحب اللي بائس

واحب اللي محبط وشايف محال



واحبك تسافر وتبعد تهاجر

وتبعت فلوسك دولار او ريال



واحبك تطبل تهلل تهبل

عشان مطش كوره وفيلم ومقال



واحبك تأيد تعضض تمجد

توافق تنافق وتلحس نعال البغال



تحضر نشادر تجمع كوادر

تلمع وتقمع تظبط مجال



لكن لو تفكر تخطط تقرر

تشغل مخك وتفتح جدال



وتبدأ تشاكل وتعمل مشاكل

وتنكش مسائل وتسأل سؤال



وعايز تنور وعايز تطور

وتعمللي روحك مفرد رجال



ساعتها حجيبك لايمكن اسيبك

وراح تبقى عبره وتصبح مثال



حبهدل جنابك وأذل اللي جابك

وحيكون عذابك ده فوق الاحتمال



وامرمط سعادتك واهزأ سيادتك

واخلي كرامتك في حالة هزال



وتلبس قضيه وتصبح رزيه

وباقي حياتك تعيش في انعزال



حتقبل ححبك حترفض حلبك

حتطلع حتنزل حجيبلك جمااااال

الخميس، ٢٤ ديسمبر ٢٠٠٩

حمدى قنديل

AM 07:38 2009-12-21
أمس الأول طلعت علينا الصحف بتصريح لوزير الخارجية عن سيادة مصر وأمن حدودها لم يرد فيه ذكر للجدار العازل الذى بدأت مصر بناءه على حدودنا مع غزة، وحتى لحظة كتابة هذه السطور لم تنطق حكومة مصر بكلمة واحدة عن الجدار.. ولا كلمة فى الوقت الذى يتغنى فيه النظام بأن إعلامنا حر وسماواتنا مفتوحة والمعلومات عن أى شىء وكل شىء متاحة، وبأننا لم نعد نتسقط الأخبار من الإذاعات الأجنبية كما كان عليه الحال فى عهد عبدالناصر البائد..


وفى الوقت الذى لدينا فيه متحدث رسمى باسم الرئاسة، ومتحدث رسمى باسم مجلس الوزراء، ومتحدث رسمى باسم الخارجية، فإننا لم نسمع خبر إقامة الجدار العازل من أحد من هؤلاء، ولا من أى من عشرات القنوات الإذاعية والتليفزيونية الرسمية أو من الصحف الحكومية.. جاءنا الخبر أول ما جاء من صحيفة إسرائيلية هى «هاآرتس» منذ أسبوع، ثم تتابع من وكالات الأنباء الدولية، حتى أكده فى النهاية نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وهو يتنصل من مسؤولية أمريكا عن الجدار، ملقياً تبعة اتخاذ القرار فى شأنه على مصر وحدها.. أما مصر الرسمية صاحبة الشأن أولاً وأخيراً فقد ظلت بكماء خرساء.

لا تفسير لذلك إلا واحد من اثنين، إما أن الحكومة تعلم جيداً أن قرار إقامة الجدار العازل مع غزة لن يلقى قبولاً شعبياً عريضاً أو أنه سيثير سخطاً عربياً عارماً، ولذلك فهى لا تريد أن تنشره على الناس إن لم تكن تود أن تتبرأ منه، وبهذا فهى حكومة جبانة، أو أنها لا تأبه بمشاعر شعبها ولا يهمها مَنْ عارض ومَنْ أيد، مصريين كانوا أم فلسطينيين أم عرباً، وبذلك فهى حكومة متغطرسة..

ربما يكون هناك تفسير ثالث أيضاً، هو أن الحكومة.. مثلها مثل حكومات الدول المتخلفة المنغلقة.. تعتقد أن عدم نشرها للخبر يعنى أنه لن ينتشر، وأن أفضل وسيلة لوأده فى مهده هى تجاهله، وعندئذ فهى حكومة غبية.. المؤكد فى كل حال، وإن كنا عرفنا ذلك ألف مرة من قبل، أن إعلام الحكومة الرسمى لم يعد يغطى الأخبار، وإنما يغطى عليها.. جريدة حكومية واحدة مهدودة الانتشار هى التى نشرت الخبر موجزاً بعد أن لوت عُنقه.

مع ذلك فإن مواصفات الجدار المصرى العازل، طوله وعرضه وعمقه والمواد التى يُبنى بها، أصبحت من كثرة ترديدها فى إذاعات العالم وصحفه نبأ مشاعاً، لكن الأخطر من هذا كله أنه يقام بخبرات أمريكية، وتحت إشراف سلاح المهندسين بالجيش الأمريكى، وأنه يزود بمعدات أمريكية، وأنه يتكلف مئات الملايين من الدولارات من ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية..

هو جدار أمريكى إذن أقيم على أرض مصر طوعاً بموافقتها أو كرهاً بإرغامها، وأمريكا هى صاحبة مصلحة أولى فى بنائه، إذ هى تحمى به ربيبتها إسرائيل كما فعلت ذلك منذ قيامها وحتى سارعت مؤخراً بعد العدوان الإسرائيلى البربرى على غزة فى يناير.. وقتها عقدت أمريكا، قبيل انتهاء ولاية بوش، اتفاقاً أمنياً مع إسرائيل، قيل إن مصر رفضت الانضمام إليه وإن كانت وثيقة الصلة بكل ترتيباته، ونتائج اجتماعاته فى كوبنهاجن ولندن، والخطوات التنفيذية التى أُقر اتخاذها على الأراضى المصرية لمكافحة أى اختراق يهدف إلى تهريب السلاح والبضائع إلى غزة، وذلك بالتعاون مع قوة الرقابة الأمريكية الرابضة فى سيناء.

الهدف من إقامة الجدار واضح إذن، فهو يحكم الحصار المصرى على غزة من الجنوب بعد أن أحكمت إسرائيل قبضتها عليها شمالاً وشرقاً وغرباً، بل إن الهدف - كما ورد فى تصريح خطير للمفوضة العامة لغوث اللاجئين كارين أبوزيد - هو «التمهيد لشن هجمة إسرائيلية مرتقبة على قطاع غزة».. سواء حدث هذا الهجوم أم لم يحدث، فالجدار سيئ السمعة طبقاً للمفوضة السامية الأمريكية الجنسية «سوف يزيد من صعوبة الحياة بالنسبة للفلسطينيين فى القطاع» الذين لم يعد لهم منفذ على العالم سوى بوابة رفح، بعد أن سيطرت إسرائيل سيطرة تامة على معابر القطاع الستة الأخرى.

وقد أثار تصريح أبوزيد صدىً فى أمريكا، بدأت معه حملة مضادة شارك فيها عقيد احتياط فى الجيش الأمريكى طالب «بمحاسبة الإدارة الأمريكية وحكومتى مصر وإسرائيل باعتبارهم مشاركين فاعلين فى المعاملة اللاإنسانية المستمرة لأهالى قطاع غزة وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان الفلسطينى».

فى مصر الآن أيضاً بيانات عاجلة قدمها نواب معارضون فى برلمان الحزب الوطنى يحتجون فيها على إقامة الجدار الذى اعتبروه جريمة ترتكب فى حق سكان غزة، إن لم يكن جريمة مصر الأولى هذا العام.. ففى عدوان يناير الإسرائيلى الذى استمر ٢٢ يوماً قتل خلالها ١٤٤٠ فلسطينياً وأصيب ٥ آلاف آخرين، وشرد ٥٠ ألفاً بلا مأوى، صمتت مصر صمتاً مخزياً على العدوان، ثم واصلت الصمت على غارات إسرائيل على حدودنا بهدف تدمير الأنفاق فإذا بقنابلها تسقط على أراضينا مرات وتهدم بيوت المصريين الحدودية مرات أخرى،

وأحكمت مصر إغلاق الحدود طوال هذا العام ومنعت قوافل المساعدات الدولية والمصرية من دخول القطاع إلا بطلوع الروح، وحالت بين الفلسطينيين والخروج منه إلا بالقطارة.. بعد كل هذا تشترك مصر مرة أخرى مع إسرائيل وأمريكا فى إقامة جدار يخنق اقتصاد غزة ويجوّع مليوناً ونصف مليون فلسطينى بهدف تركيعهم لسطوة إسرائيل، أو استنفارهم ضد حكم حماس، وإسقاط حماس ذاتها لصالح حكم أبومازن الفاسد المتواطئ مع الغرب.. تلك هى الجريمة سواء كنا راضين عن أداء حماس أو ساخطين عليه.

وضاعف من وطأة هذه الجريمة الزفة الإعلامية الرسمية المصرية التى خرجت بطبل الردح البلدى منذ عدوان يناير وحتى الآن تروج لنزع عباءة مصر العربية، وتكرر بإلحاح سمج أكذوبة أن مصر استنزفت دم أبنائها وموارد خزينتها وحدها، وأن الفلسطينيين ناكرون لجميلها، وزادت الحملة هوساً عندما اشتد العدوان على غزة وخرج بعض من أبنائها هاربين من الجحيم إلى مصر فوجدوا أبوابها موصدة فى وجوههم فاقتحموها.. وقتها أطلقت السلطة المصرية كلابها المسعورة تنبح بأن السيادة المصرية انتهكت، وأن أمن مصر القومى فى خطر، وأن الفلسطينيين قادمون ليستوطنوا سيناء.

اليوم نجد السعار على وشك أن يتجدد فى انتظاره للضوء الأخضر، مما ينبئ أن مصر تتخبط من جديد، وهى تقع فى مأزقها الثالث فى شهر واحد.. فى أربعة أسابيع فقط ينطلق باشكتبة النظام فى ثلاث حملات إعلامية، سميناها فى مقال سابق طاحونة الشرشحة والغلوشة.. أولى الحملات الخائبة كانت ضد الجزائر، وخسرها النظام المصرى، والثانية كانت ضد البرادعى، وخسرها أيضاً النظام المصرى، وها هى الحملة الثالثة تبدأ وسوف يخسرها النظام المصرى قطعاً..

أقول قطعاً لأن هذه الحملة تعيد تغليف المبررات العطنة التى تزعم أن مصر تحمى بالجدار الفلسطينيين أنفسهم، فى حين أن الفلسطينيين لم يطلبوا حمايتها.. أن الفلسطينيين يجب ألا يتسللوا إلى مصر أو يدخلوها إلا بتصريح رسمى، وهو أمر طبيعى وإن يُفسد منطِقَه برطعة الإسرائيليين فى سيناء دون حاجة إلى تأشيرة.. أن هناك مخططاً إسرائيلياً لطرد الفلسطينيين من غزة ليستقروا فى سيناء، فى حين أنه كان من الممكن لمصر أن تتفادى توطين الفلسطينيين تماماً إذا ما كانت عمرت سيناء ووطنت فيها المصريين أنفسهم.. أن مصر تخشى توقيع عقوبات عليها إن لم تحاصر غزة وتمنع تهريب السلاح فى الأنفاق السرية إليها،

فإذا بمصر تتورط فى جريمة ضد الإنسانية وضد الدين وضد القيم الأخلاقية وهى تمنع- على حد قول صحيفة الإندبندنت البريطانية- وصول الغذاء وضرورات الحياة اليومية للفلسطينيين.. أن الجدار يهدف إلى منع المتسللين الأفارقة إلى إسرائيل، فى حين أن هذه مسؤولية إسرائيلية بداية، وأنه إذا كانت مصر تريد التطوع بمنعهم لكان عليها أن تبنى أيضاً جداراً فولاذياً مع إسرائيل..

كل هذا اللغط كان يمكن لمصر أن تتفاداه لو أنها وضعت يدها على أصل المشكلة وهو الاحتلال والحصار، وعملت مع غيرها من الدول العربية والصديقة عملاً جاداً مخلصاً لإنهائهما، وسمحت بمرور الأشخاص والبضائع مروراً حراً وقانونياً ومحكماً كما يحدث فى منافذ مصر الحدودية الأخرى، وبدلاً من أن تقيم الجدار استرضاء لإسرائيل وأمريكا كان يمكنها أن تطالب بتعديل بنود معاهدة السلام للسماح بوجود أكبر للجيش المصرى فى سيناء، هو وحده القادر على إيقاف التهريب.

لكن مصر لا تريد عكننة إسرائيل، بل إنها فى إطار مخطط واسع يشمل دول الاعتدال العربية مع أمريكا دخلت فى صفقات مشينة مع الإسرائيليين، واتفاقات بعضها معلن وبعضها مبطن، آخرها الاتفاق على الجدار العازل مع غزة الذى يحاولون تسويقه الآن بحجة فضفاضة مراوغة وهى الحفاظ على أمن مصر القومى، دون أن يسألوا أنفسهم أولاً: أى أمن لمصر بالاستناد إلى الإسرائيليين؟

أى أمن لمصر عندما تسحب مصر نفسها- كما تقول وكالة أسوشيتدبرس- من أى دور قيادى لها فى مشكلات فلسطين؟ وتفقد وزنها كوسيط فى المصالحة الفلسطينية بمعاداتها فريقاً وانحيازها للآخر؟ أى أمن لمصر ونحن نسلم حدودنا للأمريكيين؟ أى أمن لمصر بالانسلاخ عن العرب الذين ندّعى دوماً زعامتهم، وهل يمكن فعلاً أن ننزع جلدنا ونستقيل من تاريخنا وننسف ثقافتنا وهويتنا ونغير ديننا ونبدل موقعنا على الخريطة؟

هل أمن مصر فى حصار غزة أم أن أمنها فى فك هذا الحصار؟.. وهل تدرك مصر حقيقة تبعات هذا الجدار؟.. هل تذكر كم شوَّه موقفها أثناء عدوان غزة سمعتها وكم نال من الريادة التى تزعمها لأمتها، هل تذكر المظاهرات التى خرجت محتجة على أبواب سفاراتها فى العالم كله وفى عواصم عربية عدة منها بيروت التى حوصرت فيها سفارتنا أياماً ورجمت بالحجارة؟.. ها هى بيروت تتململ اليوم مرة أخرى ويعلن رجل دولتها الرزين الرئيس «سليم الحص» غضبه.. وغدا- أجزم لكم- ستخرج فى لبنان وغيره مظاهرات حانقة.. وعندها سيطل الناعقون لدينا من جحورهم فى هبة هستيرية تتسبب فى أعاصير غضب أخرى لا قبل لمصر بها.. وقتها سنتباكى كما تباكينا أيام حرب الكرة مع الجزائر: لماذا يكرهنا العرب؟

لكننا نتناسى أن العرب، والنخبة بينهم بالذات، يعرفون عن مصر ما لا يعرفه بعض المصريين.. يعرفون أنها عندما حاربت إسرائيل لم تحاربها من أجل عيون الفلسطينيين وحدهم.. حاربتها أساساً لأنها خطر على أمن مصر القومى ذاته، ولأنها تدافع عن بوابتها الشرقية التى كانت المعبر الأول لكل غزاة مصر عبر تاريخها الممتد.. يعرفون أن مصر كانت هى المسؤولة عن غزة وفقاً لاتفاق الهدنة العربية الإسرائيلية فى ١٩٤٩، وأن جنرالا مصرياً كان حاكمها الإدارى حتى ضيعت مصر- أكرر ضيعت مصر- القطاع فى حرب ٦٧ مع ما ضاع حينئذ من أراضيها..

يذكر العرب أيضاً أن معظم دولهم قطعت علاقاتها مع مصر عندما انفردت بالصلح مع إسرائيل، مديرة ظهرها لعمقها العربى.. يزعجهم كل يوم أن مصر تفتح أحضانها لقادة إسرائيل الذين يزورونها تباعاً، حتى إن رئيس وزرائها المتعجرف دُعى لإفطار فى رمضان الماضى على المائدة الرئاسية فى شرم الشيخ، يعرفون أن مصر التى قتلت إسرائيل أسراها لم تحرك ضدها أى دعوى قانونية ثأراً لهم، فى حين أن محامين بريطانيين استصدروا فى الأسبوع الماضى من محاكم لندن أمراً بالقبض على وزيرة الخارجية السابقة «ليفنى» بسبب عدوان حكومتها على غزة..

يعرفون أن بضائع المستوطنات الإسرائيلية تقاطع فى بلدان أجنبية عدة فى حين أنها تدخل مصر على الرحب والسعة.. يعرفون أن الأكاديميين فى بلدان أخرى قطعوا علاقاتهم مع جامعات إسرائيل، أما نحن فنفتح لهم أبواب مكتبة الإسكندرية على مصاريعها.. ويعرفون أننا نمد إسرائيل بالغاز بسعر الأوكازيون بل نخطط لزيادته بمقدار النصف فى يوليو القادم، فى حين تحتاجه دول عربية بالسعر التجارى، بل إن مصر ذاتها التى تجتاحها الآن أزمة أنابيب الغاز هى التى فى حاجة إليه قبل غيرها.

وتسألون بعد كل ذلك: لماذا يكرهنا العرب؟ الحق أن العرب لا يكرهون مصر، وإنما يمقتون نظامها وإعلامها الرسمى.. لقد عرفتهم منذ خمسين عاماً، وتجولت فى بلدانهم من طنجة إلى مسقط، فلم ألمس فى المجمل إلا كل حب للمصريين ولمصر ذاتها التى يقصدها العرب للسياحة والتجارة والتعليم من عشرات السنين.. كانت مصر هى الموئل أيام الحكم الملكى وإثر قيام الثورة..

الآن تغيرت الدنيا.. لم يعد عرب الخمسينيات كعرب القرن الواحد والعشرين، فى تلك الأيام كان العرب محتلين الآن أصبحت لهم دول وممالك بعضها أحياناً ما يناطح مصر ليثبت أنه هنا.. الآن أصبح لديهم بترول وثروات مكدسة.. الآن أصبحت لديهم مؤسسات راسخة. وجامعات أفضل من جامعات مصر.. ومراكز طبية تفوق مستشفياتنا المهترئة، وأصبح لديهم كوادر وطنية راقية من الأطباء والمهندسين والعلماء.. باختصار هم يتقدمون ونحن انحدرنا.

وفى ظل العولمة التى نعيشها والتواصل بالأقمار الصناعية والإنترنت بدأ الجيل العربى الجديد، شأنه شأن الجيل المصرى الجديد، يتجه إلى مراكز الإشعاع فى الغرب، ومع تعدد وسائل النقل الحديثة ويسر انتقال الأموال والبضائع تعددت وجهات العرب، السياح منهم الذين كانوا يتدفقون على مصر أصبح الكثير منهم يتجه إلى بريق دبى، وإلى صخب لبنان، وإلى شواطئ المتعة فى تونس، وإلى المنتجعات المبهرة بعبق التاريخ فى المغرب، وإلى تركيا مهند وأمريكا أورلاندو، وإلى جنوب أفريقيا وتايلاند، جاذبية مصر الأولى التى تكمن فى آثارها لم تكن يوماً مغرية للزوار العرب الذين كانوا يجدون دائماً متعتهم فى طريقة الحياة المصرية..

نعم هى تغريهم حتى الآن، ولكن مصر فقدت ميزة رخص الأسعار، وأصبحت تقلق السياح بسبب العنف والتلوث والتسول، وتزعج التجار والمستثمرين بالإجراءات الإدارية المعقدة والفساد والرشوة، وتنفر الطلاب والمرضى الذين لم يعودوا يجدون فيها تعليماً أو تطبيباً.

لا عرب اليوم هم عرب الأمس، ولا مصر اليوم هى مصر التى كانوا يعرفونها، وكنا نحن نعرفها.. والمصريون هم الآخرون تغيروا.. والأخطر من تغير طبائعهم هو تغير سياسات نظامهم، ففى حين كانت مصر هى التى دعت العرب لإقامة جامعة عربية فى عهد الملك السابق فاروق، نجد أن مصر الجمهورية تُعرض عن العرب منذ السبعينيات وتتجه بوصلتها إلى واشنطن، وتؤمن بأن ٩٩٪ من أوراق الحرب والسلام فى يد أمريكا، وكذلك ٩٩٪ من فرص مستقبلها..

ونجدها أيضاً تطأطئ رأسها لإسرائيل كلما حدثت أزمة، سواء فيما يتعلق بالأسرى، أو بقتل جنودنا على الحدود، أو بهدم بيوتها فى رفح. وكما أن سياسات النظام تغيرت فقد تغير إعلامه، وأصبح طاحونة للشرشحة والهلوسة، كلما تحركت آلاتها فإنها تنضح بأسوأ ما فى المصريين.. الاستعلاء والمنّ..

واليوم، وهذه الطاحونة توشك أن تهدر مرة أخرى، يجب على العقلاء فينا أن يحذروا من أن نفكر بأقدامنا كما فعلنا عندما خطفت عقولنا مباريات الجزائر، التى يبدو أنها انتهت بسخرية الفيفا المرّة من الملف الذى قدمناه له، والأهم أنها انتهت بأزمة كان من الممكن تلافيها ليس مع الجزائر وحدها وإنما مع السودان أيضاً. أكاد اليوم أرى أزمة تطل، سوف تكون مع الشعوب العربية جميعاً، لابد لتفاديها من صدور أمر عال بإيقاف طاحونة الإعلام قبل أن تبدأ فى الطنين، وقبل ذلك وبعده استئصال الورم الخبيث من أساسه.. إيقاف بناء جدار العار!

المصري اليوم

الأربعاء، ٢ ديسمبر ٢٠٠٩

آخر مشايخ الأزهر الشريف

لا تجعل الرسالة تقف عندك وارسلها لواحد على الأقل

واحتسب الأجر عند الله


المصدر :طريق الإسلام

http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=5502





04/01/2009 ميلادي - 7/1/1430 هجري
يُعَدُّ الشيخُ "جاد الحق علي جاد الحق" آخِرَ شيخٍ للأزهر الذي نعرفه، الأزهر الذي أنْجب علماء عظامًا على مدار تاريخه، والذي تولَّى مشيختَه العديدُ من فطاحل العلماء، الذين جمع بينهم قاسم مشترك، وهو أنَّهم يحافظون على الدين من الإفْساد والتَّحريف، وأنَّهم لا يَخافون في الله لومةَ لائم، ولا بطْش سلطان غاشم، ولا يطْلُبون رضا أحدٍ غيْر الله تعالى.


كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - يُحافظ على الدين، ويبذُل في ذلك وسعه؛ لذا وجدناه يُقاوم المؤامرات التي حِيكت في مؤتَمر الأسرة والسُّكَّان بالقاهرة في التسعينيَّات؛ من أجل إقْرار موادَّ تُخالف الشَّرع؛ كزواج الشَّواذِّ، وغيرها، وقْتَها وقف الشَّيخ صامدًا رافضًا لهذا الفساد، مانعًا الدَّولة أن توافِق على ما أرادت الدول الغربيَّة، وبدا الأزهر قلعةً حصينةً ضدَّ موجات التغْريب والإفساد.

ثمَّ بدأ أذْناب الغرب يُحاولون استِصْدار قوانين تنفِّذ ما كان يُريده مؤتمر السكَّان؛ مثل تَجريم ختان الفتيات، والذي شرعه الإسلام صيانةً ومكْرمةً لهنَّ، وهنا وقف الشَّيخ وقفةً قويَّة بعد أن استصْدَر هؤلاء فتوى من المفتي وقْتها - شيخ الأزهر الحالي - بأنَّ ختان الفتيات ليس من الإسلام، فقام الشيْخُ - رحمه الله - وأصْدر كتيِّبًا وُزِّع مع مجلَّة الأزهر، يبيِّن فيه حكم الشَّرع من هذه القضيَّة، مفنِّدًا لدعوى المفتِي ومَن وراءَه.


في عهد الشيخ جاد الحقِّ، وجدنا الأزهر قلعة أبيَّة على التغْريب، بيْنما نجد الآن معاهد إنجليزيَّة في قلْب جامعة الأزهر؛ لتعليم الأئمَّة والخطباء مبادئَ الحضارة الغربيَّة، وتعليمهم الخطاب الديني المستنير!

في عهد الشيخ جاد الحق، لم يكن مسؤولٌ غربي معادٍ للإسلام يحلم - مجرَّد حُلم - أن يرضى شيخ الأزهر بِمقابلتِه؛ ما دام بلدُه على العداء للإسلام، بينما الآن نَجد يدَ شيخ الأزهر ممدودةً لجميع أعداء الإسلام من كل صنفٍ ولونٍ ومِلَّة - حتَّى السفَّاحين الصهاينة - مرحبةً بهم في أيِّ مكان، وكل مكان، في مكتبه بالأزْهر، أو في نيويورك!


كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - مدافعًا عن قضايا المسلمين، فكان من أوائل المسؤولين الذين أرْسلوا مبعوثًا للبوسنة والهرسك في التسعينيَّات؛ لمطالعة نكْبة المسلمين هناك على أرض الواقع، والنَّظر في كيفيَّة المساعدة، بيْنما شيخ الأزهر الحالي يدَّعي أنَّه لا يعرف أنَّ غزَّة محاصَرَة من اليهود!


كان شيخ الأزهر يقول ما يُرْضِي الله - تعالى - من الفتاوى - كما نحسبه، ولا نزكِّي على الله أحدًا - ولم يكن يُلَوِّن فتاواه بلوْن النِّظام الحاكم؛ لذا لم نسمعْ في عهده فتوى أنَّ القائمين بالعمليَّات الاستِشْهاديَّة منتحِرون، ولَم نَجد فتوى أنَّ ربا البنوك حلال حلال حلال؛ بل وجدْناه يقف صامدًا لمحاولة النظام تَحليل ربا البنوك، فأفتى ومعه ثُلَّة من خيرة علماء الأمَّة بتَحْريم فوائد البنوك؛ لأنَّها هي عيْن الرِّبا المحرَّم، فالشَّيخ - رحِمه الله - كان يعلم أنَّه واقف عن قريب بين يدَيْ ربٍّ عظيم، سيحاسبه على النَّقير والقِطْمير، فلم يؤثِر رضا أحدٍ على رضاه سبحانه، خاصَّة وهو يعلم أنَّ المفتي الذي يُرْضِي النَّاس بفتاواه هو المفتي الماجِن؛ كما يقول عِلْمُ أصول الفقْه، وهذا ينبغي على الحاكم منعُه من الإفْتاء، ولكن كيف إن كان المفتي هو مطيَّة السُّلْطان نفسه؟!


لم يستقبل الشيخ جاد الحقِّ وزيرَ داخليَّة فرنسا في مكتبه؛ ليُبيح له منْع الطَّالبات المسلِمات في مدارس فرنسا من ارتِداء الحجاب؛ حتى لا يُكتَب في ميزان أعمالِه أنَّه وافق على تَحريم فريضةٍ فرَضَها الله - عزَّ وجلَّ - وأنَّه وافق أعداءَ الله على إضاعةِ شعائر الدِّين وأحكامه!


شهد عصْر الشيخ جاد الحق - رحمه الله - توسُّعًا كبيرًا في بناء المعاهد الأزهريَّة؛ من أجل نشْر نور الإسلام وتعاليمه، بينما نرى حركة إقامة المعاهد الآن متوقِّفة؛ وذلِك لأنَّ شيْخَ الأزهر الآنَ قال في تصريح شهير: إنَّه آخِرُ شيْخٍ للأزهر، تمهيدًا لقيام الدَّولة بإلْغاء الأزهر جامعًا وجامعةً، دون أي رفْضٍ منه.


كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - يعلم مكانةَ العالم وعزَّته؛ لذا لم نرَهُ يقِفُ بباب أحد، ولا يستجْدي أحدًا، بل يرى مكانة المشْيخة التي يمثِّلها فوق مكانة أي مسؤول بالدَّولة؛ لأنَّه المدافع عن الدين، والقائم بأمْرِه، ومن أئمَّة أهل السنَّة الكبار، أمَّا الآن فنجد شيخ الأزهر يعتبر نفسه موظَّفًا لدى النظام، لا يتحرَّك إلا بتعليماته، ولا يأتَمِر إلا بأمره؛ لذا يَقْبَل بمدِّ الأيدي لليهود، ويجعل ذلك مرتبطًا بطاعة وليِّ الأمر - في رأيه - ويُعْلِن القطيعةَ مع إيران، ويجعلها أبديَّة؛ لا لفساد عقيدتِهم، وقيامِهم بتشْيِيع أهْلِ السُّنَّة، وسبِّهم للصَّحابة، وغير ذلك؛ بل لأنَّ النظام على خلاف مع إيران، وعلى وِفاق ومودَّة مع إسرائيل.


كان الشيخ - رحِمه الله - يوضِّح حكم الإسْلام في كلِّ قضيَّة؛ لذا لم نشْهد في عهده ما نشهَدُه من تفويض لأهْلِ كلِّ تخصُّص للفتوى في تخصُّصهم، فإذا سُئِل شيخُ الأزْهر عن حكم الشَّرع في الاستِنْساخ مثلاً قال: اسألوا الأطبَّاء، وإذا سُئل عن حكم ربا البنوك، قال: اسألوا رجال البنوك، وكأنَّهم هم أهل الشَّرع، أو كأنَّه أصبح يَخاف من أن يُصْدِر فتوى يُحاسَب عليْها من رجال النظام إذا لم تُرْضِهم!


كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - عفَّ اللسان، لم نسمعْ منْه أو نقرأ عنْه - رحمه الله - سبًّا لمُخالف له، أو تطاوُل على أحد خطَّأه، ولم نَجد في عهْدِه ما نَجده الآنَ من سبِّ شيخ الأزهر لكلِّ المنتقِدِين له واتِّهامهم بالجنون، أو وصْفه لعُلماء الأمَّة جميعًا الذين ردُّوا على فتواه بإباحة الربا بأنَّهم سمكريَّة لا يفقهون شيئًا.


إنَّ المسلمين جميعًا يترحَّمون على شيوخ الأزْهر العِظام كافَّة، وعلى آخِر شيْخ للأزهر الشَّريف، الشَّيخ جاد الحق علي جاد الحق، فهل تأتي لنا الأيَّام بشيخٍ جديد يستحقُّ اللَّقَب، نسأل الله تعالى ذلك.


















لااله الا الله .. عدد ماكان .. ومايكون
لااله الا الله .. عدد الحركات والسكون