قصيدة من شعر التفعيلة كتبت منذ سنين طويلة أعود لها اليوم لأقدمها لكم مزيدة ومنقحة
بغدادُ أيا بغدادُ ..
يا أَلمَي وَيا وَجَعي
وَيا هَمسَ أنفاسِي البَليدة ْ
قَد خَانَني فِيكِ القَريضُ
فَجِئتُ أنثرُ بالحُرِّ ، لِعَينيكِ قَصِيدة ْ
بـَغْدادُ.. يَا أمليْ ويا َفَخريْ وَيا مُعلِّمتيْ
وَيا مُعلَقَتيْ الجديدة ْ
الـنَّـاسُ يا بغدادُ
تَجعَلُ من عَواصِمِها ذَهَباً وَدُرّاً
وتكتبُ أشياءً فريدة ْ
وَنَحنُ نَسكبُ في نيرانِ قلبِكِ المحزونُ زَيتاً
وَندفِنُ هَامَتَكِ وئيدة ْ
بَغدادُ .. مَهلاً . . أيتها الرغيدة
لا تَشتكينا للأنام ِ
مُقصِّرونَ حَدَّ اللثـام ِ
ونحنُ أصحابُ تَجرِبةٍ وَليدةْ
قد كانَ ضرباً من خيالٍ
أننا أهلٌ لأفكارٍ سَديدة ْ
بـَغدادُ سَيدتي... عُذراً ...
فَقَدْ امتَطينا صَهوةَ الكِبْرِ المَقيتِ
وخضناْ بأغوارِ أَسْفارٍ بعيدة ْ
بغدادُ هلْ تقبلينَ العُذرَ من أمثالنِا؟
بالأمسِ فَرَّطْنا بوجهكِ والتاريخِ
واليومَ ضَيّعنا شُهُودَه ..
بغدادُ يا تاريخَ أُمتِنا المجيدة ْ
ويا ألقَ الدُّنـا
يومَ كُنتِ لِدَربِها مِشكاةً وحيدة ْ
وتَبغدَدَتْ ..
كلُّ اللُغاتِ بأرضِكِ النجلاءُ
فالفصاحةُ والبلاغةُ عند ذكراكِ قعيدة ْ
بــَغدادُ أنتَ نَبتُ الدين ِ فينا
أنتِ جذُورُنا ما كنتِ مُسوَّمَةً تليدة ْ
بَغدادُ ..
ها قَدْ نفذَّ الحقدُ الدَفينُ بأرضك المعطاءِ جُرماً
كأنهُ يرثي جدودَه
وأسمَعَنا السَمجُ رَعيدَه
وما زالَ يبحثُ عَن جَديدَه
بغدادُ.. مَعذرةً إليك ِوَمَعذرةً لأبياتِ القصيدة ْ
وَأنا المؤرَّقُ جفنُهُ لكنني أرنو لأحلامٍ ٍسَعيدة ْ
ما لي أراكِ بأفلاكِ الدُجى
تَبحثينَ عن النـَّقاءِ
تنافِحينَ عن البقاءِ
وإنَّ صفحتَكِ مُنقَّحةٌ مزيدَة ْ
ما لي أرى النَزفَ الرُّعافَ يُتعبُكِ ... يُضنيكِ..
وبرُغمهِ أنتِ عتيدة ْ
بغدادُ.. إني قد أضعتُ طفولتي سَهواً !!
فلعلها كانت تُذَاكِر ُ في أزقتكِ العَنيدة ْ
يَغشَاها ضَوءٌ مِنْ سَنَاكِ
وَ تَلَــزُّ وجْنَتُها عَمُودَه
ولربما هي تسْتَظلُّ بأفياءِ محنتكِ المديدة ْ
وتكدرتْ كلُّ الأماني .. يا بغدادُ
وتبعثرتْ كُلُّ الخُطى
وتحطَمَتْ مآذنُكِ الفريدة ْ
يا ويحََ دجلةَ...
لم تزلْ تعجزُ عن خَلقِ أشياءٍ سَعيدة ْ
يا ويحَ ناسي ويحَ أهلي أينهُم ْ ؟
أصحابَ نخوتِنا الحميدة ْ
يا ويحَ نفسي..
قد تدنتْ .. قد تهاوتْ..قد تردت
هي لا تُميّزُ بين ( كفيارٍ ) أو عَصيدةْ
بغدادُ .. عُذراً أيتها العميدة ْ
إني أشتَهي أن أغازِلُكِ
كَما كانتْ تـُغازلُك العواصمُ
يوم كُنتِ حَاضِرةً شَهيدة
يومَ عَافَ المَجدُ
في ذرّاتِ تُربَتـكِ أُسودَه
بغدادُ .. يا رقصَ الطُفولةِ
وهوى الصبا.. وغوى الشبابِ
يا أحلامَ نخلتنا الشهيدة
يا دمعاً يُرقرِقُ جَفنَ أُمّي
شَوقاً لبكرِها أنْ تُعيدَه
بغداد .. يا مُجندِلتي الأكيدة
ياما كنتُ أرتشفُ الهوى من رافديكِ
فأقولُ : حَسبُكِ .. وتُسقيني مزيدَة
أشتاقُ لأحبابٍ صغارٍ يومَ كُنا لُحْمَةً
لا يُفرقُنا عِرقٌ بلْ ولا حَتى عَقيدة ْ
أشتاقُ لأيّامِ المدارسِ
يومَ كنّا نهتِفُ : ( عشتِ يا بغدادُ )
ورجعُهُ الدنيا تُعيده
أشتاقُ لأيام ِ الشَّبابِ ..
يومَ كنا نسلكُ الدربَ..
مُشاةً بين ( ميدان ٍ ) و ( بغدادَ الجديدة ْ)
بغدادُ يا منبرَ الشُعراء ِويا نبعَ القوافيِ
أخانَكِ الشعرُ ؟ أم خان لبيدَه ؟
قومي فادلُقي كلَّ أدرانِ محنتَكِ الشديدة ْ
يخالجُني شعوٌر أنَّكِ في حاجةٍ لهوادةٍ ..
أو نومةٍ هانـئةٍ رغيدة ْ
بغدادُ هل يا ترى
ستعودُ بسمتُكِ الشهية ْ ؟
وأناقتُكِ الأبية ْ؟
متى .. متى ؟ أيتها الفقيدة ْ
بغدادُ .. عفواً
أتقبلين عيوننا سكناً ؟
إذن ... هيا اسكني يا محبوبتنا الشريدة
المدون
مصر
محمد طلعت عبد العاطى
تبارك الله خالق الورد اللى بأحبه
ورد أحبه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق