المدون
مصر
محمد طلعت عبد العاطى
تبارك الله خالق الورد اللى بأحبه
ورد أحبه
الخميس، ٣١ ديسمبر ٢٠٠٩
الأربعاء، ٣٠ ديسمبر ٢٠٠٩
الثلاثاء، ٢٩ ديسمبر ٢٠٠٩
ahmed أحمد فؤاد نجم
من حسني مبارك إلى شعب مصر
شعر أحمد فؤاد نجم
ياشعبي حبيبي ياروحي يابيبي
ياحاطك في جيبي يابن الحلال
ياشعبي ياشاطر ياجابر خواطر
ياساكن مقابر وصابر وعال
ياواكل سمومك يابايع هدومك
ياحامل همومك وشايل جبال
ياشعبي اللي نايم وسارح وهايم
وفي الفقر عايم وحاله ده حال
احبك محشش مفرفش مطنش
ودايخ مدروخ واخر انسطال
احبك مكبر دماغك مخدر
ممشي امورك كده باتكال
واحب اللي ينصب واحب اللي يكدب
واحب اللي ينهب ويسرق تلال
واحب اللي شايف وعارف وخايف
وبالع لسانه وكاتم ماقال
واحب اللي قافل عيونه المغفل
واحب البهايم واحب البغال
واحب اللي راضي واحب اللي فاضي
واحب اللي عايز يربي العيال
واحب اللي يائس واحب اللي بائس
واحب اللي محبط وشايف محال
واحبك تسافر وتبعد تهاجر
وتبعت فلوسك دولار او ريال
واحبك تطبل تهلل تهبل
عشان مطش كوره وفيلم ومقال
واحبك تأيد تعضض تمجد
توافق تنافق وتلحس نعال البغال
تحضر نشادر تجمع كوادر
تلمع وتقمع تظبط مجال
لكن لو تفكر تخطط تقرر
تشغل مخك وتفتح جدال
وتبدأ تشاكل وتعمل مشاكل
وتنكش مسائل وتسأل سؤال
وعايز تنور وعايز تطور
وتعمللي روحك مفرد رجال
ساعتها حجيبك لايمكن اسيبك
وراح تبقى عبره وتصبح مثال
حبهدل جنابك وأذل اللي جابك
وحيكون عذابك ده فوق الاحتمال
وامرمط سعادتك واهزأ سيادتك
واخلي كرامتك في حالة هزال
وتلبس قضيه وتصبح رزيه
وباقي حياتك تعيش في انعزال
حتقبل ححبك حترفض حلبك
حتطلع حتنزل حجيبلك جمااااال
شعر أحمد فؤاد نجم
ياشعبي حبيبي ياروحي يابيبي
ياحاطك في جيبي يابن الحلال
ياشعبي ياشاطر ياجابر خواطر
ياساكن مقابر وصابر وعال
ياواكل سمومك يابايع هدومك
ياحامل همومك وشايل جبال
ياشعبي اللي نايم وسارح وهايم
وفي الفقر عايم وحاله ده حال
احبك محشش مفرفش مطنش
ودايخ مدروخ واخر انسطال
احبك مكبر دماغك مخدر
ممشي امورك كده باتكال
واحب اللي ينصب واحب اللي يكدب
واحب اللي ينهب ويسرق تلال
واحب اللي شايف وعارف وخايف
وبالع لسانه وكاتم ماقال
واحب اللي قافل عيونه المغفل
واحب البهايم واحب البغال
واحب اللي راضي واحب اللي فاضي
واحب اللي عايز يربي العيال
واحب اللي يائس واحب اللي بائس
واحب اللي محبط وشايف محال
واحبك تسافر وتبعد تهاجر
وتبعت فلوسك دولار او ريال
واحبك تطبل تهلل تهبل
عشان مطش كوره وفيلم ومقال
واحبك تأيد تعضض تمجد
توافق تنافق وتلحس نعال البغال
تحضر نشادر تجمع كوادر
تلمع وتقمع تظبط مجال
لكن لو تفكر تخطط تقرر
تشغل مخك وتفتح جدال
وتبدأ تشاكل وتعمل مشاكل
وتنكش مسائل وتسأل سؤال
وعايز تنور وعايز تطور
وتعمللي روحك مفرد رجال
ساعتها حجيبك لايمكن اسيبك
وراح تبقى عبره وتصبح مثال
حبهدل جنابك وأذل اللي جابك
وحيكون عذابك ده فوق الاحتمال
وامرمط سعادتك واهزأ سيادتك
واخلي كرامتك في حالة هزال
وتلبس قضيه وتصبح رزيه
وباقي حياتك تعيش في انعزال
حتقبل ححبك حترفض حلبك
حتطلع حتنزل حجيبلك جمااااال
الخميس، ٢٤ ديسمبر ٢٠٠٩
حمدى قنديل
AM 07:38 2009-12-21
أمس الأول طلعت علينا الصحف بتصريح لوزير الخارجية عن سيادة مصر وأمن حدودها لم يرد فيه ذكر للجدار العازل الذى بدأت مصر بناءه على حدودنا مع غزة، وحتى لحظة كتابة هذه السطور لم تنطق حكومة مصر بكلمة واحدة عن الجدار.. ولا كلمة فى الوقت الذى يتغنى فيه النظام بأن إعلامنا حر وسماواتنا مفتوحة والمعلومات عن أى شىء وكل شىء متاحة، وبأننا لم نعد نتسقط الأخبار من الإذاعات الأجنبية كما كان عليه الحال فى عهد عبدالناصر البائد..
وفى الوقت الذى لدينا فيه متحدث رسمى باسم الرئاسة، ومتحدث رسمى باسم مجلس الوزراء، ومتحدث رسمى باسم الخارجية، فإننا لم نسمع خبر إقامة الجدار العازل من أحد من هؤلاء، ولا من أى من عشرات القنوات الإذاعية والتليفزيونية الرسمية أو من الصحف الحكومية.. جاءنا الخبر أول ما جاء من صحيفة إسرائيلية هى «هاآرتس» منذ أسبوع، ثم تتابع من وكالات الأنباء الدولية، حتى أكده فى النهاية نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وهو يتنصل من مسؤولية أمريكا عن الجدار، ملقياً تبعة اتخاذ القرار فى شأنه على مصر وحدها.. أما مصر الرسمية صاحبة الشأن أولاً وأخيراً فقد ظلت بكماء خرساء.
لا تفسير لذلك إلا واحد من اثنين، إما أن الحكومة تعلم جيداً أن قرار إقامة الجدار العازل مع غزة لن يلقى قبولاً شعبياً عريضاً أو أنه سيثير سخطاً عربياً عارماً، ولذلك فهى لا تريد أن تنشره على الناس إن لم تكن تود أن تتبرأ منه، وبهذا فهى حكومة جبانة، أو أنها لا تأبه بمشاعر شعبها ولا يهمها مَنْ عارض ومَنْ أيد، مصريين كانوا أم فلسطينيين أم عرباً، وبذلك فهى حكومة متغطرسة..
ربما يكون هناك تفسير ثالث أيضاً، هو أن الحكومة.. مثلها مثل حكومات الدول المتخلفة المنغلقة.. تعتقد أن عدم نشرها للخبر يعنى أنه لن ينتشر، وأن أفضل وسيلة لوأده فى مهده هى تجاهله، وعندئذ فهى حكومة غبية.. المؤكد فى كل حال، وإن كنا عرفنا ذلك ألف مرة من قبل، أن إعلام الحكومة الرسمى لم يعد يغطى الأخبار، وإنما يغطى عليها.. جريدة حكومية واحدة مهدودة الانتشار هى التى نشرت الخبر موجزاً بعد أن لوت عُنقه.
مع ذلك فإن مواصفات الجدار المصرى العازل، طوله وعرضه وعمقه والمواد التى يُبنى بها، أصبحت من كثرة ترديدها فى إذاعات العالم وصحفه نبأ مشاعاً، لكن الأخطر من هذا كله أنه يقام بخبرات أمريكية، وتحت إشراف سلاح المهندسين بالجيش الأمريكى، وأنه يزود بمعدات أمريكية، وأنه يتكلف مئات الملايين من الدولارات من ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية..
هو جدار أمريكى إذن أقيم على أرض مصر طوعاً بموافقتها أو كرهاً بإرغامها، وأمريكا هى صاحبة مصلحة أولى فى بنائه، إذ هى تحمى به ربيبتها إسرائيل كما فعلت ذلك منذ قيامها وحتى سارعت مؤخراً بعد العدوان الإسرائيلى البربرى على غزة فى يناير.. وقتها عقدت أمريكا، قبيل انتهاء ولاية بوش، اتفاقاً أمنياً مع إسرائيل، قيل إن مصر رفضت الانضمام إليه وإن كانت وثيقة الصلة بكل ترتيباته، ونتائج اجتماعاته فى كوبنهاجن ولندن، والخطوات التنفيذية التى أُقر اتخاذها على الأراضى المصرية لمكافحة أى اختراق يهدف إلى تهريب السلاح والبضائع إلى غزة، وذلك بالتعاون مع قوة الرقابة الأمريكية الرابضة فى سيناء.
الهدف من إقامة الجدار واضح إذن، فهو يحكم الحصار المصرى على غزة من الجنوب بعد أن أحكمت إسرائيل قبضتها عليها شمالاً وشرقاً وغرباً، بل إن الهدف - كما ورد فى تصريح خطير للمفوضة العامة لغوث اللاجئين كارين أبوزيد - هو «التمهيد لشن هجمة إسرائيلية مرتقبة على قطاع غزة».. سواء حدث هذا الهجوم أم لم يحدث، فالجدار سيئ السمعة طبقاً للمفوضة السامية الأمريكية الجنسية «سوف يزيد من صعوبة الحياة بالنسبة للفلسطينيين فى القطاع» الذين لم يعد لهم منفذ على العالم سوى بوابة رفح، بعد أن سيطرت إسرائيل سيطرة تامة على معابر القطاع الستة الأخرى.
وقد أثار تصريح أبوزيد صدىً فى أمريكا، بدأت معه حملة مضادة شارك فيها عقيد احتياط فى الجيش الأمريكى طالب «بمحاسبة الإدارة الأمريكية وحكومتى مصر وإسرائيل باعتبارهم مشاركين فاعلين فى المعاملة اللاإنسانية المستمرة لأهالى قطاع غزة وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان الفلسطينى».
فى مصر الآن أيضاً بيانات عاجلة قدمها نواب معارضون فى برلمان الحزب الوطنى يحتجون فيها على إقامة الجدار الذى اعتبروه جريمة ترتكب فى حق سكان غزة، إن لم يكن جريمة مصر الأولى هذا العام.. ففى عدوان يناير الإسرائيلى الذى استمر ٢٢ يوماً قتل خلالها ١٤٤٠ فلسطينياً وأصيب ٥ آلاف آخرين، وشرد ٥٠ ألفاً بلا مأوى، صمتت مصر صمتاً مخزياً على العدوان، ثم واصلت الصمت على غارات إسرائيل على حدودنا بهدف تدمير الأنفاق فإذا بقنابلها تسقط على أراضينا مرات وتهدم بيوت المصريين الحدودية مرات أخرى،
وأحكمت مصر إغلاق الحدود طوال هذا العام ومنعت قوافل المساعدات الدولية والمصرية من دخول القطاع إلا بطلوع الروح، وحالت بين الفلسطينيين والخروج منه إلا بالقطارة.. بعد كل هذا تشترك مصر مرة أخرى مع إسرائيل وأمريكا فى إقامة جدار يخنق اقتصاد غزة ويجوّع مليوناً ونصف مليون فلسطينى بهدف تركيعهم لسطوة إسرائيل، أو استنفارهم ضد حكم حماس، وإسقاط حماس ذاتها لصالح حكم أبومازن الفاسد المتواطئ مع الغرب.. تلك هى الجريمة سواء كنا راضين عن أداء حماس أو ساخطين عليه.
وضاعف من وطأة هذه الجريمة الزفة الإعلامية الرسمية المصرية التى خرجت بطبل الردح البلدى منذ عدوان يناير وحتى الآن تروج لنزع عباءة مصر العربية، وتكرر بإلحاح سمج أكذوبة أن مصر استنزفت دم أبنائها وموارد خزينتها وحدها، وأن الفلسطينيين ناكرون لجميلها، وزادت الحملة هوساً عندما اشتد العدوان على غزة وخرج بعض من أبنائها هاربين من الجحيم إلى مصر فوجدوا أبوابها موصدة فى وجوههم فاقتحموها.. وقتها أطلقت السلطة المصرية كلابها المسعورة تنبح بأن السيادة المصرية انتهكت، وأن أمن مصر القومى فى خطر، وأن الفلسطينيين قادمون ليستوطنوا سيناء.
اليوم نجد السعار على وشك أن يتجدد فى انتظاره للضوء الأخضر، مما ينبئ أن مصر تتخبط من جديد، وهى تقع فى مأزقها الثالث فى شهر واحد.. فى أربعة أسابيع فقط ينطلق باشكتبة النظام فى ثلاث حملات إعلامية، سميناها فى مقال سابق طاحونة الشرشحة والغلوشة.. أولى الحملات الخائبة كانت ضد الجزائر، وخسرها النظام المصرى، والثانية كانت ضد البرادعى، وخسرها أيضاً النظام المصرى، وها هى الحملة الثالثة تبدأ وسوف يخسرها النظام المصرى قطعاً..
أقول قطعاً لأن هذه الحملة تعيد تغليف المبررات العطنة التى تزعم أن مصر تحمى بالجدار الفلسطينيين أنفسهم، فى حين أن الفلسطينيين لم يطلبوا حمايتها.. أن الفلسطينيين يجب ألا يتسللوا إلى مصر أو يدخلوها إلا بتصريح رسمى، وهو أمر طبيعى وإن يُفسد منطِقَه برطعة الإسرائيليين فى سيناء دون حاجة إلى تأشيرة.. أن هناك مخططاً إسرائيلياً لطرد الفلسطينيين من غزة ليستقروا فى سيناء، فى حين أنه كان من الممكن لمصر أن تتفادى توطين الفلسطينيين تماماً إذا ما كانت عمرت سيناء ووطنت فيها المصريين أنفسهم.. أن مصر تخشى توقيع عقوبات عليها إن لم تحاصر غزة وتمنع تهريب السلاح فى الأنفاق السرية إليها،
فإذا بمصر تتورط فى جريمة ضد الإنسانية وضد الدين وضد القيم الأخلاقية وهى تمنع- على حد قول صحيفة الإندبندنت البريطانية- وصول الغذاء وضرورات الحياة اليومية للفلسطينيين.. أن الجدار يهدف إلى منع المتسللين الأفارقة إلى إسرائيل، فى حين أن هذه مسؤولية إسرائيلية بداية، وأنه إذا كانت مصر تريد التطوع بمنعهم لكان عليها أن تبنى أيضاً جداراً فولاذياً مع إسرائيل..
كل هذا اللغط كان يمكن لمصر أن تتفاداه لو أنها وضعت يدها على أصل المشكلة وهو الاحتلال والحصار، وعملت مع غيرها من الدول العربية والصديقة عملاً جاداً مخلصاً لإنهائهما، وسمحت بمرور الأشخاص والبضائع مروراً حراً وقانونياً ومحكماً كما يحدث فى منافذ مصر الحدودية الأخرى، وبدلاً من أن تقيم الجدار استرضاء لإسرائيل وأمريكا كان يمكنها أن تطالب بتعديل بنود معاهدة السلام للسماح بوجود أكبر للجيش المصرى فى سيناء، هو وحده القادر على إيقاف التهريب.
لكن مصر لا تريد عكننة إسرائيل، بل إنها فى إطار مخطط واسع يشمل دول الاعتدال العربية مع أمريكا دخلت فى صفقات مشينة مع الإسرائيليين، واتفاقات بعضها معلن وبعضها مبطن، آخرها الاتفاق على الجدار العازل مع غزة الذى يحاولون تسويقه الآن بحجة فضفاضة مراوغة وهى الحفاظ على أمن مصر القومى، دون أن يسألوا أنفسهم أولاً: أى أمن لمصر بالاستناد إلى الإسرائيليين؟
أى أمن لمصر عندما تسحب مصر نفسها- كما تقول وكالة أسوشيتدبرس- من أى دور قيادى لها فى مشكلات فلسطين؟ وتفقد وزنها كوسيط فى المصالحة الفلسطينية بمعاداتها فريقاً وانحيازها للآخر؟ أى أمن لمصر ونحن نسلم حدودنا للأمريكيين؟ أى أمن لمصر بالانسلاخ عن العرب الذين ندّعى دوماً زعامتهم، وهل يمكن فعلاً أن ننزع جلدنا ونستقيل من تاريخنا وننسف ثقافتنا وهويتنا ونغير ديننا ونبدل موقعنا على الخريطة؟
هل أمن مصر فى حصار غزة أم أن أمنها فى فك هذا الحصار؟.. وهل تدرك مصر حقيقة تبعات هذا الجدار؟.. هل تذكر كم شوَّه موقفها أثناء عدوان غزة سمعتها وكم نال من الريادة التى تزعمها لأمتها، هل تذكر المظاهرات التى خرجت محتجة على أبواب سفاراتها فى العالم كله وفى عواصم عربية عدة منها بيروت التى حوصرت فيها سفارتنا أياماً ورجمت بالحجارة؟.. ها هى بيروت تتململ اليوم مرة أخرى ويعلن رجل دولتها الرزين الرئيس «سليم الحص» غضبه.. وغدا- أجزم لكم- ستخرج فى لبنان وغيره مظاهرات حانقة.. وعندها سيطل الناعقون لدينا من جحورهم فى هبة هستيرية تتسبب فى أعاصير غضب أخرى لا قبل لمصر بها.. وقتها سنتباكى كما تباكينا أيام حرب الكرة مع الجزائر: لماذا يكرهنا العرب؟
لكننا نتناسى أن العرب، والنخبة بينهم بالذات، يعرفون عن مصر ما لا يعرفه بعض المصريين.. يعرفون أنها عندما حاربت إسرائيل لم تحاربها من أجل عيون الفلسطينيين وحدهم.. حاربتها أساساً لأنها خطر على أمن مصر القومى ذاته، ولأنها تدافع عن بوابتها الشرقية التى كانت المعبر الأول لكل غزاة مصر عبر تاريخها الممتد.. يعرفون أن مصر كانت هى المسؤولة عن غزة وفقاً لاتفاق الهدنة العربية الإسرائيلية فى ١٩٤٩، وأن جنرالا مصرياً كان حاكمها الإدارى حتى ضيعت مصر- أكرر ضيعت مصر- القطاع فى حرب ٦٧ مع ما ضاع حينئذ من أراضيها..
يذكر العرب أيضاً أن معظم دولهم قطعت علاقاتها مع مصر عندما انفردت بالصلح مع إسرائيل، مديرة ظهرها لعمقها العربى.. يزعجهم كل يوم أن مصر تفتح أحضانها لقادة إسرائيل الذين يزورونها تباعاً، حتى إن رئيس وزرائها المتعجرف دُعى لإفطار فى رمضان الماضى على المائدة الرئاسية فى شرم الشيخ، يعرفون أن مصر التى قتلت إسرائيل أسراها لم تحرك ضدها أى دعوى قانونية ثأراً لهم، فى حين أن محامين بريطانيين استصدروا فى الأسبوع الماضى من محاكم لندن أمراً بالقبض على وزيرة الخارجية السابقة «ليفنى» بسبب عدوان حكومتها على غزة..
يعرفون أن بضائع المستوطنات الإسرائيلية تقاطع فى بلدان أجنبية عدة فى حين أنها تدخل مصر على الرحب والسعة.. يعرفون أن الأكاديميين فى بلدان أخرى قطعوا علاقاتهم مع جامعات إسرائيل، أما نحن فنفتح لهم أبواب مكتبة الإسكندرية على مصاريعها.. ويعرفون أننا نمد إسرائيل بالغاز بسعر الأوكازيون بل نخطط لزيادته بمقدار النصف فى يوليو القادم، فى حين تحتاجه دول عربية بالسعر التجارى، بل إن مصر ذاتها التى تجتاحها الآن أزمة أنابيب الغاز هى التى فى حاجة إليه قبل غيرها.
وتسألون بعد كل ذلك: لماذا يكرهنا العرب؟ الحق أن العرب لا يكرهون مصر، وإنما يمقتون نظامها وإعلامها الرسمى.. لقد عرفتهم منذ خمسين عاماً، وتجولت فى بلدانهم من طنجة إلى مسقط، فلم ألمس فى المجمل إلا كل حب للمصريين ولمصر ذاتها التى يقصدها العرب للسياحة والتجارة والتعليم من عشرات السنين.. كانت مصر هى الموئل أيام الحكم الملكى وإثر قيام الثورة..
الآن تغيرت الدنيا.. لم يعد عرب الخمسينيات كعرب القرن الواحد والعشرين، فى تلك الأيام كان العرب محتلين الآن أصبحت لهم دول وممالك بعضها أحياناً ما يناطح مصر ليثبت أنه هنا.. الآن أصبح لديهم بترول وثروات مكدسة.. الآن أصبحت لديهم مؤسسات راسخة. وجامعات أفضل من جامعات مصر.. ومراكز طبية تفوق مستشفياتنا المهترئة، وأصبح لديهم كوادر وطنية راقية من الأطباء والمهندسين والعلماء.. باختصار هم يتقدمون ونحن انحدرنا.
وفى ظل العولمة التى نعيشها والتواصل بالأقمار الصناعية والإنترنت بدأ الجيل العربى الجديد، شأنه شأن الجيل المصرى الجديد، يتجه إلى مراكز الإشعاع فى الغرب، ومع تعدد وسائل النقل الحديثة ويسر انتقال الأموال والبضائع تعددت وجهات العرب، السياح منهم الذين كانوا يتدفقون على مصر أصبح الكثير منهم يتجه إلى بريق دبى، وإلى صخب لبنان، وإلى شواطئ المتعة فى تونس، وإلى المنتجعات المبهرة بعبق التاريخ فى المغرب، وإلى تركيا مهند وأمريكا أورلاندو، وإلى جنوب أفريقيا وتايلاند، جاذبية مصر الأولى التى تكمن فى آثارها لم تكن يوماً مغرية للزوار العرب الذين كانوا يجدون دائماً متعتهم فى طريقة الحياة المصرية..
نعم هى تغريهم حتى الآن، ولكن مصر فقدت ميزة رخص الأسعار، وأصبحت تقلق السياح بسبب العنف والتلوث والتسول، وتزعج التجار والمستثمرين بالإجراءات الإدارية المعقدة والفساد والرشوة، وتنفر الطلاب والمرضى الذين لم يعودوا يجدون فيها تعليماً أو تطبيباً.
لا عرب اليوم هم عرب الأمس، ولا مصر اليوم هى مصر التى كانوا يعرفونها، وكنا نحن نعرفها.. والمصريون هم الآخرون تغيروا.. والأخطر من تغير طبائعهم هو تغير سياسات نظامهم، ففى حين كانت مصر هى التى دعت العرب لإقامة جامعة عربية فى عهد الملك السابق فاروق، نجد أن مصر الجمهورية تُعرض عن العرب منذ السبعينيات وتتجه بوصلتها إلى واشنطن، وتؤمن بأن ٩٩٪ من أوراق الحرب والسلام فى يد أمريكا، وكذلك ٩٩٪ من فرص مستقبلها..
ونجدها أيضاً تطأطئ رأسها لإسرائيل كلما حدثت أزمة، سواء فيما يتعلق بالأسرى، أو بقتل جنودنا على الحدود، أو بهدم بيوتها فى رفح. وكما أن سياسات النظام تغيرت فقد تغير إعلامه، وأصبح طاحونة للشرشحة والهلوسة، كلما تحركت آلاتها فإنها تنضح بأسوأ ما فى المصريين.. الاستعلاء والمنّ..
واليوم، وهذه الطاحونة توشك أن تهدر مرة أخرى، يجب على العقلاء فينا أن يحذروا من أن نفكر بأقدامنا كما فعلنا عندما خطفت عقولنا مباريات الجزائر، التى يبدو أنها انتهت بسخرية الفيفا المرّة من الملف الذى قدمناه له، والأهم أنها انتهت بأزمة كان من الممكن تلافيها ليس مع الجزائر وحدها وإنما مع السودان أيضاً. أكاد اليوم أرى أزمة تطل، سوف تكون مع الشعوب العربية جميعاً، لابد لتفاديها من صدور أمر عال بإيقاف طاحونة الإعلام قبل أن تبدأ فى الطنين، وقبل ذلك وبعده استئصال الورم الخبيث من أساسه.. إيقاف بناء جدار العار!
المصري اليوم
أمس الأول طلعت علينا الصحف بتصريح لوزير الخارجية عن سيادة مصر وأمن حدودها لم يرد فيه ذكر للجدار العازل الذى بدأت مصر بناءه على حدودنا مع غزة، وحتى لحظة كتابة هذه السطور لم تنطق حكومة مصر بكلمة واحدة عن الجدار.. ولا كلمة فى الوقت الذى يتغنى فيه النظام بأن إعلامنا حر وسماواتنا مفتوحة والمعلومات عن أى شىء وكل شىء متاحة، وبأننا لم نعد نتسقط الأخبار من الإذاعات الأجنبية كما كان عليه الحال فى عهد عبدالناصر البائد..
وفى الوقت الذى لدينا فيه متحدث رسمى باسم الرئاسة، ومتحدث رسمى باسم مجلس الوزراء، ومتحدث رسمى باسم الخارجية، فإننا لم نسمع خبر إقامة الجدار العازل من أحد من هؤلاء، ولا من أى من عشرات القنوات الإذاعية والتليفزيونية الرسمية أو من الصحف الحكومية.. جاءنا الخبر أول ما جاء من صحيفة إسرائيلية هى «هاآرتس» منذ أسبوع، ثم تتابع من وكالات الأنباء الدولية، حتى أكده فى النهاية نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وهو يتنصل من مسؤولية أمريكا عن الجدار، ملقياً تبعة اتخاذ القرار فى شأنه على مصر وحدها.. أما مصر الرسمية صاحبة الشأن أولاً وأخيراً فقد ظلت بكماء خرساء.
لا تفسير لذلك إلا واحد من اثنين، إما أن الحكومة تعلم جيداً أن قرار إقامة الجدار العازل مع غزة لن يلقى قبولاً شعبياً عريضاً أو أنه سيثير سخطاً عربياً عارماً، ولذلك فهى لا تريد أن تنشره على الناس إن لم تكن تود أن تتبرأ منه، وبهذا فهى حكومة جبانة، أو أنها لا تأبه بمشاعر شعبها ولا يهمها مَنْ عارض ومَنْ أيد، مصريين كانوا أم فلسطينيين أم عرباً، وبذلك فهى حكومة متغطرسة..
ربما يكون هناك تفسير ثالث أيضاً، هو أن الحكومة.. مثلها مثل حكومات الدول المتخلفة المنغلقة.. تعتقد أن عدم نشرها للخبر يعنى أنه لن ينتشر، وأن أفضل وسيلة لوأده فى مهده هى تجاهله، وعندئذ فهى حكومة غبية.. المؤكد فى كل حال، وإن كنا عرفنا ذلك ألف مرة من قبل، أن إعلام الحكومة الرسمى لم يعد يغطى الأخبار، وإنما يغطى عليها.. جريدة حكومية واحدة مهدودة الانتشار هى التى نشرت الخبر موجزاً بعد أن لوت عُنقه.
مع ذلك فإن مواصفات الجدار المصرى العازل، طوله وعرضه وعمقه والمواد التى يُبنى بها، أصبحت من كثرة ترديدها فى إذاعات العالم وصحفه نبأ مشاعاً، لكن الأخطر من هذا كله أنه يقام بخبرات أمريكية، وتحت إشراف سلاح المهندسين بالجيش الأمريكى، وأنه يزود بمعدات أمريكية، وأنه يتكلف مئات الملايين من الدولارات من ميزانية الولايات المتحدة الأمريكية..
هو جدار أمريكى إذن أقيم على أرض مصر طوعاً بموافقتها أو كرهاً بإرغامها، وأمريكا هى صاحبة مصلحة أولى فى بنائه، إذ هى تحمى به ربيبتها إسرائيل كما فعلت ذلك منذ قيامها وحتى سارعت مؤخراً بعد العدوان الإسرائيلى البربرى على غزة فى يناير.. وقتها عقدت أمريكا، قبيل انتهاء ولاية بوش، اتفاقاً أمنياً مع إسرائيل، قيل إن مصر رفضت الانضمام إليه وإن كانت وثيقة الصلة بكل ترتيباته، ونتائج اجتماعاته فى كوبنهاجن ولندن، والخطوات التنفيذية التى أُقر اتخاذها على الأراضى المصرية لمكافحة أى اختراق يهدف إلى تهريب السلاح والبضائع إلى غزة، وذلك بالتعاون مع قوة الرقابة الأمريكية الرابضة فى سيناء.
الهدف من إقامة الجدار واضح إذن، فهو يحكم الحصار المصرى على غزة من الجنوب بعد أن أحكمت إسرائيل قبضتها عليها شمالاً وشرقاً وغرباً، بل إن الهدف - كما ورد فى تصريح خطير للمفوضة العامة لغوث اللاجئين كارين أبوزيد - هو «التمهيد لشن هجمة إسرائيلية مرتقبة على قطاع غزة».. سواء حدث هذا الهجوم أم لم يحدث، فالجدار سيئ السمعة طبقاً للمفوضة السامية الأمريكية الجنسية «سوف يزيد من صعوبة الحياة بالنسبة للفلسطينيين فى القطاع» الذين لم يعد لهم منفذ على العالم سوى بوابة رفح، بعد أن سيطرت إسرائيل سيطرة تامة على معابر القطاع الستة الأخرى.
وقد أثار تصريح أبوزيد صدىً فى أمريكا، بدأت معه حملة مضادة شارك فيها عقيد احتياط فى الجيش الأمريكى طالب «بمحاسبة الإدارة الأمريكية وحكومتى مصر وإسرائيل باعتبارهم مشاركين فاعلين فى المعاملة اللاإنسانية المستمرة لأهالى قطاع غزة وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان الفلسطينى».
فى مصر الآن أيضاً بيانات عاجلة قدمها نواب معارضون فى برلمان الحزب الوطنى يحتجون فيها على إقامة الجدار الذى اعتبروه جريمة ترتكب فى حق سكان غزة، إن لم يكن جريمة مصر الأولى هذا العام.. ففى عدوان يناير الإسرائيلى الذى استمر ٢٢ يوماً قتل خلالها ١٤٤٠ فلسطينياً وأصيب ٥ آلاف آخرين، وشرد ٥٠ ألفاً بلا مأوى، صمتت مصر صمتاً مخزياً على العدوان، ثم واصلت الصمت على غارات إسرائيل على حدودنا بهدف تدمير الأنفاق فإذا بقنابلها تسقط على أراضينا مرات وتهدم بيوت المصريين الحدودية مرات أخرى،
وأحكمت مصر إغلاق الحدود طوال هذا العام ومنعت قوافل المساعدات الدولية والمصرية من دخول القطاع إلا بطلوع الروح، وحالت بين الفلسطينيين والخروج منه إلا بالقطارة.. بعد كل هذا تشترك مصر مرة أخرى مع إسرائيل وأمريكا فى إقامة جدار يخنق اقتصاد غزة ويجوّع مليوناً ونصف مليون فلسطينى بهدف تركيعهم لسطوة إسرائيل، أو استنفارهم ضد حكم حماس، وإسقاط حماس ذاتها لصالح حكم أبومازن الفاسد المتواطئ مع الغرب.. تلك هى الجريمة سواء كنا راضين عن أداء حماس أو ساخطين عليه.
وضاعف من وطأة هذه الجريمة الزفة الإعلامية الرسمية المصرية التى خرجت بطبل الردح البلدى منذ عدوان يناير وحتى الآن تروج لنزع عباءة مصر العربية، وتكرر بإلحاح سمج أكذوبة أن مصر استنزفت دم أبنائها وموارد خزينتها وحدها، وأن الفلسطينيين ناكرون لجميلها، وزادت الحملة هوساً عندما اشتد العدوان على غزة وخرج بعض من أبنائها هاربين من الجحيم إلى مصر فوجدوا أبوابها موصدة فى وجوههم فاقتحموها.. وقتها أطلقت السلطة المصرية كلابها المسعورة تنبح بأن السيادة المصرية انتهكت، وأن أمن مصر القومى فى خطر، وأن الفلسطينيين قادمون ليستوطنوا سيناء.
اليوم نجد السعار على وشك أن يتجدد فى انتظاره للضوء الأخضر، مما ينبئ أن مصر تتخبط من جديد، وهى تقع فى مأزقها الثالث فى شهر واحد.. فى أربعة أسابيع فقط ينطلق باشكتبة النظام فى ثلاث حملات إعلامية، سميناها فى مقال سابق طاحونة الشرشحة والغلوشة.. أولى الحملات الخائبة كانت ضد الجزائر، وخسرها النظام المصرى، والثانية كانت ضد البرادعى، وخسرها أيضاً النظام المصرى، وها هى الحملة الثالثة تبدأ وسوف يخسرها النظام المصرى قطعاً..
أقول قطعاً لأن هذه الحملة تعيد تغليف المبررات العطنة التى تزعم أن مصر تحمى بالجدار الفلسطينيين أنفسهم، فى حين أن الفلسطينيين لم يطلبوا حمايتها.. أن الفلسطينيين يجب ألا يتسللوا إلى مصر أو يدخلوها إلا بتصريح رسمى، وهو أمر طبيعى وإن يُفسد منطِقَه برطعة الإسرائيليين فى سيناء دون حاجة إلى تأشيرة.. أن هناك مخططاً إسرائيلياً لطرد الفلسطينيين من غزة ليستقروا فى سيناء، فى حين أنه كان من الممكن لمصر أن تتفادى توطين الفلسطينيين تماماً إذا ما كانت عمرت سيناء ووطنت فيها المصريين أنفسهم.. أن مصر تخشى توقيع عقوبات عليها إن لم تحاصر غزة وتمنع تهريب السلاح فى الأنفاق السرية إليها،
فإذا بمصر تتورط فى جريمة ضد الإنسانية وضد الدين وضد القيم الأخلاقية وهى تمنع- على حد قول صحيفة الإندبندنت البريطانية- وصول الغذاء وضرورات الحياة اليومية للفلسطينيين.. أن الجدار يهدف إلى منع المتسللين الأفارقة إلى إسرائيل، فى حين أن هذه مسؤولية إسرائيلية بداية، وأنه إذا كانت مصر تريد التطوع بمنعهم لكان عليها أن تبنى أيضاً جداراً فولاذياً مع إسرائيل..
كل هذا اللغط كان يمكن لمصر أن تتفاداه لو أنها وضعت يدها على أصل المشكلة وهو الاحتلال والحصار، وعملت مع غيرها من الدول العربية والصديقة عملاً جاداً مخلصاً لإنهائهما، وسمحت بمرور الأشخاص والبضائع مروراً حراً وقانونياً ومحكماً كما يحدث فى منافذ مصر الحدودية الأخرى، وبدلاً من أن تقيم الجدار استرضاء لإسرائيل وأمريكا كان يمكنها أن تطالب بتعديل بنود معاهدة السلام للسماح بوجود أكبر للجيش المصرى فى سيناء، هو وحده القادر على إيقاف التهريب.
لكن مصر لا تريد عكننة إسرائيل، بل إنها فى إطار مخطط واسع يشمل دول الاعتدال العربية مع أمريكا دخلت فى صفقات مشينة مع الإسرائيليين، واتفاقات بعضها معلن وبعضها مبطن، آخرها الاتفاق على الجدار العازل مع غزة الذى يحاولون تسويقه الآن بحجة فضفاضة مراوغة وهى الحفاظ على أمن مصر القومى، دون أن يسألوا أنفسهم أولاً: أى أمن لمصر بالاستناد إلى الإسرائيليين؟
أى أمن لمصر عندما تسحب مصر نفسها- كما تقول وكالة أسوشيتدبرس- من أى دور قيادى لها فى مشكلات فلسطين؟ وتفقد وزنها كوسيط فى المصالحة الفلسطينية بمعاداتها فريقاً وانحيازها للآخر؟ أى أمن لمصر ونحن نسلم حدودنا للأمريكيين؟ أى أمن لمصر بالانسلاخ عن العرب الذين ندّعى دوماً زعامتهم، وهل يمكن فعلاً أن ننزع جلدنا ونستقيل من تاريخنا وننسف ثقافتنا وهويتنا ونغير ديننا ونبدل موقعنا على الخريطة؟
هل أمن مصر فى حصار غزة أم أن أمنها فى فك هذا الحصار؟.. وهل تدرك مصر حقيقة تبعات هذا الجدار؟.. هل تذكر كم شوَّه موقفها أثناء عدوان غزة سمعتها وكم نال من الريادة التى تزعمها لأمتها، هل تذكر المظاهرات التى خرجت محتجة على أبواب سفاراتها فى العالم كله وفى عواصم عربية عدة منها بيروت التى حوصرت فيها سفارتنا أياماً ورجمت بالحجارة؟.. ها هى بيروت تتململ اليوم مرة أخرى ويعلن رجل دولتها الرزين الرئيس «سليم الحص» غضبه.. وغدا- أجزم لكم- ستخرج فى لبنان وغيره مظاهرات حانقة.. وعندها سيطل الناعقون لدينا من جحورهم فى هبة هستيرية تتسبب فى أعاصير غضب أخرى لا قبل لمصر بها.. وقتها سنتباكى كما تباكينا أيام حرب الكرة مع الجزائر: لماذا يكرهنا العرب؟
لكننا نتناسى أن العرب، والنخبة بينهم بالذات، يعرفون عن مصر ما لا يعرفه بعض المصريين.. يعرفون أنها عندما حاربت إسرائيل لم تحاربها من أجل عيون الفلسطينيين وحدهم.. حاربتها أساساً لأنها خطر على أمن مصر القومى ذاته، ولأنها تدافع عن بوابتها الشرقية التى كانت المعبر الأول لكل غزاة مصر عبر تاريخها الممتد.. يعرفون أن مصر كانت هى المسؤولة عن غزة وفقاً لاتفاق الهدنة العربية الإسرائيلية فى ١٩٤٩، وأن جنرالا مصرياً كان حاكمها الإدارى حتى ضيعت مصر- أكرر ضيعت مصر- القطاع فى حرب ٦٧ مع ما ضاع حينئذ من أراضيها..
يذكر العرب أيضاً أن معظم دولهم قطعت علاقاتها مع مصر عندما انفردت بالصلح مع إسرائيل، مديرة ظهرها لعمقها العربى.. يزعجهم كل يوم أن مصر تفتح أحضانها لقادة إسرائيل الذين يزورونها تباعاً، حتى إن رئيس وزرائها المتعجرف دُعى لإفطار فى رمضان الماضى على المائدة الرئاسية فى شرم الشيخ، يعرفون أن مصر التى قتلت إسرائيل أسراها لم تحرك ضدها أى دعوى قانونية ثأراً لهم، فى حين أن محامين بريطانيين استصدروا فى الأسبوع الماضى من محاكم لندن أمراً بالقبض على وزيرة الخارجية السابقة «ليفنى» بسبب عدوان حكومتها على غزة..
يعرفون أن بضائع المستوطنات الإسرائيلية تقاطع فى بلدان أجنبية عدة فى حين أنها تدخل مصر على الرحب والسعة.. يعرفون أن الأكاديميين فى بلدان أخرى قطعوا علاقاتهم مع جامعات إسرائيل، أما نحن فنفتح لهم أبواب مكتبة الإسكندرية على مصاريعها.. ويعرفون أننا نمد إسرائيل بالغاز بسعر الأوكازيون بل نخطط لزيادته بمقدار النصف فى يوليو القادم، فى حين تحتاجه دول عربية بالسعر التجارى، بل إن مصر ذاتها التى تجتاحها الآن أزمة أنابيب الغاز هى التى فى حاجة إليه قبل غيرها.
وتسألون بعد كل ذلك: لماذا يكرهنا العرب؟ الحق أن العرب لا يكرهون مصر، وإنما يمقتون نظامها وإعلامها الرسمى.. لقد عرفتهم منذ خمسين عاماً، وتجولت فى بلدانهم من طنجة إلى مسقط، فلم ألمس فى المجمل إلا كل حب للمصريين ولمصر ذاتها التى يقصدها العرب للسياحة والتجارة والتعليم من عشرات السنين.. كانت مصر هى الموئل أيام الحكم الملكى وإثر قيام الثورة..
الآن تغيرت الدنيا.. لم يعد عرب الخمسينيات كعرب القرن الواحد والعشرين، فى تلك الأيام كان العرب محتلين الآن أصبحت لهم دول وممالك بعضها أحياناً ما يناطح مصر ليثبت أنه هنا.. الآن أصبح لديهم بترول وثروات مكدسة.. الآن أصبحت لديهم مؤسسات راسخة. وجامعات أفضل من جامعات مصر.. ومراكز طبية تفوق مستشفياتنا المهترئة، وأصبح لديهم كوادر وطنية راقية من الأطباء والمهندسين والعلماء.. باختصار هم يتقدمون ونحن انحدرنا.
وفى ظل العولمة التى نعيشها والتواصل بالأقمار الصناعية والإنترنت بدأ الجيل العربى الجديد، شأنه شأن الجيل المصرى الجديد، يتجه إلى مراكز الإشعاع فى الغرب، ومع تعدد وسائل النقل الحديثة ويسر انتقال الأموال والبضائع تعددت وجهات العرب، السياح منهم الذين كانوا يتدفقون على مصر أصبح الكثير منهم يتجه إلى بريق دبى، وإلى صخب لبنان، وإلى شواطئ المتعة فى تونس، وإلى المنتجعات المبهرة بعبق التاريخ فى المغرب، وإلى تركيا مهند وأمريكا أورلاندو، وإلى جنوب أفريقيا وتايلاند، جاذبية مصر الأولى التى تكمن فى آثارها لم تكن يوماً مغرية للزوار العرب الذين كانوا يجدون دائماً متعتهم فى طريقة الحياة المصرية..
نعم هى تغريهم حتى الآن، ولكن مصر فقدت ميزة رخص الأسعار، وأصبحت تقلق السياح بسبب العنف والتلوث والتسول، وتزعج التجار والمستثمرين بالإجراءات الإدارية المعقدة والفساد والرشوة، وتنفر الطلاب والمرضى الذين لم يعودوا يجدون فيها تعليماً أو تطبيباً.
لا عرب اليوم هم عرب الأمس، ولا مصر اليوم هى مصر التى كانوا يعرفونها، وكنا نحن نعرفها.. والمصريون هم الآخرون تغيروا.. والأخطر من تغير طبائعهم هو تغير سياسات نظامهم، ففى حين كانت مصر هى التى دعت العرب لإقامة جامعة عربية فى عهد الملك السابق فاروق، نجد أن مصر الجمهورية تُعرض عن العرب منذ السبعينيات وتتجه بوصلتها إلى واشنطن، وتؤمن بأن ٩٩٪ من أوراق الحرب والسلام فى يد أمريكا، وكذلك ٩٩٪ من فرص مستقبلها..
ونجدها أيضاً تطأطئ رأسها لإسرائيل كلما حدثت أزمة، سواء فيما يتعلق بالأسرى، أو بقتل جنودنا على الحدود، أو بهدم بيوتها فى رفح. وكما أن سياسات النظام تغيرت فقد تغير إعلامه، وأصبح طاحونة للشرشحة والهلوسة، كلما تحركت آلاتها فإنها تنضح بأسوأ ما فى المصريين.. الاستعلاء والمنّ..
واليوم، وهذه الطاحونة توشك أن تهدر مرة أخرى، يجب على العقلاء فينا أن يحذروا من أن نفكر بأقدامنا كما فعلنا عندما خطفت عقولنا مباريات الجزائر، التى يبدو أنها انتهت بسخرية الفيفا المرّة من الملف الذى قدمناه له، والأهم أنها انتهت بأزمة كان من الممكن تلافيها ليس مع الجزائر وحدها وإنما مع السودان أيضاً. أكاد اليوم أرى أزمة تطل، سوف تكون مع الشعوب العربية جميعاً، لابد لتفاديها من صدور أمر عال بإيقاف طاحونة الإعلام قبل أن تبدأ فى الطنين، وقبل ذلك وبعده استئصال الورم الخبيث من أساسه.. إيقاف بناء جدار العار!
المصري اليوم
الأحد، ١٣ ديسمبر ٢٠٠٩
الأحد، ٦ ديسمبر ٢٠٠٩
الأربعاء، ٢ ديسمبر ٢٠٠٩
آخر مشايخ الأزهر الشريف
لا تجعل الرسالة تقف عندك وارسلها لواحد على الأقل
واحتسب الأجر عند الله
المصدر :طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=5502
04/01/2009 ميلادي - 7/1/1430 هجري
يُعَدُّ الشيخُ "جاد الحق علي جاد الحق" آخِرَ شيخٍ للأزهر الذي نعرفه، الأزهر الذي أنْجب علماء عظامًا على مدار تاريخه، والذي تولَّى مشيختَه العديدُ من فطاحل العلماء، الذين جمع بينهم قاسم مشترك، وهو أنَّهم يحافظون على الدين من الإفْساد والتَّحريف، وأنَّهم لا يَخافون في الله لومةَ لائم، ولا بطْش سلطان غاشم، ولا يطْلُبون رضا أحدٍ غيْر الله تعالى.
كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - يُحافظ على الدين، ويبذُل في ذلك وسعه؛ لذا وجدناه يُقاوم المؤامرات التي حِيكت في مؤتَمر الأسرة والسُّكَّان بالقاهرة في التسعينيَّات؛ من أجل إقْرار موادَّ تُخالف الشَّرع؛ كزواج الشَّواذِّ، وغيرها، وقْتَها وقف الشَّيخ صامدًا رافضًا لهذا الفساد، مانعًا الدَّولة أن توافِق على ما أرادت الدول الغربيَّة، وبدا الأزهر قلعةً حصينةً ضدَّ موجات التغْريب والإفساد.
ثمَّ بدأ أذْناب الغرب يُحاولون استِصْدار قوانين تنفِّذ ما كان يُريده مؤتمر السكَّان؛ مثل تَجريم ختان الفتيات، والذي شرعه الإسلام صيانةً ومكْرمةً لهنَّ، وهنا وقف الشَّيخ وقفةً قويَّة بعد أن استصْدَر هؤلاء فتوى من المفتي وقْتها - شيخ الأزهر الحالي - بأنَّ ختان الفتيات ليس من الإسلام، فقام الشيْخُ - رحمه الله - وأصْدر كتيِّبًا وُزِّع مع مجلَّة الأزهر، يبيِّن فيه حكم الشَّرع من هذه القضيَّة، مفنِّدًا لدعوى المفتِي ومَن وراءَه.
في عهد الشيخ جاد الحقِّ، وجدنا الأزهر قلعة أبيَّة على التغْريب، بيْنما نجد الآن معاهد إنجليزيَّة في قلْب جامعة الأزهر؛ لتعليم الأئمَّة والخطباء مبادئَ الحضارة الغربيَّة، وتعليمهم الخطاب الديني المستنير!
في عهد الشيخ جاد الحق، لم يكن مسؤولٌ غربي معادٍ للإسلام يحلم - مجرَّد حُلم - أن يرضى شيخ الأزهر بِمقابلتِه؛ ما دام بلدُه على العداء للإسلام، بينما الآن نَجد يدَ شيخ الأزهر ممدودةً لجميع أعداء الإسلام من كل صنفٍ ولونٍ ومِلَّة - حتَّى السفَّاحين الصهاينة - مرحبةً بهم في أيِّ مكان، وكل مكان، في مكتبه بالأزْهر، أو في نيويورك!
كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - مدافعًا عن قضايا المسلمين، فكان من أوائل المسؤولين الذين أرْسلوا مبعوثًا للبوسنة والهرسك في التسعينيَّات؛ لمطالعة نكْبة المسلمين هناك على أرض الواقع، والنَّظر في كيفيَّة المساعدة، بيْنما شيخ الأزهر الحالي يدَّعي أنَّه لا يعرف أنَّ غزَّة محاصَرَة من اليهود!
كان شيخ الأزهر يقول ما يُرْضِي الله - تعالى - من الفتاوى - كما نحسبه، ولا نزكِّي على الله أحدًا - ولم يكن يُلَوِّن فتاواه بلوْن النِّظام الحاكم؛ لذا لم نسمعْ في عهده فتوى أنَّ القائمين بالعمليَّات الاستِشْهاديَّة منتحِرون، ولَم نَجد فتوى أنَّ ربا البنوك حلال حلال حلال؛ بل وجدْناه يقف صامدًا لمحاولة النظام تَحليل ربا البنوك، فأفتى ومعه ثُلَّة من خيرة علماء الأمَّة بتَحْريم فوائد البنوك؛ لأنَّها هي عيْن الرِّبا المحرَّم، فالشَّيخ - رحِمه الله - كان يعلم أنَّه واقف عن قريب بين يدَيْ ربٍّ عظيم، سيحاسبه على النَّقير والقِطْمير، فلم يؤثِر رضا أحدٍ على رضاه سبحانه، خاصَّة وهو يعلم أنَّ المفتي الذي يُرْضِي النَّاس بفتاواه هو المفتي الماجِن؛ كما يقول عِلْمُ أصول الفقْه، وهذا ينبغي على الحاكم منعُه من الإفْتاء، ولكن كيف إن كان المفتي هو مطيَّة السُّلْطان نفسه؟!
لم يستقبل الشيخ جاد الحقِّ وزيرَ داخليَّة فرنسا في مكتبه؛ ليُبيح له منْع الطَّالبات المسلِمات في مدارس فرنسا من ارتِداء الحجاب؛ حتى لا يُكتَب في ميزان أعمالِه أنَّه وافق على تَحريم فريضةٍ فرَضَها الله - عزَّ وجلَّ - وأنَّه وافق أعداءَ الله على إضاعةِ شعائر الدِّين وأحكامه!
شهد عصْر الشيخ جاد الحق - رحمه الله - توسُّعًا كبيرًا في بناء المعاهد الأزهريَّة؛ من أجل نشْر نور الإسلام وتعاليمه، بينما نرى حركة إقامة المعاهد الآن متوقِّفة؛ وذلِك لأنَّ شيْخَ الأزهر الآنَ قال في تصريح شهير: إنَّه آخِرُ شيْخٍ للأزهر، تمهيدًا لقيام الدَّولة بإلْغاء الأزهر جامعًا وجامعةً، دون أي رفْضٍ منه.
كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - يعلم مكانةَ العالم وعزَّته؛ لذا لم نرَهُ يقِفُ بباب أحد، ولا يستجْدي أحدًا، بل يرى مكانة المشْيخة التي يمثِّلها فوق مكانة أي مسؤول بالدَّولة؛ لأنَّه المدافع عن الدين، والقائم بأمْرِه، ومن أئمَّة أهل السنَّة الكبار، أمَّا الآن فنجد شيخ الأزهر يعتبر نفسه موظَّفًا لدى النظام، لا يتحرَّك إلا بتعليماته، ولا يأتَمِر إلا بأمره؛ لذا يَقْبَل بمدِّ الأيدي لليهود، ويجعل ذلك مرتبطًا بطاعة وليِّ الأمر - في رأيه - ويُعْلِن القطيعةَ مع إيران، ويجعلها أبديَّة؛ لا لفساد عقيدتِهم، وقيامِهم بتشْيِيع أهْلِ السُّنَّة، وسبِّهم للصَّحابة، وغير ذلك؛ بل لأنَّ النظام على خلاف مع إيران، وعلى وِفاق ومودَّة مع إسرائيل.
كان الشيخ - رحِمه الله - يوضِّح حكم الإسْلام في كلِّ قضيَّة؛ لذا لم نشْهد في عهده ما نشهَدُه من تفويض لأهْلِ كلِّ تخصُّص للفتوى في تخصُّصهم، فإذا سُئِل شيخُ الأزْهر عن حكم الشَّرع في الاستِنْساخ مثلاً قال: اسألوا الأطبَّاء، وإذا سُئل عن حكم ربا البنوك، قال: اسألوا رجال البنوك، وكأنَّهم هم أهل الشَّرع، أو كأنَّه أصبح يَخاف من أن يُصْدِر فتوى يُحاسَب عليْها من رجال النظام إذا لم تُرْضِهم!
كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - عفَّ اللسان، لم نسمعْ منْه أو نقرأ عنْه - رحمه الله - سبًّا لمُخالف له، أو تطاوُل على أحد خطَّأه، ولم نَجد في عهْدِه ما نَجده الآنَ من سبِّ شيخ الأزهر لكلِّ المنتقِدِين له واتِّهامهم بالجنون، أو وصْفه لعُلماء الأمَّة جميعًا الذين ردُّوا على فتواه بإباحة الربا بأنَّهم سمكريَّة لا يفقهون شيئًا.
إنَّ المسلمين جميعًا يترحَّمون على شيوخ الأزْهر العِظام كافَّة، وعلى آخِر شيْخ للأزهر الشَّريف، الشَّيخ جاد الحق علي جاد الحق، فهل تأتي لنا الأيَّام بشيخٍ جديد يستحقُّ اللَّقَب، نسأل الله تعالى ذلك.
لااله الا الله .. عدد ماكان .. ومايكون
لااله الا الله .. عدد الحركات والسكون
واحتسب الأجر عند الله
المصدر :طريق الإسلام
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=5502
04/01/2009 ميلادي - 7/1/1430 هجري
يُعَدُّ الشيخُ "جاد الحق علي جاد الحق" آخِرَ شيخٍ للأزهر الذي نعرفه، الأزهر الذي أنْجب علماء عظامًا على مدار تاريخه، والذي تولَّى مشيختَه العديدُ من فطاحل العلماء، الذين جمع بينهم قاسم مشترك، وهو أنَّهم يحافظون على الدين من الإفْساد والتَّحريف، وأنَّهم لا يَخافون في الله لومةَ لائم، ولا بطْش سلطان غاشم، ولا يطْلُبون رضا أحدٍ غيْر الله تعالى.
كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - يُحافظ على الدين، ويبذُل في ذلك وسعه؛ لذا وجدناه يُقاوم المؤامرات التي حِيكت في مؤتَمر الأسرة والسُّكَّان بالقاهرة في التسعينيَّات؛ من أجل إقْرار موادَّ تُخالف الشَّرع؛ كزواج الشَّواذِّ، وغيرها، وقْتَها وقف الشَّيخ صامدًا رافضًا لهذا الفساد، مانعًا الدَّولة أن توافِق على ما أرادت الدول الغربيَّة، وبدا الأزهر قلعةً حصينةً ضدَّ موجات التغْريب والإفساد.
ثمَّ بدأ أذْناب الغرب يُحاولون استِصْدار قوانين تنفِّذ ما كان يُريده مؤتمر السكَّان؛ مثل تَجريم ختان الفتيات، والذي شرعه الإسلام صيانةً ومكْرمةً لهنَّ، وهنا وقف الشَّيخ وقفةً قويَّة بعد أن استصْدَر هؤلاء فتوى من المفتي وقْتها - شيخ الأزهر الحالي - بأنَّ ختان الفتيات ليس من الإسلام، فقام الشيْخُ - رحمه الله - وأصْدر كتيِّبًا وُزِّع مع مجلَّة الأزهر، يبيِّن فيه حكم الشَّرع من هذه القضيَّة، مفنِّدًا لدعوى المفتِي ومَن وراءَه.
في عهد الشيخ جاد الحقِّ، وجدنا الأزهر قلعة أبيَّة على التغْريب، بيْنما نجد الآن معاهد إنجليزيَّة في قلْب جامعة الأزهر؛ لتعليم الأئمَّة والخطباء مبادئَ الحضارة الغربيَّة، وتعليمهم الخطاب الديني المستنير!
في عهد الشيخ جاد الحق، لم يكن مسؤولٌ غربي معادٍ للإسلام يحلم - مجرَّد حُلم - أن يرضى شيخ الأزهر بِمقابلتِه؛ ما دام بلدُه على العداء للإسلام، بينما الآن نَجد يدَ شيخ الأزهر ممدودةً لجميع أعداء الإسلام من كل صنفٍ ولونٍ ومِلَّة - حتَّى السفَّاحين الصهاينة - مرحبةً بهم في أيِّ مكان، وكل مكان، في مكتبه بالأزْهر، أو في نيويورك!
كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - مدافعًا عن قضايا المسلمين، فكان من أوائل المسؤولين الذين أرْسلوا مبعوثًا للبوسنة والهرسك في التسعينيَّات؛ لمطالعة نكْبة المسلمين هناك على أرض الواقع، والنَّظر في كيفيَّة المساعدة، بيْنما شيخ الأزهر الحالي يدَّعي أنَّه لا يعرف أنَّ غزَّة محاصَرَة من اليهود!
كان شيخ الأزهر يقول ما يُرْضِي الله - تعالى - من الفتاوى - كما نحسبه، ولا نزكِّي على الله أحدًا - ولم يكن يُلَوِّن فتاواه بلوْن النِّظام الحاكم؛ لذا لم نسمعْ في عهده فتوى أنَّ القائمين بالعمليَّات الاستِشْهاديَّة منتحِرون، ولَم نَجد فتوى أنَّ ربا البنوك حلال حلال حلال؛ بل وجدْناه يقف صامدًا لمحاولة النظام تَحليل ربا البنوك، فأفتى ومعه ثُلَّة من خيرة علماء الأمَّة بتَحْريم فوائد البنوك؛ لأنَّها هي عيْن الرِّبا المحرَّم، فالشَّيخ - رحِمه الله - كان يعلم أنَّه واقف عن قريب بين يدَيْ ربٍّ عظيم، سيحاسبه على النَّقير والقِطْمير، فلم يؤثِر رضا أحدٍ على رضاه سبحانه، خاصَّة وهو يعلم أنَّ المفتي الذي يُرْضِي النَّاس بفتاواه هو المفتي الماجِن؛ كما يقول عِلْمُ أصول الفقْه، وهذا ينبغي على الحاكم منعُه من الإفْتاء، ولكن كيف إن كان المفتي هو مطيَّة السُّلْطان نفسه؟!
لم يستقبل الشيخ جاد الحقِّ وزيرَ داخليَّة فرنسا في مكتبه؛ ليُبيح له منْع الطَّالبات المسلِمات في مدارس فرنسا من ارتِداء الحجاب؛ حتى لا يُكتَب في ميزان أعمالِه أنَّه وافق على تَحريم فريضةٍ فرَضَها الله - عزَّ وجلَّ - وأنَّه وافق أعداءَ الله على إضاعةِ شعائر الدِّين وأحكامه!
شهد عصْر الشيخ جاد الحق - رحمه الله - توسُّعًا كبيرًا في بناء المعاهد الأزهريَّة؛ من أجل نشْر نور الإسلام وتعاليمه، بينما نرى حركة إقامة المعاهد الآن متوقِّفة؛ وذلِك لأنَّ شيْخَ الأزهر الآنَ قال في تصريح شهير: إنَّه آخِرُ شيْخٍ للأزهر، تمهيدًا لقيام الدَّولة بإلْغاء الأزهر جامعًا وجامعةً، دون أي رفْضٍ منه.
كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - يعلم مكانةَ العالم وعزَّته؛ لذا لم نرَهُ يقِفُ بباب أحد، ولا يستجْدي أحدًا، بل يرى مكانة المشْيخة التي يمثِّلها فوق مكانة أي مسؤول بالدَّولة؛ لأنَّه المدافع عن الدين، والقائم بأمْرِه، ومن أئمَّة أهل السنَّة الكبار، أمَّا الآن فنجد شيخ الأزهر يعتبر نفسه موظَّفًا لدى النظام، لا يتحرَّك إلا بتعليماته، ولا يأتَمِر إلا بأمره؛ لذا يَقْبَل بمدِّ الأيدي لليهود، ويجعل ذلك مرتبطًا بطاعة وليِّ الأمر - في رأيه - ويُعْلِن القطيعةَ مع إيران، ويجعلها أبديَّة؛ لا لفساد عقيدتِهم، وقيامِهم بتشْيِيع أهْلِ السُّنَّة، وسبِّهم للصَّحابة، وغير ذلك؛ بل لأنَّ النظام على خلاف مع إيران، وعلى وِفاق ومودَّة مع إسرائيل.
كان الشيخ - رحِمه الله - يوضِّح حكم الإسْلام في كلِّ قضيَّة؛ لذا لم نشْهد في عهده ما نشهَدُه من تفويض لأهْلِ كلِّ تخصُّص للفتوى في تخصُّصهم، فإذا سُئِل شيخُ الأزْهر عن حكم الشَّرع في الاستِنْساخ مثلاً قال: اسألوا الأطبَّاء، وإذا سُئل عن حكم ربا البنوك، قال: اسألوا رجال البنوك، وكأنَّهم هم أهل الشَّرع، أو كأنَّه أصبح يَخاف من أن يُصْدِر فتوى يُحاسَب عليْها من رجال النظام إذا لم تُرْضِهم!
كان الشيخ جاد الحق - رحمه الله - عفَّ اللسان، لم نسمعْ منْه أو نقرأ عنْه - رحمه الله - سبًّا لمُخالف له، أو تطاوُل على أحد خطَّأه، ولم نَجد في عهْدِه ما نَجده الآنَ من سبِّ شيخ الأزهر لكلِّ المنتقِدِين له واتِّهامهم بالجنون، أو وصْفه لعُلماء الأمَّة جميعًا الذين ردُّوا على فتواه بإباحة الربا بأنَّهم سمكريَّة لا يفقهون شيئًا.
إنَّ المسلمين جميعًا يترحَّمون على شيوخ الأزْهر العِظام كافَّة، وعلى آخِر شيْخ للأزهر الشَّريف، الشَّيخ جاد الحق علي جاد الحق، فهل تأتي لنا الأيَّام بشيخٍ جديد يستحقُّ اللَّقَب، نسأل الله تعالى ذلك.
لااله الا الله .. عدد ماكان .. ومايكون
لااله الا الله .. عدد الحركات والسكون
الثلاثاء، ١٣ أكتوبر ٢٠٠٩
السبت، ١٠ أكتوبر ٢٠٠٩
النقاب
الدكتور "محمد سيد طنطاوي" يرد على "شيخ الأزهر"
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلقد تداولت وسائل الإعلام المقروءة والمرئية واقعة أمر "شيخ الأزهر" لـ"طالبة أزهرية" في الصف الثاني الإعدادي، ونص الخبر كما جاء على موقع "إسلام أون لاين":
"مع افتتاح العام الدراسي الجديد، شهد أحد المعاهد الإعدادية الأزهرية بـ"القاهرة" نقاشًا ساخنـًا بين شيخ الأزهر "محمد سيد طنطاوي" وطالبة منتقبة وإحدى المدرسات حول شرعية وحكم النقاب، انتهى بإعلان "شيخ الأزهر" عزمه منع النقاب بالمعاهد الأزهرية.
وفيما يلي نص الحوار الذي دار بينهم، حسبما أوردته صحف مصرية الاثنين 5-10-2009:
شيخ الأزهر للطالبة المنتقبة: "النقاب مجرد عادة لا علاقة لها بالدين الإسلامي لا من قريب أو بعيد، وبعدين أنتِ قاعدة مع زميلاتك البنات فقط في الفصل لابسة النقاب ليه؟"!
الطالبة -بالصف الثاني الإعدادي- تمتثل لأمر شيخ الأزهر وتخلع النقاب.
شيخ الأزهر -81 عامًا-: "لما أنتِ كده أمال لو كنت جميلة شوية كنت عملتي إيه؟!"!
المدرسة: "الطالبة تقوم بخلع نقابها داخل المعهد؛ لأن كل المتواجدات فيه فتيات، ولم تقم بارتدائه إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل، وبعدين النقاب إن لم يكن فرضًا فإنه لا يؤذي أحدًا وهو على الأقل حرية شخصية".
شيخ الأزهر للمدرسة -منفعلاً-: "قلتُ إن النقاب لا علاقة له بالإسلام، وهو مجرد عادة، وأنا أفهم في الدين أكتر منك ومن اللي خلفوكي"!
شيخ الأزهر: "سأصدر قرارًا رسميًا بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد، ومنع دخول أي طالبة أو مدرسة المعهد مرتدية النقاب".
حدثت هذه الواقعة أثناء زيارة "شيخ الأزهر" السبت 4-10-2009 لمعهد فتيات "أحمد الليبي" بضاحية "مدينة نصر بالقاهرة"، خلال جولة تفقدية قام بها لمعاهد الأزهر؛ للوقوف على مدى استعدادها لمواجهة انتشار أنفلونزا الخنازير" انتهى الخبر.
وقد وجدتُ أن أفضل تعليق على تلك المناظرة غير العادلة هو أن أستعين بكتب شيخ أزهري يُدعى الدكتور "محمد سيد طنطاوي" كانت رسالة الدكتوراه الخاصة به عن اليهود، وله تفسير ميسر للقرآن، ولحسن الحظ أنه يدرَّس في المعاهد الأزهرية يسمى بـ"التفسير الوسيط"، ومما جاء فيه في تفسير قوله -تعالى-: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) (النور:31)، ما يلي:
"وقال ابن عطية: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر، بحكم ضرورة حركة فيما لابد منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك، (إِلا مَا ظَهَرَ) على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه.
قلت -أي القرطبي-: وهذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما، عادة وعبادة، صح أن يكون الاستثناء راجعًا إليهما.
يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة، أن أسماء بنت أبى بكر -رضي الله عنهم- دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال: (يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلاَّ هَذَا وَهَذَا) وأشار إلى وجهه وكفيه. وقال بعض علمائنا: إن المرأة إذا كانت جميلة، وخيف من وجهها وكفيها الفتنة فعليها ستر ذلك.
هذا، وفي هذه المسألة كلام كثير للعلماء فارجع إليه إن شئت" انتهى كلام الدكتور طنطاوي.
وقال الدكتور طنطاوي في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) (الأحزاب:59):
"وقوله: (يُدْنِينَ) من الإِدناه بمعنى التقريب، ولتضمنه معنى السدل والإِرخاء عُدِّىَ بعَلَى. وهو جواب الأمر، كما في قوله -تعالى-: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) (إبراهيم:31)، والجلابيب: جلابيب: جمع جلباب، وهو ثوب يستر جميع البدن، تلبسه المرأة، فوق ثيابها.
والمعنى: يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك، وقل لبناتك اللائي هن من نسلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن: إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن، فعليهن أن يسدلن الجلابيب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًا، من رءوسهن إلى أقدامهن، زيادة في التستر والاحتشام، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة" انتهى كلام الدكتور طنطاوي.
إن دكتور "محمد سيد طنطاوي" صاحب دراسة "بنو إسرائيل في القران الكريم" لا يمكن أن يكون هو الذي يستقبل الحاخامات ويصافح قتلة الأطفال.
ودكتور "محمد سيد طنطاوي" صاحب "التفسير الوسيط" الذي مال إلى قول من يقول بوجوب ستر وجه المرأة في موضع لا سيما إن كانت جميلة، وذكره قولاً واحدًا دون أن يشير إلى الخلاف في موطن آخر، ليس هو بالذي يناظر فتاة صغيرة مدعيًا أن "النقاب عادة لا علاقة لها بالدين".
إذن فلنفترض أنهما شخصان فـُقد أحدهما يوم تولى الأخر منصب الإفتاء، ومن بعده مشيخة الأزهر، ولكن الأول ممثل حقيقي للأزهر وللعلم والعلماء وغير خارق لإجماع الأمة ولا خارج من منهجها.
هذه إجابتنا نيابة عن الفتاة وعن مدرستها اللتين ربما منعهما الحياء أو غيره عن الرد على شيخ الأزهر؛ ليبينوا له أن القول بمشروعية النقاب هو قول كل العلماء الذين يفهمون في الدين وفوق هذا يخافون من رب العالمين، وأن الخلاف بينهم محصور في درجة مشروعيته: هل هي الاستحباب أم الوجوب؟
وأن القول بأن النقاب عادة دخيلة هو قول دخيل على الأمة وعلى فقهها، وشاهدْنا على ذلك تفسير الدكتور "محمد سيد طنطاوي" نفسه.
وأما سائر المناقشة فنعرض عن ذكرها اكتفاء بما أصاب الناس من وجوم من جرائها.
وبقيت كلمة أخيرة:
إذا كان فضيلته متعطشًا لمناظرة أو راغبًا في مجادلة ففي البلاد كثيرون يطلبون النزال وكثيرات يطلبن المناقشة.
- ففي ديارنا يا شيخ الأزهر: امرأة تسمى "نجلاء الإمام" قدمت مشروع قانون للأحوال الشخصية ولما قيل لها: "شيوخ الأزهر لا يوافقون عليه" قالت لهم: "الأزهر مفروض يقعد على جنب"، فلما وجدت أن الأزهر ومشيخته أصابهم صمت أصحاب القبور؛ تنصَّرت مدعية: أن أهم أسباب تنصرها تخريفات شيوخ الأزهر، وما زال الأزهر صامتـًا!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: امرأة وابنتها يتزعمن مجموعة من النسوة، ومن أشباه الرجال؛ يُردن إلغاء المادة الثانية من الدستور القائلة بـ"أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع"، ويطالبن بنسبة الأولاد إلى أمهاتهن لا آبائهن، ويسخرن من الأزهر، ومن قبله الأئمة الأربعة؛ فهل نطمع في أن تسمعهن إحدى شخطاتك كتلك التي نالت الطلبة المنتقبة وأستاذتها؟!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: امرأة تعمل مخرجة أفلام تركز في أفلامها على العري والفجور، استضافها مذيع ماجن يقدم برنامج مضمونه وعنوانه التجرؤ على الدين، وعلى ثوابت الأمة! وسألها بخبث متى ترتدين الحجاب؟! فرفعت يديها إلى السماء قائلة: "ربنا ما يكتبه عليّ"، وأطمئنك أن هذه المرأة وجواريها اللاتي يمثلن في أفلامها يحتجن إلى أن تأمرهن بالحجاب والنقاب، ولسن قليلات الحظ من الجمال كالبنت الصغيرة التي رأيت فضيلتك أنها ليست جميلة!
وإن كانت شهادتك قد تكون فيها نظر في هذا الباب إن كان علمك بالجمال من نفس جنس علمك بالدين الذي زعمت أنك تفهم فيه أكثر من "اللي خلفوها"، مع أنه من الوارد أن يكون أبويها قد أتيا بهذا العلم الذي تراه فاسدًا من كتاب "التفسير الوسيط" الذي يقرره الأزهر على طلابه، وهو للدكتور "محمد سيد طنطاوي" سالف الذكر!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: تمنح وزارة الثقافة جوائز الدولة التشجيعية لمن يقول: "إن الإسلام لم يكن إلا حركة سياسية وضعية"! وهو كلام ثار له كل أحد إلا مشيخة الأزهر!!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: مدرس يهتك عرض 18 تلميذة من تلميذاته في مثل عمر الفتاة التي واجهتها، ولا نظن أنهن يفقنها جمالاً، ولكنها النار إذا وضعت بجوار الهشيم، والذئب إذا استودعت عنده الغنم، والرائد إذا كذب أهله فأوردهم المهالك ولم ينصح لهم، وعلم المصلحة فلم يأمر بها، وعلم المفسدة فلم ينه عنها!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: أخطاء وأخطار تحتاج مثل هذه الوقفات الجريئة، والمناظرات التي تسكت الجاهلين وترد على المشغبين، وتنزع البرقع الذي يخفي وجوه الطاعنين في الدين عن الناظرين.
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: عادات وعادات.. وبدع ومحدثات، ومعاصي ومنكرات تحتاج إلى تلك الوقفة الشجاعة!!
ونحن منتظرون !!!
وأما الفتاة الصغيرة فعذرًا إذا ما دفعنا إليها كتاب "التفسير الوسيط"؛ لكي تعلم أن النقاب ليس عادة إسلامية دخيلة، ولتستر وجهها عن أعين الناظرين، ولتحافظ على حيائها في أعلى ما يكون.
فيا ابنتنا العزيزة التي لا أعرف اسمها ولا اسم والديها -ولكن الله يعرفهم-: لا أملك إلا أن أدعو الله لكِ أن يجعلك الله قرة عين لهما في الدنيا والآخرة، وأن يزينك بزينة الإيمان.
ابنتنا العزيزة:
"لقد اختارك الله لتقولي كلمة الحق فقلتيها، وساعدتك معلمتك أنعم بها من معلمة".
ابنتنا العزيزة:
"لا يصدنك عن نقابك أن قالوا "عادة" بعد إذ علمت أنه في كتاب الله."
ابنتنا العزيزة:
"لا يجرحنك أن قيل لكِ: "اللي خلفوك"؛ لأنهم إن خلفوا فقد خلفوا فتاة مسلمة مقتدية بأمهات المؤمنين في زيها، نسأل الله أن تكوني مقتدية بهم في كل شئونك".
ابنتنا العزيزة:
"لا يغضبنك أن قالوا: "ليست بجميلة"؛ فالغواني هم الذين يعجبهن الثناء، فمن ثمَّ يُزدن في زينتهن أشكالاً وألوانـًا، وأما الفتيات المسلمات فهن يسترن زينتهن".
ابنتنا العزيزة:
"في زماننا كثر التزييف في كل المجالات حتى العلم الشرعي نفسه طاله التزييف، وأما الجمال فقد طغى التزييف فيه حتى صار كأنه هو الأصل، فمن فرط طغيانه نسي البعض الجمال الحقيقي، وأما المصطنع فقلَّ فتاة أرادته إلا وحصلت منه على ما تريد، ومع ذلك فقد أباح الله منه ما أباح للمرأة في بيت زوجها".
ابنتنا العزيزة:
"اعتبري الأمر برمته كأن لم يكن، وتوكلي على الله، وبإذن نراك قريبًَا أمًا لفتيات منقبات ملتزمات بشرع الله".
فاللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
اللهم يا مصرف الأبصار صرف قلبي إلى طاعتك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعقيب بقلم الشيخ عبد المنعم الشحات:
تداولت وسائل الإعلام الخبر على مدار الأسبوع الماضي دون تعقيب من شيخ الأزهر، ومن ثمَّ افترض الجميع تسليمه بهذه الرواية، ولكنه خرج في برنامج تليفزيوني بعد نشرنا للمقالة، وذكر سياق آخر للقصة؛ نفى فيه توجيه كلمات جارحه للفتاة، ونفى فيه معارضته لارتداء النقاب، وإن كان قد أصر على أن النقاب عادة وليس عبادة!!
ورغم تأخر هذا التصريح جدًا، ورغم تردد الشيخ في نفي تفاصيل الحوار مكتفيًا بقوله: "دعك من هذا"، ثم لما كرر عليه مقدم البرنامج السؤال قال: "لم يحدث شيء من ذلك"، ولعل السر في "ذلك"، ومع ذلك إلا أننا سنقبل هذه الرواية لأننا نتمنى أن نتخلص من الخجل الذي ورثه لنا صدور هذه الألفاظ ممن يشغل منصب شيخ الأزهر.
وعلى كل يبقى مناقشته في اعتباره النقاب عادة مخالفـًا لما دوَّنه بنفسه من قـَبل في تفسيره!
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
لا اله الاالله
عدد ماكان وما يكون وعدد الحركات والسكون
كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلقد تداولت وسائل الإعلام المقروءة والمرئية واقعة أمر "شيخ الأزهر" لـ"طالبة أزهرية" في الصف الثاني الإعدادي، ونص الخبر كما جاء على موقع "إسلام أون لاين":
"مع افتتاح العام الدراسي الجديد، شهد أحد المعاهد الإعدادية الأزهرية بـ"القاهرة" نقاشًا ساخنـًا بين شيخ الأزهر "محمد سيد طنطاوي" وطالبة منتقبة وإحدى المدرسات حول شرعية وحكم النقاب، انتهى بإعلان "شيخ الأزهر" عزمه منع النقاب بالمعاهد الأزهرية.
وفيما يلي نص الحوار الذي دار بينهم، حسبما أوردته صحف مصرية الاثنين 5-10-2009:
شيخ الأزهر للطالبة المنتقبة: "النقاب مجرد عادة لا علاقة لها بالدين الإسلامي لا من قريب أو بعيد، وبعدين أنتِ قاعدة مع زميلاتك البنات فقط في الفصل لابسة النقاب ليه؟"!
الطالبة -بالصف الثاني الإعدادي- تمتثل لأمر شيخ الأزهر وتخلع النقاب.
شيخ الأزهر -81 عامًا-: "لما أنتِ كده أمال لو كنت جميلة شوية كنت عملتي إيه؟!"!
المدرسة: "الطالبة تقوم بخلع نقابها داخل المعهد؛ لأن كل المتواجدات فيه فتيات، ولم تقم بارتدائه إلا حينما وجدت فضيلتك والوفد المرافق تدخلون الفصل، وبعدين النقاب إن لم يكن فرضًا فإنه لا يؤذي أحدًا وهو على الأقل حرية شخصية".
شيخ الأزهر للمدرسة -منفعلاً-: "قلتُ إن النقاب لا علاقة له بالإسلام، وهو مجرد عادة، وأنا أفهم في الدين أكتر منك ومن اللي خلفوكي"!
شيخ الأزهر: "سأصدر قرارًا رسميًا بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد، ومنع دخول أي طالبة أو مدرسة المعهد مرتدية النقاب".
حدثت هذه الواقعة أثناء زيارة "شيخ الأزهر" السبت 4-10-2009 لمعهد فتيات "أحمد الليبي" بضاحية "مدينة نصر بالقاهرة"، خلال جولة تفقدية قام بها لمعاهد الأزهر؛ للوقوف على مدى استعدادها لمواجهة انتشار أنفلونزا الخنازير" انتهى الخبر.
وقد وجدتُ أن أفضل تعليق على تلك المناظرة غير العادلة هو أن أستعين بكتب شيخ أزهري يُدعى الدكتور "محمد سيد طنطاوي" كانت رسالة الدكتوراه الخاصة به عن اليهود، وله تفسير ميسر للقرآن، ولحسن الحظ أنه يدرَّس في المعاهد الأزهرية يسمى بـ"التفسير الوسيط"، ومما جاء فيه في تفسير قوله -تعالى-: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) (النور:31)، ما يلي:
"وقال ابن عطية: ويظهر لي بحكم ألفاظ الآية أن المرأة مأمورة بألا تبدي وأن تجتهد في الإخفاء لكل ما هو زينة، ووقع الاستثناء فيما يظهر، بحكم ضرورة حركة فيما لابد منه، أو إصلاح شأن ونحو ذلك، (إِلا مَا ظَهَرَ) على هذا الوجه مما تؤدي إليه الضرورة في النساء فهو المعفو عنه.
قلت -أي القرطبي-: وهذا قول حسن، إلا أنه لما كان الغالب من الوجه والكفين ظهورهما، عادة وعبادة، صح أن يكون الاستثناء راجعًا إليهما.
يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن عائشة، أن أسماء بنت أبى بكر -رضي الله عنهم- دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها وقال: (يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلاَّ هَذَا وَهَذَا) وأشار إلى وجهه وكفيه. وقال بعض علمائنا: إن المرأة إذا كانت جميلة، وخيف من وجهها وكفيها الفتنة فعليها ستر ذلك.
هذا، وفي هذه المسألة كلام كثير للعلماء فارجع إليه إن شئت" انتهى كلام الدكتور طنطاوي.
وقال الدكتور طنطاوي في قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ) (الأحزاب:59):
"وقوله: (يُدْنِينَ) من الإِدناه بمعنى التقريب، ولتضمنه معنى السدل والإِرخاء عُدِّىَ بعَلَى. وهو جواب الأمر، كما في قوله -تعالى-: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ) (إبراهيم:31)، والجلابيب: جلابيب: جمع جلباب، وهو ثوب يستر جميع البدن، تلبسه المرأة، فوق ثيابها.
والمعنى: يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك، وقل لبناتك اللائي هن من نسلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن: إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن، فعليهن أن يسدلن الجلابيب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًا، من رءوسهن إلى أقدامهن، زيادة في التستر والاحتشام، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة" انتهى كلام الدكتور طنطاوي.
إن دكتور "محمد سيد طنطاوي" صاحب دراسة "بنو إسرائيل في القران الكريم" لا يمكن أن يكون هو الذي يستقبل الحاخامات ويصافح قتلة الأطفال.
ودكتور "محمد سيد طنطاوي" صاحب "التفسير الوسيط" الذي مال إلى قول من يقول بوجوب ستر وجه المرأة في موضع لا سيما إن كانت جميلة، وذكره قولاً واحدًا دون أن يشير إلى الخلاف في موطن آخر، ليس هو بالذي يناظر فتاة صغيرة مدعيًا أن "النقاب عادة لا علاقة لها بالدين".
إذن فلنفترض أنهما شخصان فـُقد أحدهما يوم تولى الأخر منصب الإفتاء، ومن بعده مشيخة الأزهر، ولكن الأول ممثل حقيقي للأزهر وللعلم والعلماء وغير خارق لإجماع الأمة ولا خارج من منهجها.
هذه إجابتنا نيابة عن الفتاة وعن مدرستها اللتين ربما منعهما الحياء أو غيره عن الرد على شيخ الأزهر؛ ليبينوا له أن القول بمشروعية النقاب هو قول كل العلماء الذين يفهمون في الدين وفوق هذا يخافون من رب العالمين، وأن الخلاف بينهم محصور في درجة مشروعيته: هل هي الاستحباب أم الوجوب؟
وأن القول بأن النقاب عادة دخيلة هو قول دخيل على الأمة وعلى فقهها، وشاهدْنا على ذلك تفسير الدكتور "محمد سيد طنطاوي" نفسه.
وأما سائر المناقشة فنعرض عن ذكرها اكتفاء بما أصاب الناس من وجوم من جرائها.
وبقيت كلمة أخيرة:
إذا كان فضيلته متعطشًا لمناظرة أو راغبًا في مجادلة ففي البلاد كثيرون يطلبون النزال وكثيرات يطلبن المناقشة.
- ففي ديارنا يا شيخ الأزهر: امرأة تسمى "نجلاء الإمام" قدمت مشروع قانون للأحوال الشخصية ولما قيل لها: "شيوخ الأزهر لا يوافقون عليه" قالت لهم: "الأزهر مفروض يقعد على جنب"، فلما وجدت أن الأزهر ومشيخته أصابهم صمت أصحاب القبور؛ تنصَّرت مدعية: أن أهم أسباب تنصرها تخريفات شيوخ الأزهر، وما زال الأزهر صامتـًا!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: امرأة وابنتها يتزعمن مجموعة من النسوة، ومن أشباه الرجال؛ يُردن إلغاء المادة الثانية من الدستور القائلة بـ"أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع"، ويطالبن بنسبة الأولاد إلى أمهاتهن لا آبائهن، ويسخرن من الأزهر، ومن قبله الأئمة الأربعة؛ فهل نطمع في أن تسمعهن إحدى شخطاتك كتلك التي نالت الطلبة المنتقبة وأستاذتها؟!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: امرأة تعمل مخرجة أفلام تركز في أفلامها على العري والفجور، استضافها مذيع ماجن يقدم برنامج مضمونه وعنوانه التجرؤ على الدين، وعلى ثوابت الأمة! وسألها بخبث متى ترتدين الحجاب؟! فرفعت يديها إلى السماء قائلة: "ربنا ما يكتبه عليّ"، وأطمئنك أن هذه المرأة وجواريها اللاتي يمثلن في أفلامها يحتجن إلى أن تأمرهن بالحجاب والنقاب، ولسن قليلات الحظ من الجمال كالبنت الصغيرة التي رأيت فضيلتك أنها ليست جميلة!
وإن كانت شهادتك قد تكون فيها نظر في هذا الباب إن كان علمك بالجمال من نفس جنس علمك بالدين الذي زعمت أنك تفهم فيه أكثر من "اللي خلفوها"، مع أنه من الوارد أن يكون أبويها قد أتيا بهذا العلم الذي تراه فاسدًا من كتاب "التفسير الوسيط" الذي يقرره الأزهر على طلابه، وهو للدكتور "محمد سيد طنطاوي" سالف الذكر!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: تمنح وزارة الثقافة جوائز الدولة التشجيعية لمن يقول: "إن الإسلام لم يكن إلا حركة سياسية وضعية"! وهو كلام ثار له كل أحد إلا مشيخة الأزهر!!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: مدرس يهتك عرض 18 تلميذة من تلميذاته في مثل عمر الفتاة التي واجهتها، ولا نظن أنهن يفقنها جمالاً، ولكنها النار إذا وضعت بجوار الهشيم، والذئب إذا استودعت عنده الغنم، والرائد إذا كذب أهله فأوردهم المهالك ولم ينصح لهم، وعلم المصلحة فلم يأمر بها، وعلم المفسدة فلم ينه عنها!
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: أخطاء وأخطار تحتاج مثل هذه الوقفات الجريئة، والمناظرات التي تسكت الجاهلين وترد على المشغبين، وتنزع البرقع الذي يخفي وجوه الطاعنين في الدين عن الناظرين.
- في ديارنا يا شيخ الأزهر: عادات وعادات.. وبدع ومحدثات، ومعاصي ومنكرات تحتاج إلى تلك الوقفة الشجاعة!!
ونحن منتظرون !!!
وأما الفتاة الصغيرة فعذرًا إذا ما دفعنا إليها كتاب "التفسير الوسيط"؛ لكي تعلم أن النقاب ليس عادة إسلامية دخيلة، ولتستر وجهها عن أعين الناظرين، ولتحافظ على حيائها في أعلى ما يكون.
فيا ابنتنا العزيزة التي لا أعرف اسمها ولا اسم والديها -ولكن الله يعرفهم-: لا أملك إلا أن أدعو الله لكِ أن يجعلك الله قرة عين لهما في الدنيا والآخرة، وأن يزينك بزينة الإيمان.
ابنتنا العزيزة:
"لقد اختارك الله لتقولي كلمة الحق فقلتيها، وساعدتك معلمتك أنعم بها من معلمة".
ابنتنا العزيزة:
"لا يصدنك عن نقابك أن قالوا "عادة" بعد إذ علمت أنه في كتاب الله."
ابنتنا العزيزة:
"لا يجرحنك أن قيل لكِ: "اللي خلفوك"؛ لأنهم إن خلفوا فقد خلفوا فتاة مسلمة مقتدية بأمهات المؤمنين في زيها، نسأل الله أن تكوني مقتدية بهم في كل شئونك".
ابنتنا العزيزة:
"لا يغضبنك أن قالوا: "ليست بجميلة"؛ فالغواني هم الذين يعجبهن الثناء، فمن ثمَّ يُزدن في زينتهن أشكالاً وألوانـًا، وأما الفتيات المسلمات فهن يسترن زينتهن".
ابنتنا العزيزة:
"في زماننا كثر التزييف في كل المجالات حتى العلم الشرعي نفسه طاله التزييف، وأما الجمال فقد طغى التزييف فيه حتى صار كأنه هو الأصل، فمن فرط طغيانه نسي البعض الجمال الحقيقي، وأما المصطنع فقلَّ فتاة أرادته إلا وحصلت منه على ما تريد، ومع ذلك فقد أباح الله منه ما أباح للمرأة في بيت زوجها".
ابنتنا العزيزة:
"اعتبري الأمر برمته كأن لم يكن، وتوكلي على الله، وبإذن نراك قريبًَا أمًا لفتيات منقبات ملتزمات بشرع الله".
فاللهم احفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
اللهم يا مصرف الأبصار صرف قلبي إلى طاعتك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعقيب بقلم الشيخ عبد المنعم الشحات:
تداولت وسائل الإعلام الخبر على مدار الأسبوع الماضي دون تعقيب من شيخ الأزهر، ومن ثمَّ افترض الجميع تسليمه بهذه الرواية، ولكنه خرج في برنامج تليفزيوني بعد نشرنا للمقالة، وذكر سياق آخر للقصة؛ نفى فيه توجيه كلمات جارحه للفتاة، ونفى فيه معارضته لارتداء النقاب، وإن كان قد أصر على أن النقاب عادة وليس عبادة!!
ورغم تأخر هذا التصريح جدًا، ورغم تردد الشيخ في نفي تفاصيل الحوار مكتفيًا بقوله: "دعك من هذا"، ثم لما كرر عليه مقدم البرنامج السؤال قال: "لم يحدث شيء من ذلك"، ولعل السر في "ذلك"، ومع ذلك إلا أننا سنقبل هذه الرواية لأننا نتمنى أن نتخلص من الخجل الذي ورثه لنا صدور هذه الألفاظ ممن يشغل منصب شيخ الأزهر.
وعلى كل يبقى مناقشته في اعتباره النقاب عادة مخالفـًا لما دوَّنه بنفسه من قـَبل في تفسيره!
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
لا اله الاالله
عدد ماكان وما يكون وعدد الحركات والسكون
الأربعاء، ١٥ يوليو ٢٠٠٩
أبوتريكة والأهلى والجماهير
الصفحة الأولى
44781 السنة 133-العدد 2009 يوليو 15 22 من رجب 1430 هـ الأربعاء
أبوتريكة يتمسك بالأهلي استجابة لرغبة الجماهير
اللاعب: أتخلي عن رغبتي وطموحاتي أمام حاجة الفريق
القاهرة ـ من محمود صبري:
أبوتريكة
رفض اللاعب محمد أبوتريكة مغادرة جدران النادي الأهلي, ورفض الاستجابة لعرض أهلي دبي الإماراتي للانتقال إلي صفوفه علي سبيل الإعارة. وأبلغ اللاعب إدارة النادي في الجزيرة بقراره بعد تفكير شاكرا لإدارة أهلي دبي ثقتهم الغالية به ورغبتهم في التعاقد معه, وأشار إلي احترامه الكامل لإدارة النادي الشقيق. وقال أبوتريكة: إن الظروف التي يمر بها الفريق الأول بالنادي الأهلي دفعته إلي التأني ودراسة الموقف, ووجد أن الفريق يحتاج إلي مساندته ليتمكن من المحافظة علي مكانته بين الفرق المصرية والإفريقية التي حققها طوال السنوات الأخيرة. وأضاف أبوتريكة قائلا: إنه تخلي عن رغبته وطموحاته أمام حاجة الأهلي له في هذا الوقت بالذات. وأشار أبوتريكة إلي أن الأهلي صاحب الفضل عليه فيما وصل إليه من شهرة, بجانب المساندة الحقيقية من زملائه طيلة مشواره الكروي في النادي والمنتخب. وقال اللاعب: إن الأهلي وجماهيره يطوقان عنقي بالحب, وهي أشياء لا ثمن لها ولا تقدر بمال. وأضاف أنه يضعف أمام هذا الحب الجارف من جانب هذه الجماهير. وأوضح أبوتريكة أن رغبته في الاحتراف لم تكن تعني أنه لا يريد البقاء في الأهلي, ولكنه طموح ورغبة لدي أي لاعب في الانتقال من مكان إلي آخر لزيادة مداركه وخبراته.
44781 السنة 133-العدد 2009 يوليو 15 22 من رجب 1430 هـ الأربعاء
أبوتريكة يتمسك بالأهلي استجابة لرغبة الجماهير
اللاعب: أتخلي عن رغبتي وطموحاتي أمام حاجة الفريق
القاهرة ـ من محمود صبري:
أبوتريكة
رفض اللاعب محمد أبوتريكة مغادرة جدران النادي الأهلي, ورفض الاستجابة لعرض أهلي دبي الإماراتي للانتقال إلي صفوفه علي سبيل الإعارة. وأبلغ اللاعب إدارة النادي في الجزيرة بقراره بعد تفكير شاكرا لإدارة أهلي دبي ثقتهم الغالية به ورغبتهم في التعاقد معه, وأشار إلي احترامه الكامل لإدارة النادي الشقيق. وقال أبوتريكة: إن الظروف التي يمر بها الفريق الأول بالنادي الأهلي دفعته إلي التأني ودراسة الموقف, ووجد أن الفريق يحتاج إلي مساندته ليتمكن من المحافظة علي مكانته بين الفرق المصرية والإفريقية التي حققها طوال السنوات الأخيرة. وأضاف أبوتريكة قائلا: إنه تخلي عن رغبته وطموحاته أمام حاجة الأهلي له في هذا الوقت بالذات. وأشار أبوتريكة إلي أن الأهلي صاحب الفضل عليه فيما وصل إليه من شهرة, بجانب المساندة الحقيقية من زملائه طيلة مشواره الكروي في النادي والمنتخب. وقال اللاعب: إن الأهلي وجماهيره يطوقان عنقي بالحب, وهي أشياء لا ثمن لها ولا تقدر بمال. وأضاف أنه يضعف أمام هذا الحب الجارف من جانب هذه الجماهير. وأوضح أبوتريكة أن رغبته في الاحتراف لم تكن تعني أنه لا يريد البقاء في الأهلي, ولكنه طموح ورغبة لدي أي لاعب في الانتقال من مكان إلي آخر لزيادة مداركه وخبراته.
السبت، ١١ يوليو ٢٠٠٩
مروة
A man who stabbed a pregnant Egyptian woman to death in Germany should be punished to the utmost extent of the law, Egypt's top cleric said on Monday as the woman was buried in her hometown.
"The man who killed Marwa Sherbini, the Egyptian citizen in Germany, and wounded her husband Elwi Ali Okaz should receive the maximum punishment," Grand Imam Sheikh Mohammed Sayyed Tantawi told the official MENA agency.
"The killer is a terrorist who should receive severe punishment for what he has done, something that contradicts all the values of humanity, decency and religion," he said.
Sherbini, 32, was killed in a court in the northern German city of Dresden on Wednesday shortly before she was to give evidence in an appeal lodged by her attacker.
The 28-year-old attacker, identified only as Axel W. had been convicted and fined after calling her a "terrorist" for wearing the Islamic headscarf.
According to the Egyptian press, Sherbini was three months pregnant when she was killed. She was laid to rest in her hometown of Alexandria in northern Egypt on Monday.
Her husband, a researcher in genetic engineering who was reportedly shot by German police while trying to save his wife, is still in critical condition in hospital having also been stabbed by the assailant.
Tantawi told MENA he hoped the killing of Sherbini, whom he described as a "martyr," would not negatively affect the dialogue between the West and Islam because it was "an isolated event."
"The man who killed Marwa Sherbini, the Egyptian citizen in Germany, and wounded her husband Elwi Ali Okaz should receive the maximum punishment," Grand Imam Sheikh Mohammed Sayyed Tantawi told the official MENA agency.
"The killer is a terrorist who should receive severe punishment for what he has done, something that contradicts all the values of humanity, decency and religion," he said.
Sherbini, 32, was killed in a court in the northern German city of Dresden on Wednesday shortly before she was to give evidence in an appeal lodged by her attacker.
The 28-year-old attacker, identified only as Axel W. had been convicted and fined after calling her a "terrorist" for wearing the Islamic headscarf.
According to the Egyptian press, Sherbini was three months pregnant when she was killed. She was laid to rest in her hometown of Alexandria in northern Egypt on Monday.
Her husband, a researcher in genetic engineering who was reportedly shot by German police while trying to save his wife, is still in critical condition in hospital having also been stabbed by the assailant.
Tantawi told MENA he hoped the killing of Sherbini, whom he described as a "martyr," would not negatively affect the dialogue between the West and Islam because it was "an isolated event."
الجمعة، ٣ يوليو ٢٠٠٩
الخميس، ١٨ يونيو ٢٠٠٩
القمح الفاسد والنائب العام
From: alaosboa@googlegroups.com on behalf of صحيفة الأسبوع المصرية (fesal_hussien@yahoo.com)
Sent: Sunday, June 07, 2009 1:50:32 PM
To: صحيفة الأسبوع المصرية (alaosboa@googlegroups.com)
الأسبوع أونلاينwww.elaosboaonline.comحقق مصطفي بكري عضو مجلس الشعب انتصارًا ساحقًا في حماية الشعب المصري منشحنة القمح الروسي الفاسد والتي دخلت البلاد عبر ميناء سفاجا حيث قررالمستشار عبدالمجيد محمود النائب العام إعادة تصدير شحنة القمح الروسيورد قيمتها للدولة. وقال النائب العام في بيان صحفي صدر اليوم انه بمناسبة التحقيقات التيتجريها النيابة العامة في البلاغ المقدم من مصطفي بكري عضو مجلس الشعببشأن دخول شحنة القمح المستورد من دولة روسيا عبر ميناء سفاجا غير صالحةللاستهلاك الآدمي حيث أكد النائب العام ان التحقيقات قد كشفت عن الاختلاففي نتائج تقرير اللجنة المنتدبة من النيابة العامة لفحص محتويات الصفقةلبيان مدي صلاحيتها للاستهلاك الآدمي مع تقارير وزارة الصحة والحجرالزرعي بشأن نسبة الحشرات والشوائب والمعادن الثقيلة في تلك الاقماحوتحقيقا للصالح العام في إطار المحافظة علي صحة المواطنين ومراعاتهاوتأكيدًا علي ان صلاحية غذاء الناس هو أمر يجب الا ينطوي علي أدنياحتمالات بشأن سلامته، فقد أمر المستشار عبدالمجيد محمود مسئولي شركةالتجار المصريين المستوردة لتلك الشحنة بإعادة تصديرها والبالغة كميتها5.52 ألف طن قمح خارج البلاد ورد قيمتها البالغة 10 ملايين دولار إليالهيئة العامة للسلع التموينية والتي سبق للمستورد أن قام بصرفها من حسابالهيئة العامة للسلع التموينية، وأمر النائب العام بتشكيل لجنة منالإدارة العامة لشرطة التموين ومندوبي الهيئة العامة للرقابة عليالصادرات والواردات والحجر الزراعي والصحي واحد أعضاء اللجنة والتي سبقوأن أمرت النيابة العامة بتشكيلها لفحص الصفقة تكون مهمتها المتابعةوالاشراف علي جميع اجراءات إعادة الشحنة للتأكد من إعادة تصدير ذاتالاقماح وكمياتها السابق استيرادها إلي البلاد .. مع استمرار النيابةالعامة في استكمال تحقيقاتها. وكان مصطفي بكري عضو مجلس الشعب قد تقدم ببلاغ إلي النائب العام منذ عدةأسابيع يحذر فيه من وصول شحنة القمح الفاسد عبر ميناء سفاجا فأمر النائبالعام باجراء تحقيق عاجل في هذه الواقعة واستمع إلي اقوال الزميل مصطفيبكري في بلاغه وأمر بإحالة البلاغ إلي نيابة البحر الأحمر لاستكمالالتحقيقات وتم استدعاء عدد من المسئولين عن استيراد الصفقة وسؤالهم.
Sent: Sunday, June 07, 2009 1:50:32 PM
To: صحيفة الأسبوع المصرية (alaosboa@googlegroups.com)
الأسبوع أونلاينwww.elaosboaonline.comحقق مصطفي بكري عضو مجلس الشعب انتصارًا ساحقًا في حماية الشعب المصري منشحنة القمح الروسي الفاسد والتي دخلت البلاد عبر ميناء سفاجا حيث قررالمستشار عبدالمجيد محمود النائب العام إعادة تصدير شحنة القمح الروسيورد قيمتها للدولة. وقال النائب العام في بيان صحفي صدر اليوم انه بمناسبة التحقيقات التيتجريها النيابة العامة في البلاغ المقدم من مصطفي بكري عضو مجلس الشعببشأن دخول شحنة القمح المستورد من دولة روسيا عبر ميناء سفاجا غير صالحةللاستهلاك الآدمي حيث أكد النائب العام ان التحقيقات قد كشفت عن الاختلاففي نتائج تقرير اللجنة المنتدبة من النيابة العامة لفحص محتويات الصفقةلبيان مدي صلاحيتها للاستهلاك الآدمي مع تقارير وزارة الصحة والحجرالزرعي بشأن نسبة الحشرات والشوائب والمعادن الثقيلة في تلك الاقماحوتحقيقا للصالح العام في إطار المحافظة علي صحة المواطنين ومراعاتهاوتأكيدًا علي ان صلاحية غذاء الناس هو أمر يجب الا ينطوي علي أدنياحتمالات بشأن سلامته، فقد أمر المستشار عبدالمجيد محمود مسئولي شركةالتجار المصريين المستوردة لتلك الشحنة بإعادة تصديرها والبالغة كميتها5.52 ألف طن قمح خارج البلاد ورد قيمتها البالغة 10 ملايين دولار إليالهيئة العامة للسلع التموينية والتي سبق للمستورد أن قام بصرفها من حسابالهيئة العامة للسلع التموينية، وأمر النائب العام بتشكيل لجنة منالإدارة العامة لشرطة التموين ومندوبي الهيئة العامة للرقابة عليالصادرات والواردات والحجر الزراعي والصحي واحد أعضاء اللجنة والتي سبقوأن أمرت النيابة العامة بتشكيلها لفحص الصفقة تكون مهمتها المتابعةوالاشراف علي جميع اجراءات إعادة الشحنة للتأكد من إعادة تصدير ذاتالاقماح وكمياتها السابق استيرادها إلي البلاد .. مع استمرار النيابةالعامة في استكمال تحقيقاتها. وكان مصطفي بكري عضو مجلس الشعب قد تقدم ببلاغ إلي النائب العام منذ عدةأسابيع يحذر فيه من وصول شحنة القمح الفاسد عبر ميناء سفاجا فأمر النائبالعام باجراء تحقيق عاجل في هذه الواقعة واستمع إلي اقوال الزميل مصطفيبكري في بلاغه وأمر بإحالة البلاغ إلي نيابة البحر الأحمر لاستكمالالتحقيقات وتم استدعاء عدد من المسئولين عن استيراد الصفقة وسؤالهم.
الخميس، ٢٨ مايو ٢٠٠٩
عجايب
--------------------------------------------------------------------------------
Facebook
Delicious
Stumbleupon
Digg
Reddit
أزمة القرار السياسي مفاهيم ومتطلبات
إيلاف من فسحة الأمل الى باب الأمل
إيلاف وحائط المبكى
الساكت عن الفساد شيطان أخرس
النفط والتأميم والايام السوداء 3
النفط: ثروة العراق الوطنية
النفقات البريطانية والنفاق العربي
الوعى السياحى الغائب فى مصر
حكايات الاحتلال وتصحيح بعض المفاهيم
حملات تستهدف الشباب في العراق
كردستان الإنتخابات: خرافة تمثيل الأقليات
كي جى وان إرهاب!
مبروك إيلاف
مبروك يا إيلاف الجميع
نجـاح كـوردي
هل أفتى البابا بالجهاد ضد المسلمين؟
هل نصر الله يقرأ خطاباته من طهران؟
إيلاف>>آراء
كيف يرضي أوباما لنفسه أن يبدأ بالقاهرة أولاً؟
GMT 6:30:00 2009 الأربعاء 27 مايو
حسن عبدربه المصرى
--------------------------------------------------------------------------------
عدد كبير من كتاب إسرائيل غاضبون من الرئيس الأمريكي لأنه سيذهب إلي القاهرة دون أن يمر بالقدس لاحتساء فنجان من القهوة، يري الكاتب الداد يانيف في صحيفة هآرتس 25 أن تحولاً ملحوظاً قد حدث لدي واشنطن " فبعد أن كان الرؤساء الأمريكيون يأتون إلي إسرائيل أولاً ثم ينطلقوا منها إلي اي من العواصم العربية، ها هو أوباما يزور القاهرة ومنها يعود مباشرة إلي واشنطن "، هكذا تعيش إسرائيل أياما كانت تُعد علي مدي عقدين نوع من الاستثناء غير القابل للتحقيق!!..
هذا الكاتب وغيره في رأي، لم يستوعبوا بعد ما أجمعت عليه التقارير العالمية " أن زيارة نتنياهو لواشنطن لم تحقق النجاح الذي كان يرجي من ورائها "، لدرجة أن العنوان الذي تصدر عدد صحيفة الواشنطن بوست يوم 19 مايو " حوار الطرشان " لخص المسألة بدقة متناهية..
طوال الساعات الخمس الذي تبادل خلالها الطرفان وجهات النظر في واشنطن :
حرص أوباما علي التحدث عن خطة شاملة جزئيتها الأولي تقوم علي حل الصراع العربي الإسرائيلي تقوم علي الاعتراف بقيام دولتين ووقف الاستيطان وفض أختام ملف إسرائيل النووي، مما يعطي واشنطن الوقت والاهتمام الكافيين لتنفيذ جزئيتها الثانية المرتبطة بتحجيم تنامي القدرات النووية الإيرانية.
تمسك نتيناهو أن كسر عنق إيران " أولا " يتوازي مع اعتراف فلسطيني / عربي بيهودية دولة إسرائيل، يواكبه مفاوضات فورية مع أبو مازن من المستوي الاقتصادي والأمني يليهما السياسي..
وفي حين يتساءل الداد، ماذا لو عرج أوباما – بعد القاهرة - علي الكنيست وخاطب الشعب مباشرة معلناً أن إسرائيل الجديدة هي بوابة الدخول إلي الشرق الأوسط.. يتنبأ ياعيل باز ميلاميد المحلل بصحيفة معاريف أن تركز خطة أوباما التي يزيح الستار عن تفاصيلها يوم 4 يونية القادم علي " دعم المصالح شبه المتساوية " لكافة الأطراف، مما جعل نتنياهو يستبق الأحداث ويعلن عن خطط استيطانية للبناء بملايين الدولارات!!..
أطقم العمل التي تقوم بترتيب فقرات خطاب أوباما، توازن بين مبدأين:
الأول.. وضع خطة متكاملة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بكل مشتملاته ( الفلسطينية / السورية / اللبنانية ) وقيام الدولة الفلسطينية وحق العودة والتعويضات وتبادل العلاقات الدبلوماسية، بما يؤدى إلي وقف تنامي النفوذ الإيراني ضمن نسيج هذا الملف وبالتالي التفرغ لتحجيم تضاعف دور طهران في الشرق الأوسط ومحاصرة تداعيات ملفها النووي والإبقاء عليه في حيز توجهه السلمي..
الثاني.. البدء بمحاربة النفوذ الإيراني في المنطقة لمحاصرة توجهاته الأيديولوجية والعسكرية وإطلاق يد إسرائيل في منازعته للحد من نفوذه المؤثر علي علاقات تل أبيب وواشنطن بأطراف معادية لخططهما، بحيث تفقد مطالب أقامة الدولة الفلسطينية قوتها ويصبح وقف الاستيطان مرهوناً فقط بخطط إسرائيل.. وينجلي التفاوض مع سوريا ولبنان عن نتائج تعزز الوجود الإسرائيلي وليس العكس..
تحت عنوان " أمريكا تحتاجنا بدرجة لا تقل عن احتياجنا لها " كتب المحلل الإسرائيلي الإستراتيجي أمونا آلون في صيحفة إسرائيل اليوم ( 24 مايو ) " لذلك لن تسمح لإيران لأي سبب من الأسباب أن تقضي علي الكيان الصهيوني، ليس لأن الولايات المتحدة هي صديقتنا الأفضل منذ الأزل، ولكن بكل بساطة لأن وجود الكيان الصهيوني هو مصلحة أمريكية كما كان علي الدوام "..
من هذا المنطلق يعمل نتنياهو تكتيكياً لكي يجعل موقف إدارة الرئيس أوباما منسجماً مع مخططاته، التي تقول..
قيام دولة فلسطينية قبل الاعتراف بيهودية الدولة، فيه تهديد لأمن إسرائيل والمصالح القومية لأمريكا لأنه يعزز القدرات الإيرانية السياسية والعسكرية..
وقف الاستيطان وتفكيك بعض المستوطنات يساهم في تقوية التيار السياسي الذي تتبناه حماس وحزب الله ويزيد من قدرتهما علي زعزعة الاستقرار في المنطقة..
الدخول في مفاوضات مع سوريا قبل فض ارتباطها الإستراتيجي مع إيران، معناه الاستسلام لما تملك من أراق ضغط ضد إسرائيل..
لا أحد ينكر أن قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربة تفجير نووي ناجح في باطن الأرض ( 25 مايو ) أعقبتها في اليوم التالي بإطلاق صاروخيين، سيزيد من عوامل التشدد الأمريكي تجاه إيران حتى لا تبلغ نفس المرحلة..
أيضا لا أحد ينكر حجم وربما فوضي التداعيات التي يمكن أن تتالي تباعاً فيما لو تأخر الرئيس أوباما في إنفاذ وعده بوضع حل جذري لقضية الصراع في الشرق الأوسط..
ربما يكون " مؤتمر السلام الأمريكي " الذي تقول بعض التقارير أن واشنطن تفكر في الدعوة لعقده من القاهرة تحت مظلة مجلس الأمن في منتجع كامب ديفيد أو في غيره!! هو المنفذ الذي يقود للخطوط العريضة التي ترسم ملامح مستقبل الحراك السياسي القائم علي الاستقرار والأمن في المنطقة..
لكن السؤال.. منفذ وفق أي من التوجهين : الإسرائيلي أم الأمريكي؟؟
نقول إن غداً لناظره قريب!
الدكتور حسن عبد ربه المصري
استشاري إعلامي مقيم في بريطانيا drhassanelmassry@yahoo.co،uk
Delicious
Stumbleupon
Digg
أزمة القرار السياسي مفاهيم ومتطلبات
إيلاف من فسحة الأمل الى باب الأمل
إيلاف وحائط المبكى
الساكت عن الفساد شيطان أخرس
النفط والتأميم والايام السوداء 3
النفط: ثروة العراق الوطنية
النفقات البريطانية والنفاق العربي
الوعى السياحى الغائب فى مصر
حكايات الاحتلال وتصحيح بعض المفاهيم
حملات تستهدف الشباب في العراق
كردستان الإنتخابات: خرافة تمثيل الأقليات
كي جى وان إرهاب!
مبروك إيلاف
مبروك يا إيلاف الجميع
نجـاح كـوردي
هل أفتى البابا بالجهاد ضد المسلمين؟
هل نصر الله يقرأ خطاباته من طهران؟
إيلاف>>آراء
كيف يرضي أوباما لنفسه أن يبدأ بالقاهرة أولاً؟
GMT 6:30:00 2009 الأربعاء 27 مايو
حسن عبدربه المصرى
--------------------------------------------------------------------------------
عدد كبير من كتاب إسرائيل غاضبون من الرئيس الأمريكي لأنه سيذهب إلي القاهرة دون أن يمر بالقدس لاحتساء فنجان من القهوة، يري الكاتب الداد يانيف في صحيفة هآرتس 25 أن تحولاً ملحوظاً قد حدث لدي واشنطن " فبعد أن كان الرؤساء الأمريكيون يأتون إلي إسرائيل أولاً ثم ينطلقوا منها إلي اي من العواصم العربية، ها هو أوباما يزور القاهرة ومنها يعود مباشرة إلي واشنطن "، هكذا تعيش إسرائيل أياما كانت تُعد علي مدي عقدين نوع من الاستثناء غير القابل للتحقيق!!..
هذا الكاتب وغيره في رأي، لم يستوعبوا بعد ما أجمعت عليه التقارير العالمية " أن زيارة نتنياهو لواشنطن لم تحقق النجاح الذي كان يرجي من ورائها "، لدرجة أن العنوان الذي تصدر عدد صحيفة الواشنطن بوست يوم 19 مايو " حوار الطرشان " لخص المسألة بدقة متناهية..
طوال الساعات الخمس الذي تبادل خلالها الطرفان وجهات النظر في واشنطن :
حرص أوباما علي التحدث عن خطة شاملة جزئيتها الأولي تقوم علي حل الصراع العربي الإسرائيلي تقوم علي الاعتراف بقيام دولتين ووقف الاستيطان وفض أختام ملف إسرائيل النووي، مما يعطي واشنطن الوقت والاهتمام الكافيين لتنفيذ جزئيتها الثانية المرتبطة بتحجيم تنامي القدرات النووية الإيرانية.
تمسك نتيناهو أن كسر عنق إيران " أولا " يتوازي مع اعتراف فلسطيني / عربي بيهودية دولة إسرائيل، يواكبه مفاوضات فورية مع أبو مازن من المستوي الاقتصادي والأمني يليهما السياسي..
وفي حين يتساءل الداد، ماذا لو عرج أوباما – بعد القاهرة - علي الكنيست وخاطب الشعب مباشرة معلناً أن إسرائيل الجديدة هي بوابة الدخول إلي الشرق الأوسط.. يتنبأ ياعيل باز ميلاميد المحلل بصحيفة معاريف أن تركز خطة أوباما التي يزيح الستار عن تفاصيلها يوم 4 يونية القادم علي " دعم المصالح شبه المتساوية " لكافة الأطراف، مما جعل نتنياهو يستبق الأحداث ويعلن عن خطط استيطانية للبناء بملايين الدولارات!!..
أطقم العمل التي تقوم بترتيب فقرات خطاب أوباما، توازن بين مبدأين:
الأول.. وضع خطة متكاملة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بكل مشتملاته ( الفلسطينية / السورية / اللبنانية ) وقيام الدولة الفلسطينية وحق العودة والتعويضات وتبادل العلاقات الدبلوماسية، بما يؤدى إلي وقف تنامي النفوذ الإيراني ضمن نسيج هذا الملف وبالتالي التفرغ لتحجيم تضاعف دور طهران في الشرق الأوسط ومحاصرة تداعيات ملفها النووي والإبقاء عليه في حيز توجهه السلمي..
الثاني.. البدء بمحاربة النفوذ الإيراني في المنطقة لمحاصرة توجهاته الأيديولوجية والعسكرية وإطلاق يد إسرائيل في منازعته للحد من نفوذه المؤثر علي علاقات تل أبيب وواشنطن بأطراف معادية لخططهما، بحيث تفقد مطالب أقامة الدولة الفلسطينية قوتها ويصبح وقف الاستيطان مرهوناً فقط بخطط إسرائيل.. وينجلي التفاوض مع سوريا ولبنان عن نتائج تعزز الوجود الإسرائيلي وليس العكس..
تحت عنوان " أمريكا تحتاجنا بدرجة لا تقل عن احتياجنا لها " كتب المحلل الإسرائيلي الإستراتيجي أمونا آلون في صيحفة إسرائيل اليوم ( 24 مايو ) " لذلك لن تسمح لإيران لأي سبب من الأسباب أن تقضي علي الكيان الصهيوني، ليس لأن الولايات المتحدة هي صديقتنا الأفضل منذ الأزل، ولكن بكل بساطة لأن وجود الكيان الصهيوني هو مصلحة أمريكية كما كان علي الدوام "..
من هذا المنطلق يعمل نتنياهو تكتيكياً لكي يجعل موقف إدارة الرئيس أوباما منسجماً مع مخططاته، التي تقول..
قيام دولة فلسطينية قبل الاعتراف بيهودية الدولة، فيه تهديد لأمن إسرائيل والمصالح القومية لأمريكا لأنه يعزز القدرات الإيرانية السياسية والعسكرية..
وقف الاستيطان وتفكيك بعض المستوطنات يساهم في تقوية التيار السياسي الذي تتبناه حماس وحزب الله ويزيد من قدرتهما علي زعزعة الاستقرار في المنطقة..
الدخول في مفاوضات مع سوريا قبل فض ارتباطها الإستراتيجي مع إيران، معناه الاستسلام لما تملك من أراق ضغط ضد إسرائيل..
لا أحد ينكر أن قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربة تفجير نووي ناجح في باطن الأرض ( 25 مايو ) أعقبتها في اليوم التالي بإطلاق صاروخيين، سيزيد من عوامل التشدد الأمريكي تجاه إيران حتى لا تبلغ نفس المرحلة..
أيضا لا أحد ينكر حجم وربما فوضي التداعيات التي يمكن أن تتالي تباعاً فيما لو تأخر الرئيس أوباما في إنفاذ وعده بوضع حل جذري لقضية الصراع في الشرق الأوسط..
ربما يكون " مؤتمر السلام الأمريكي " الذي تقول بعض التقارير أن واشنطن تفكر في الدعوة لعقده من القاهرة تحت مظلة مجلس الأمن في منتجع كامب ديفيد أو في غيره!! هو المنفذ الذي يقود للخطوط العريضة التي ترسم ملامح مستقبل الحراك السياسي القائم علي الاستقرار والأمن في المنطقة..
لكن السؤال.. منفذ وفق أي من التوجهين : الإسرائيلي أم الأمريكي؟؟
نقول إن غداً لناظره قريب!
الدكتور حسن عبد ربه المصري
استشاري إعلامي مقيم في بريطانيا drhassanelmassry@yahoo.co،uk
الاثنين، ٢٥ مايو ٢٠٠٩
لماذا تأخر المسلمون ؟!
لماذا تأخر المسلمون
د: نظمي خليل أبو العطا موسى
ـ يطرح هذا السؤال أهم قضية خرجنا بها من الباب الخلفي للقرن العشرين الميلادي، فقد خرجنا من هذا الباب محمولين على نقالة المتخلفين عن دخول بوابة الواحد والعشرين وغير المسموح لهم بالدخول.
ـ فنحن أمة فرض الله عليها أن تقود البشرية من الظلمات إلى النور، فإذا بنا نصبح أعجوبة البشرية، فقد تخلينا عن ما كُلِّفنا به وتخلفنا عن الذين بُعثنا لنخرجهم من الظلمات إلى النور.
ولتخلف المسلمين العديد من الأسباب العلمية والتربوية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
ـ وسأقصر حديثي على النواحي العلمية والتربوية فهذا مجال تخصصي فمن وجهة نظري، ومن خلال تجربتي، ومعايشتي لآلام أمتي، وتألمي لتألُّمها أرى أننا قوم تخلفنا عن ركب الحضارة، وتخلينا عن دورنا القيادي والريادي في القرنين الميلاديين الماضيين للأسباب العلمية والتربوية والأخلاقية التالية:
1 ـ تحول تحصيل العلم وتعلُّمه في حياتنا من العبادة إلى الشهادة:
ـ فعندما تعلمنا أن العلم تحصيل عبادة، وأن مجلس علم خير من عبادة سبعين سنة، حملنا مشعل الحضارة تنفيذاً وطاعة وتسليماً لأمر ربنا سبحانه وتعالى: )اقرأ (،ومن فهمنا لديننا لم تكن قراءتنا قراءة حب في السيادة والقيادة الطاغية، بل كانت قراءة قوم بعثهم الله لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
ـ لقد كانت قراءتنا قراءة موجهة أخلاقياً هادفاً سامية المقصد، فهي قراءة باسم الله رب كل شيء ومليكه، وعلى منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق هي قراءة عباد أيقنوا وامتثلوا لأمر ربهم الذي قال لهم: )اقرأ باسم ربك الذي خلق (ولم تكن قراءتنا قراءة كهنوتية انعزالية، بل كانت قراءة علمية تقنية واعية فهي قراءة )باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق (فكانت هذا الآية أول توجيه رباني للمسلمين بأن تكون قراءتهم قراءة علم، ودراية وفقه )فالعَلَق (كما نعلم هي البويضة المخصَّبة عندما تعْلَق بجدار الرحم، ومن هنا انطلق المسلمون في حياتهم العلمية انطلاقة واعية فاكتشفوا الدورة الدموية الصغرى، وصححوا نظريات الضوء والبصر الخاطئة، ومارسوا التشريح وصنعوا أدواته وصنفوا مصنفاته، ودرسوا علوم التصنيف والبيئة والبلدان والأجناس وغدى العلم النافع هو الشغل الشاغل حتى لعوام المسلمين فألف الجزار، والخياط، والحداد، والبنَّاء، والصياد، والفسخاني كتباً علمية أبهرت البشرية، وأنارت لها حياتها العلمية.
ـ وعندما استيقن المسلمون أن تحصيل العلم ونشره عبادة، أوقفوا أموالهم على بناء المؤسسات العلمية والتربوية، وبنوا المدارس، والرُّبط، والمحاضر، والمكاتب، وشيدوا المكتبات، ودور الحكمة والبيمارستانات (أي: المصحات)، وشاركت المرأة المسلمة بأموالها وجهودها في الوقف التعليمي، وانتشرت دكاكين الوراقين والنسَّاخين، ووزنت بعض الكتب بالذهب، وتبنّى الخلفاءُ والأمراء والوجهاء والأعيان والأغنياء رعاية المتعلمين؛ كل هذا قناعة من المسلمين أن تحصيل العلم وتعلمه عبادة.
الاحتكاك الحضاري بين المسلمين والغرب:
ـ مع أول احتكاك حضاري عسكري بين المسلمين وأعدائهم في الغرب، وفت الحضارة العلمية الإسلامية قوية أمام الغزو الحضاري العسكري، وانهزمت الحضارة الغربية أمام الحضارة الإسلامية، (وتأثرت الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية كثيراً)...
ـ وفي مسلسل طويل من المؤامرات السياسية والعسكرية نفذ أعداء الأمة إلى مراكز دفاعاتها العلمية وبدأ أول مخطط استعماري بتوظيف أبناء المسلمين وتضيغهم دنيوياً على أساس الشهادة (الدرجة العلمية)، فخطط أعداء الأمة إلى العلم من العبادة للشهادة، فبدأ ينحسر العلم النافع من حياتنا وبدأت النكبة الكبرى وتخلف المسلمون عن ركب الحضارة بفعل السياسة الاستعمارية الدنلوبية الصليبية العَلْمانية فكانت النتيجة النهائية أن طرحنا هذا السؤال (لماذا تأخر المسلمون؟) على مداخل القرن الواحد والعشرين الميلادي.
ـ فطرح السؤال في هذا الوقت بالذات يؤكد على أهميته لخطورة الموقف الحضاري للمسلمين
2ـ غياب التربية الإبداعية من حياتنا العلمية:
حيث يغلب على التعليم والتعلم في مؤسساتنا العلمية والتربوية، أساليب الحفظ والصمِّ والاستظهار وتحصيل المعارف النظرية، وتحولت كتبنا إلى متون ومختصرات بلا شروح ولا توضيح، فهي موجزات في العلوم يحفظها المعلمون والدارسون عن ظهر قلب وتجملها المتعلم ولم يَحْمِلهَا، ويردد الطلاب تلك المتون طوال العام حتى لا ننسى، ويهرعون إلى أوراق الإجابة ليفرغونها من ذاكرتهم فيها، وتحول المعلم الماهر في هذا الجو إلى (منافستو) يردد ما يحفظ على طلابه وأصبح المعلم معلم سبورة مرتّبة منسقة منظمة وملخص سبوري وجيز وشامل.
ـ وغابت من حياتنا العلمية والتربوية أساليب تنمية الفكر الإبداعي والعلمي، وأساليب العصف (أو القصف) الذهني، ومناهج البحث، والتعلم الذاتي، وأساليب حل المشكلات، والمناهج الاستقصائية، وكلما كانت المناهج التعليمية موجزة، وبعيدة عن المناحي العلمية التربوية الحديثة، كلما هدأ المعلمون والطلاب وأولياء أمورهم، والقائمون على أمر العملية التعليمية /التعليمية وإدارتها/.
ـ واستناداً على هذا المنحى الخطير في حياتنا العلمية جاءت اختباراتنا العلمية تقيس الحفظ والصم والاستظهار، أما أسئلة المستويات العليا من تفكير، وحل مشكلات، وقراءة علاقات وتحليل وتركيب وتفسير المعطيات والبيانات فهي في نظر الطلاب وأولياء أمورهم والمعلمين والقائمين على أمر التعليم، هي في نظرهم أسئلة تعقيدية غَرْبِيَّة، وغريبة علينا، ولا نراها إلاَّ من مدارس غير المسلمين وكتبهم أو نراها منقولة مشوهة غريبة في بعض مؤسساتنا وهذا المنحى الخطير حطم الحياة العلمية الإبداعية لأبناء المسلمين وحال دون إبداعهم.
ـ وغابت من حياتنا العلمية والتعليمية المشروعات العلمية المنمية للقدرات العلمية للدارسين وسادت المشروعات سابقة التجهيز والمعدة للدارسين من قبل متعهدين مختصين.
3ـ الانفصام بين العلم والدين في حياة المسلمين:
فكما نعلم فقد كزج القرآن الكريم بين العلم والدين مزجاً لا فكاك فيه، ولم يعرف المسلمون ذلك الانفصام بين العلم والدين، فسمّى الله سبحانه وتعالى الوحي في قرآنه علم، وجعل الله العلم طريق الفهم وتصديق الوحي. قال تعالى: )فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم ([آل عمران: 61]. وقال تعالى: )ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذاً من الظالمين ([البقرة: 145].قال المفسرون: من بعد ما جاءك من العلم، أي: الدين.
وحوى القرآن الكريم آيات للضبط العلمي التجريبي، وآيات في علم الفلك، وعلم النبات، وعلم الحيوان، وعلم الأرض، وعلم المياه، وعلم الأجنة، وعلم الفيزياء، وعلم الكيمياء، وغير ذلك من العلوم الكونية، وعندما علم المسلمون ذلك بنيت حضارتهم على الارتباط الوثيق بين العلم والدين، فجاءت حضارتهم حضارة علمية متزنة.
ـ وعندما حل الفكر العَلْماني الغربي الكنسي بفعل السياسة الاستعمارية الدنلوبية في حياة المسلمين وبفعل الفهم الخاطىء للدنيا والدين عند متأخري المسلمين حدث هذا التدهور العلمي الخطير مما أدّى إلى تخلفنا في نهاية القرن العشرين.
ـ وهنا يسأل سائل ويقول: الغرب فعل ذلك وفصل الدنيا عن الدين وتقدم علمياً. نقول له:
نحن أمة لها خصائصها الربانية الإيمانية التي كلفنا الله بها وبدينا عليها تقدمنا، وإذا تخلينا عن دورنا وفقدنا تلك الخصائص الإسلامية فقدنا تميزنا وتقدمنا وريادتنا للبشرية، وهذا ما أثبتته الوقائع والأيام، فطالما هناك مسلمون لابد أن يكون هناك إسلام، وإذا اختفى العمل بالإسلام اختفى المسلمون وهذا ما حدث لنا في القرن العشرين عندما تخلينا عن جعل الدين منهج حياة.
وهنا يجب فهم سنة الله في غير المسلمين، فالله يمد لهم ويستدرجهم. قال تعالى: )فلما نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ([الأنعام: 44].
قال تعالى: )حتى إذا فرحوا بها أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مٌبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ([الأنعام: 44 ـ 45].
ـ فمن رحمة الله بنا أننا إذا ابتعدنا عن منهج ربنا تخلفنا لنفيق قبل وقوع العذاب المبين وننغمس في الشهوات كما هو الحال في الغرب والبلاد العلمانية.
4ـ غياب الدور القيادي والريادي لأهل العلم:
فقد غابت القدوة العلمية من حياة المسلمين وتحولت المثل العليا إلى أنماط أخرى في المجتمع لا علاقة لها غالباً بالعلم والعلماء، ولم يعد للمعلمين والأساتذة في العلوم الدور القيادي في حياتنا اليومية ولم يعد المجتمع يعيرهم الاهتمام الكافي والمفروض كما يفعلون مع الممثلين والمغنيين ولاعبي الكرة ورجال الأعمال والسياسيين وغيرهم، ففقد العلم دوره في قيادة الأمة، وغاب العلماء عن الحياة ووسد الأمر العلمي لغير أهله، واتخذ الناس رؤوساً جُهّالاً، فكانت النتيجة التي حذرنا منها صلى الله عليه وسلم من اتخاذ (الرؤوس الجُهّال) بانتزاع الله للعلماء، وترتب على ذلك هذا التخلف العلمي المشين والذي ترتب عليه التخلف التقني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.
5ـ الاستغراق في الجدليات:
فقد ساد في حياتنا نوع من الجدل المرضي (بفتح الميم والراء) الجدل المؤدي للوقوف عند الحد النظري للمفاهيم، فشبّ الجدل والمراء والخلاف وتهنا بين الأصالة والمعاصرة والتسيير والتخيير، والرأسمالية والشيوعية، والتطبيع والمقاطعة، وهل العلمانية هي المخرج أم الإسلام هو الحل وظهرت مصطلحات الإسلام السياسي، والإسلام الصحيح، والإرهاب الفكري والكفري، والتظليم والتنوير، والتقدمية والرجعية، والأصولية والتطرف، وهكذا استغرقنا في الجدل ثم تمزقنا بعدد اتجاهات الجدل ومصطلحاته، لم نرفع بالعلم رأساً، وهنا وصلنا للحال الذي أصبحنا فيه مضطرين للإجابة على هذا السؤال المخزي لماذا تخلف المسلمون؟.
6ـ توسيد الأمر لغير أهله:
فالعلم لم ينتزع من بيننا كما قلنا سابقاً ولكن قل العلماء، ووسد الأمر لغير أهله وتطاول الجهلاء على العلماء، واللاحقين على السابقين، فكانت كل المشكلات العلمية التي غرقت فيها الأمة في القرن الميلادي الماضي ومن المؤسف أن تولّى قيادة العلماء من ليس منهم، وأصحاب الجهل المركب صاروا في الصدارة فوصلنا إلى النتيجة المحتومة وهي التخلف العلمي والتخبط العلمي، والانهيار العلمي للمسلمين فطرح السؤال نفسه بإلحاح غريب. لماذا تخلف المسلمون؟!.
7ـ سيادة فكر المنهزمين من بني جلدتنا وكتاباتهم:
فعندما اجتاحت جحافل التتار والصليبيين ديار المسلمين، كانت الأمة رغم كل القواصم التتارية والصليبية كانت ذات أجهزة مناعية قوية، قادرة بفضل الله على تعرّف الدخيل والعميل، وكان علماء الأمة ومفكروها من الإخلاص وصواب العمل والفطنة فعرفوا كيف يخرجون بأمتنا من هذه القواصم والنكبات ويحولونها بفضل من الله، ثم بفضل إخلاصهم وعلمهم، حولوها إلى منطلقات لتحرير إرادة الأمة وعقيدتها وعملها وتقويتها.
ـ أما نكبتنا اليوم فقد استعصت على العلاج بعدما تمكن أعداء الأمة من النفاذ إلى عقول وقلوب ونفوس بعض أبنائها وفتح أعداء الأمة المجال لهؤلاء المنهزمين ولقيوهم بألقاب براقة فانتشرت أفكارهم وتحليلاتهم وكتاباتهم فصوروا لأمتنا أن لا خلاص لها إلا بالسّير في ركب أعدائها، وشغلوا الأمة بحكايات ألف ليلة وليلة، والأغاني للأصفهاني، فتصور شباب الأمة أن هذا تاريخ أمته وسببوا للقيادات العلمية الشابة التي تعلمت ودرست في ديارهم أن سبب تخلف أمتنا تمسكنا بالإسلام، لذلك فالطريق للتقدم عندهم هو طريق العلمانية المؤدي للخروج على الدين والقيم الأصيلة، فأصبح الحديث النبوي عندهم شك وأوهام وكذب، والدين عبادات ورقائق، أما المعاملات، وتعمير الكون، وتحصيل العلم النافع ونشره فعودة إلى التخلف، فلم ينشغل شبابنا بالتخلف العلمي والتقني والتربوي لأمته طوال القرن العشرين لانشغال القيادات الفكرية في الأمة بكل شيء إلا التخلف العلمي الذي نعيش فيه، ولم يكتب أحدهم يوماً مدافعاً عن البحث العلمي التجريبي، وباحثيه المقهورين والمدفونين في مختبرات العلوم والتقنية لا يعلم أحدٌ عنهم عشر معشار ما يعلم عن أبطال ألف ليلة وليلة، والكرويين والممثلين فطرح السؤال نفسه، لماذا تخلف المسلمون؟!.
8ـ غياب القاعدة العلمية الفاعلة:
فقد ترتب على تحويل العلم من العبادة إلى الشهادة أن ذهبت همة الناس وانصرفت إلى الحصول على الرخص العلمية، والرواتب الشهرية والمناصب الإدارية وتحول العلميون إلى موظفين إداريين، وهدف التعليم إلى تخريج موظفين، والبحوث العلمية للترقية وعندما وسد الأمر لغير أهله وهجرت العقول العلمية والكوادر العلمية مراكز البحوث إما هرباً إلى ديار غير المسلمين أو نزوحاً إلى مراكز الإعارات المادية، فاستنفرت أوروبا واستقطبت الكوادر العلمية المبدعة والفائقة والذكية من العالم الإسلامي، وانشغل الباقون باستثمار أموالهم التي حصلوا عليها من الإعارة، واتجهوا نحو البنايات والديكورات والثريات والسيارات وفرش الأرضية الصناعية (الموكيت والسيراميك وغيره)، وحل التناحر والتفاخر والخصام في المراكز العلمية، ولم يعد هناك قدوه علمية مؤثرة، وغابت الجوانب الإبداعية البحثية وضل الناس وسيطر أهل الثقة، وغاب أهل الذكر، كما لعبت أفكار المنهزمين وكتاباتهم دوراً رئيساً في تفتيت القاعدة العلمية الفاعلة سياسياً واقتصادياً وإعلامياً واجتماعياً، وانشغل العلميون الشرفاء بتحصيل الرزق وطبع غيرهم المذكرات الدراسية وباعها للدارسين وتفشت ظواهر الدروس الخصوصية وتخلت الدول الإسلامية عن العلميين واهتمت بالفنانين، والكرويين، والرسامين بطريقة غير سوية، كما لعبت السياسة دوراً غريباً في مطاردة بعض الكوادر العلمية القيادية، وغاب الدور الثقافي لأستاذ الجامعة وانتهى دوره السياسي والاجتماعي له وغابت القاعدة العلمية الفاعلة، وفشلت بعض المشاريع الانفعالية في بناء تلك القاعدة العلمية الفاعلة، فضاع العلم والعلماء على موائد اللئام والمتسلقين والانتهازيين واجتذت جذور المخلصين من المختبرات العلمية فجاء السؤال ملحاً ومؤلماً وموجعاً لماذا تأخر المسلمون؟.
9ـ غياب العمل بروح الفريق (أو الجماعة):
فقد ترتب على الأسباب والظواهر السابقة سيادة الأنانية والنزعة الفردية الانتهازية فغابت روح الجماعة أو الفريق والعمل من أجل الجميع، وحل الشقاق والنزاع والحقد والوهن محل التعاون والحب والألفة في المراكز العلمية. ولم يعد هناك جدية في العمل ولا أهمية للوقت والجهد والمال وانتهت صلاحية البحث العلمي بمجرد مناقشة الرسالة العلمية وتحكيهما وحصول الباحث على الدرجة العلمية أو الجائزة التقديرية والتشجيعية وشهادات التميز والتفوق والجوائز المالية.
10ـ غياب الأمانة العلمية:
فالأمانة العلمية تؤدي إلى توجيه البحث العلمي وجهود الباحثين العلميين إلى الغابة الأصيلة لخدمة الأمة وانعدام الأمانة العلمية يؤدي إلى توجيه البحث العلمي للحصول على الرخص الجامعية والمناصب الإدارية وهذا كله محصله نهائية للأسباب والأعراض السابقة.
خاتمة:
كانت هذه عشرة أسباب أراها قد تسببت في تخلفنا العلمي وهي أسباب وأعراض لضعف المسلمين وانهزامهم، فإذا أضفنا إلى ذلك أن هذا التخلف لازمه تقدم علمي مادي تقني لأعداء الأمة فظهرت الهوة سحيقة بين المسلمين أصحاب القيم وبين الماديين أصحاب الشهوات والتعمير المادي للدنيا.
وإذا توجهنا إلى السياسيين المسلمين والاقتصاديين المسلمين والصناعيين المسلمين وسألناهم نفس السؤال لجاء كل منهم بعشرة أسباب في مجال تخصصه.
والآن وجب علينا جميعاً العمل على تخليص أمتنا من هذا الوهن والتخلف وإلا كانت مسؤليتنا كبيرة أمام رب العباد والعباد.
د: نظمي خليل أبو العطا موسى
ـ يطرح هذا السؤال أهم قضية خرجنا بها من الباب الخلفي للقرن العشرين الميلادي، فقد خرجنا من هذا الباب محمولين على نقالة المتخلفين عن دخول بوابة الواحد والعشرين وغير المسموح لهم بالدخول.
ـ فنحن أمة فرض الله عليها أن تقود البشرية من الظلمات إلى النور، فإذا بنا نصبح أعجوبة البشرية، فقد تخلينا عن ما كُلِّفنا به وتخلفنا عن الذين بُعثنا لنخرجهم من الظلمات إلى النور.
ولتخلف المسلمين العديد من الأسباب العلمية والتربوية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
ـ وسأقصر حديثي على النواحي العلمية والتربوية فهذا مجال تخصصي فمن وجهة نظري، ومن خلال تجربتي، ومعايشتي لآلام أمتي، وتألمي لتألُّمها أرى أننا قوم تخلفنا عن ركب الحضارة، وتخلينا عن دورنا القيادي والريادي في القرنين الميلاديين الماضيين للأسباب العلمية والتربوية والأخلاقية التالية:
1 ـ تحول تحصيل العلم وتعلُّمه في حياتنا من العبادة إلى الشهادة:
ـ فعندما تعلمنا أن العلم تحصيل عبادة، وأن مجلس علم خير من عبادة سبعين سنة، حملنا مشعل الحضارة تنفيذاً وطاعة وتسليماً لأمر ربنا سبحانه وتعالى: )اقرأ (،ومن فهمنا لديننا لم تكن قراءتنا قراءة حب في السيادة والقيادة الطاغية، بل كانت قراءة قوم بعثهم الله لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.
ـ لقد كانت قراءتنا قراءة موجهة أخلاقياً هادفاً سامية المقصد، فهي قراءة باسم الله رب كل شيء ومليكه، وعلى منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق هي قراءة عباد أيقنوا وامتثلوا لأمر ربهم الذي قال لهم: )اقرأ باسم ربك الذي خلق (ولم تكن قراءتنا قراءة كهنوتية انعزالية، بل كانت قراءة علمية تقنية واعية فهي قراءة )باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق (فكانت هذا الآية أول توجيه رباني للمسلمين بأن تكون قراءتهم قراءة علم، ودراية وفقه )فالعَلَق (كما نعلم هي البويضة المخصَّبة عندما تعْلَق بجدار الرحم، ومن هنا انطلق المسلمون في حياتهم العلمية انطلاقة واعية فاكتشفوا الدورة الدموية الصغرى، وصححوا نظريات الضوء والبصر الخاطئة، ومارسوا التشريح وصنعوا أدواته وصنفوا مصنفاته، ودرسوا علوم التصنيف والبيئة والبلدان والأجناس وغدى العلم النافع هو الشغل الشاغل حتى لعوام المسلمين فألف الجزار، والخياط، والحداد، والبنَّاء، والصياد، والفسخاني كتباً علمية أبهرت البشرية، وأنارت لها حياتها العلمية.
ـ وعندما استيقن المسلمون أن تحصيل العلم ونشره عبادة، أوقفوا أموالهم على بناء المؤسسات العلمية والتربوية، وبنوا المدارس، والرُّبط، والمحاضر، والمكاتب، وشيدوا المكتبات، ودور الحكمة والبيمارستانات (أي: المصحات)، وشاركت المرأة المسلمة بأموالها وجهودها في الوقف التعليمي، وانتشرت دكاكين الوراقين والنسَّاخين، ووزنت بعض الكتب بالذهب، وتبنّى الخلفاءُ والأمراء والوجهاء والأعيان والأغنياء رعاية المتعلمين؛ كل هذا قناعة من المسلمين أن تحصيل العلم وتعلمه عبادة.
الاحتكاك الحضاري بين المسلمين والغرب:
ـ مع أول احتكاك حضاري عسكري بين المسلمين وأعدائهم في الغرب، وفت الحضارة العلمية الإسلامية قوية أمام الغزو الحضاري العسكري، وانهزمت الحضارة الغربية أمام الحضارة الإسلامية، (وتأثرت الحضارة الغربية بالحضارة الإسلامية كثيراً)...
ـ وفي مسلسل طويل من المؤامرات السياسية والعسكرية نفذ أعداء الأمة إلى مراكز دفاعاتها العلمية وبدأ أول مخطط استعماري بتوظيف أبناء المسلمين وتضيغهم دنيوياً على أساس الشهادة (الدرجة العلمية)، فخطط أعداء الأمة إلى العلم من العبادة للشهادة، فبدأ ينحسر العلم النافع من حياتنا وبدأت النكبة الكبرى وتخلف المسلمون عن ركب الحضارة بفعل السياسة الاستعمارية الدنلوبية الصليبية العَلْمانية فكانت النتيجة النهائية أن طرحنا هذا السؤال (لماذا تأخر المسلمون؟) على مداخل القرن الواحد والعشرين الميلادي.
ـ فطرح السؤال في هذا الوقت بالذات يؤكد على أهميته لخطورة الموقف الحضاري للمسلمين
2ـ غياب التربية الإبداعية من حياتنا العلمية:
حيث يغلب على التعليم والتعلم في مؤسساتنا العلمية والتربوية، أساليب الحفظ والصمِّ والاستظهار وتحصيل المعارف النظرية، وتحولت كتبنا إلى متون ومختصرات بلا شروح ولا توضيح، فهي موجزات في العلوم يحفظها المعلمون والدارسون عن ظهر قلب وتجملها المتعلم ولم يَحْمِلهَا، ويردد الطلاب تلك المتون طوال العام حتى لا ننسى، ويهرعون إلى أوراق الإجابة ليفرغونها من ذاكرتهم فيها، وتحول المعلم الماهر في هذا الجو إلى (منافستو) يردد ما يحفظ على طلابه وأصبح المعلم معلم سبورة مرتّبة منسقة منظمة وملخص سبوري وجيز وشامل.
ـ وغابت من حياتنا العلمية والتربوية أساليب تنمية الفكر الإبداعي والعلمي، وأساليب العصف (أو القصف) الذهني، ومناهج البحث، والتعلم الذاتي، وأساليب حل المشكلات، والمناهج الاستقصائية، وكلما كانت المناهج التعليمية موجزة، وبعيدة عن المناحي العلمية التربوية الحديثة، كلما هدأ المعلمون والطلاب وأولياء أمورهم، والقائمون على أمر العملية التعليمية /التعليمية وإدارتها/.
ـ واستناداً على هذا المنحى الخطير في حياتنا العلمية جاءت اختباراتنا العلمية تقيس الحفظ والصم والاستظهار، أما أسئلة المستويات العليا من تفكير، وحل مشكلات، وقراءة علاقات وتحليل وتركيب وتفسير المعطيات والبيانات فهي في نظر الطلاب وأولياء أمورهم والمعلمين والقائمين على أمر التعليم، هي في نظرهم أسئلة تعقيدية غَرْبِيَّة، وغريبة علينا، ولا نراها إلاَّ من مدارس غير المسلمين وكتبهم أو نراها منقولة مشوهة غريبة في بعض مؤسساتنا وهذا المنحى الخطير حطم الحياة العلمية الإبداعية لأبناء المسلمين وحال دون إبداعهم.
ـ وغابت من حياتنا العلمية والتعليمية المشروعات العلمية المنمية للقدرات العلمية للدارسين وسادت المشروعات سابقة التجهيز والمعدة للدارسين من قبل متعهدين مختصين.
3ـ الانفصام بين العلم والدين في حياة المسلمين:
فكما نعلم فقد كزج القرآن الكريم بين العلم والدين مزجاً لا فكاك فيه، ولم يعرف المسلمون ذلك الانفصام بين العلم والدين، فسمّى الله سبحانه وتعالى الوحي في قرآنه علم، وجعل الله العلم طريق الفهم وتصديق الوحي. قال تعالى: )فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم ([آل عمران: 61]. وقال تعالى: )ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذاً من الظالمين ([البقرة: 145].قال المفسرون: من بعد ما جاءك من العلم، أي: الدين.
وحوى القرآن الكريم آيات للضبط العلمي التجريبي، وآيات في علم الفلك، وعلم النبات، وعلم الحيوان، وعلم الأرض، وعلم المياه، وعلم الأجنة، وعلم الفيزياء، وعلم الكيمياء، وغير ذلك من العلوم الكونية، وعندما علم المسلمون ذلك بنيت حضارتهم على الارتباط الوثيق بين العلم والدين، فجاءت حضارتهم حضارة علمية متزنة.
ـ وعندما حل الفكر العَلْماني الغربي الكنسي بفعل السياسة الاستعمارية الدنلوبية في حياة المسلمين وبفعل الفهم الخاطىء للدنيا والدين عند متأخري المسلمين حدث هذا التدهور العلمي الخطير مما أدّى إلى تخلفنا في نهاية القرن العشرين.
ـ وهنا يسأل سائل ويقول: الغرب فعل ذلك وفصل الدنيا عن الدين وتقدم علمياً. نقول له:
نحن أمة لها خصائصها الربانية الإيمانية التي كلفنا الله بها وبدينا عليها تقدمنا، وإذا تخلينا عن دورنا وفقدنا تلك الخصائص الإسلامية فقدنا تميزنا وتقدمنا وريادتنا للبشرية، وهذا ما أثبتته الوقائع والأيام، فطالما هناك مسلمون لابد أن يكون هناك إسلام، وإذا اختفى العمل بالإسلام اختفى المسلمون وهذا ما حدث لنا في القرن العشرين عندما تخلينا عن جعل الدين منهج حياة.
وهنا يجب فهم سنة الله في غير المسلمين، فالله يمد لهم ويستدرجهم. قال تعالى: )فلما نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء ([الأنعام: 44].
قال تعالى: )حتى إذا فرحوا بها أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مٌبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ([الأنعام: 44 ـ 45].
ـ فمن رحمة الله بنا أننا إذا ابتعدنا عن منهج ربنا تخلفنا لنفيق قبل وقوع العذاب المبين وننغمس في الشهوات كما هو الحال في الغرب والبلاد العلمانية.
4ـ غياب الدور القيادي والريادي لأهل العلم:
فقد غابت القدوة العلمية من حياة المسلمين وتحولت المثل العليا إلى أنماط أخرى في المجتمع لا علاقة لها غالباً بالعلم والعلماء، ولم يعد للمعلمين والأساتذة في العلوم الدور القيادي في حياتنا اليومية ولم يعد المجتمع يعيرهم الاهتمام الكافي والمفروض كما يفعلون مع الممثلين والمغنيين ولاعبي الكرة ورجال الأعمال والسياسيين وغيرهم، ففقد العلم دوره في قيادة الأمة، وغاب العلماء عن الحياة ووسد الأمر العلمي لغير أهله، واتخذ الناس رؤوساً جُهّالاً، فكانت النتيجة التي حذرنا منها صلى الله عليه وسلم من اتخاذ (الرؤوس الجُهّال) بانتزاع الله للعلماء، وترتب على ذلك هذا التخلف العلمي المشين والذي ترتب عليه التخلف التقني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.
5ـ الاستغراق في الجدليات:
فقد ساد في حياتنا نوع من الجدل المرضي (بفتح الميم والراء) الجدل المؤدي للوقوف عند الحد النظري للمفاهيم، فشبّ الجدل والمراء والخلاف وتهنا بين الأصالة والمعاصرة والتسيير والتخيير، والرأسمالية والشيوعية، والتطبيع والمقاطعة، وهل العلمانية هي المخرج أم الإسلام هو الحل وظهرت مصطلحات الإسلام السياسي، والإسلام الصحيح، والإرهاب الفكري والكفري، والتظليم والتنوير، والتقدمية والرجعية، والأصولية والتطرف، وهكذا استغرقنا في الجدل ثم تمزقنا بعدد اتجاهات الجدل ومصطلحاته، لم نرفع بالعلم رأساً، وهنا وصلنا للحال الذي أصبحنا فيه مضطرين للإجابة على هذا السؤال المخزي لماذا تخلف المسلمون؟.
6ـ توسيد الأمر لغير أهله:
فالعلم لم ينتزع من بيننا كما قلنا سابقاً ولكن قل العلماء، ووسد الأمر لغير أهله وتطاول الجهلاء على العلماء، واللاحقين على السابقين، فكانت كل المشكلات العلمية التي غرقت فيها الأمة في القرن الميلادي الماضي ومن المؤسف أن تولّى قيادة العلماء من ليس منهم، وأصحاب الجهل المركب صاروا في الصدارة فوصلنا إلى النتيجة المحتومة وهي التخلف العلمي والتخبط العلمي، والانهيار العلمي للمسلمين فطرح السؤال نفسه بإلحاح غريب. لماذا تخلف المسلمون؟!.
7ـ سيادة فكر المنهزمين من بني جلدتنا وكتاباتهم:
فعندما اجتاحت جحافل التتار والصليبيين ديار المسلمين، كانت الأمة رغم كل القواصم التتارية والصليبية كانت ذات أجهزة مناعية قوية، قادرة بفضل الله على تعرّف الدخيل والعميل، وكان علماء الأمة ومفكروها من الإخلاص وصواب العمل والفطنة فعرفوا كيف يخرجون بأمتنا من هذه القواصم والنكبات ويحولونها بفضل من الله، ثم بفضل إخلاصهم وعلمهم، حولوها إلى منطلقات لتحرير إرادة الأمة وعقيدتها وعملها وتقويتها.
ـ أما نكبتنا اليوم فقد استعصت على العلاج بعدما تمكن أعداء الأمة من النفاذ إلى عقول وقلوب ونفوس بعض أبنائها وفتح أعداء الأمة المجال لهؤلاء المنهزمين ولقيوهم بألقاب براقة فانتشرت أفكارهم وتحليلاتهم وكتاباتهم فصوروا لأمتنا أن لا خلاص لها إلا بالسّير في ركب أعدائها، وشغلوا الأمة بحكايات ألف ليلة وليلة، والأغاني للأصفهاني، فتصور شباب الأمة أن هذا تاريخ أمته وسببوا للقيادات العلمية الشابة التي تعلمت ودرست في ديارهم أن سبب تخلف أمتنا تمسكنا بالإسلام، لذلك فالطريق للتقدم عندهم هو طريق العلمانية المؤدي للخروج على الدين والقيم الأصيلة، فأصبح الحديث النبوي عندهم شك وأوهام وكذب، والدين عبادات ورقائق، أما المعاملات، وتعمير الكون، وتحصيل العلم النافع ونشره فعودة إلى التخلف، فلم ينشغل شبابنا بالتخلف العلمي والتقني والتربوي لأمته طوال القرن العشرين لانشغال القيادات الفكرية في الأمة بكل شيء إلا التخلف العلمي الذي نعيش فيه، ولم يكتب أحدهم يوماً مدافعاً عن البحث العلمي التجريبي، وباحثيه المقهورين والمدفونين في مختبرات العلوم والتقنية لا يعلم أحدٌ عنهم عشر معشار ما يعلم عن أبطال ألف ليلة وليلة، والكرويين والممثلين فطرح السؤال نفسه، لماذا تخلف المسلمون؟!.
8ـ غياب القاعدة العلمية الفاعلة:
فقد ترتب على تحويل العلم من العبادة إلى الشهادة أن ذهبت همة الناس وانصرفت إلى الحصول على الرخص العلمية، والرواتب الشهرية والمناصب الإدارية وتحول العلميون إلى موظفين إداريين، وهدف التعليم إلى تخريج موظفين، والبحوث العلمية للترقية وعندما وسد الأمر لغير أهله وهجرت العقول العلمية والكوادر العلمية مراكز البحوث إما هرباً إلى ديار غير المسلمين أو نزوحاً إلى مراكز الإعارات المادية، فاستنفرت أوروبا واستقطبت الكوادر العلمية المبدعة والفائقة والذكية من العالم الإسلامي، وانشغل الباقون باستثمار أموالهم التي حصلوا عليها من الإعارة، واتجهوا نحو البنايات والديكورات والثريات والسيارات وفرش الأرضية الصناعية (الموكيت والسيراميك وغيره)، وحل التناحر والتفاخر والخصام في المراكز العلمية، ولم يعد هناك قدوه علمية مؤثرة، وغابت الجوانب الإبداعية البحثية وضل الناس وسيطر أهل الثقة، وغاب أهل الذكر، كما لعبت أفكار المنهزمين وكتاباتهم دوراً رئيساً في تفتيت القاعدة العلمية الفاعلة سياسياً واقتصادياً وإعلامياً واجتماعياً، وانشغل العلميون الشرفاء بتحصيل الرزق وطبع غيرهم المذكرات الدراسية وباعها للدارسين وتفشت ظواهر الدروس الخصوصية وتخلت الدول الإسلامية عن العلميين واهتمت بالفنانين، والكرويين، والرسامين بطريقة غير سوية، كما لعبت السياسة دوراً غريباً في مطاردة بعض الكوادر العلمية القيادية، وغاب الدور الثقافي لأستاذ الجامعة وانتهى دوره السياسي والاجتماعي له وغابت القاعدة العلمية الفاعلة، وفشلت بعض المشاريع الانفعالية في بناء تلك القاعدة العلمية الفاعلة، فضاع العلم والعلماء على موائد اللئام والمتسلقين والانتهازيين واجتذت جذور المخلصين من المختبرات العلمية فجاء السؤال ملحاً ومؤلماً وموجعاً لماذا تأخر المسلمون؟.
9ـ غياب العمل بروح الفريق (أو الجماعة):
فقد ترتب على الأسباب والظواهر السابقة سيادة الأنانية والنزعة الفردية الانتهازية فغابت روح الجماعة أو الفريق والعمل من أجل الجميع، وحل الشقاق والنزاع والحقد والوهن محل التعاون والحب والألفة في المراكز العلمية. ولم يعد هناك جدية في العمل ولا أهمية للوقت والجهد والمال وانتهت صلاحية البحث العلمي بمجرد مناقشة الرسالة العلمية وتحكيهما وحصول الباحث على الدرجة العلمية أو الجائزة التقديرية والتشجيعية وشهادات التميز والتفوق والجوائز المالية.
10ـ غياب الأمانة العلمية:
فالأمانة العلمية تؤدي إلى توجيه البحث العلمي وجهود الباحثين العلميين إلى الغابة الأصيلة لخدمة الأمة وانعدام الأمانة العلمية يؤدي إلى توجيه البحث العلمي للحصول على الرخص الجامعية والمناصب الإدارية وهذا كله محصله نهائية للأسباب والأعراض السابقة.
خاتمة:
كانت هذه عشرة أسباب أراها قد تسببت في تخلفنا العلمي وهي أسباب وأعراض لضعف المسلمين وانهزامهم، فإذا أضفنا إلى ذلك أن هذا التخلف لازمه تقدم علمي مادي تقني لأعداء الأمة فظهرت الهوة سحيقة بين المسلمين أصحاب القيم وبين الماديين أصحاب الشهوات والتعمير المادي للدنيا.
وإذا توجهنا إلى السياسيين المسلمين والاقتصاديين المسلمين والصناعيين المسلمين وسألناهم نفس السؤال لجاء كل منهم بعشرة أسباب في مجال تخصصه.
والآن وجب علينا جميعاً العمل على تخليص أمتنا من هذا الوهن والتخلف وإلا كانت مسؤليتنا كبيرة أمام رب العباد والعباد.
الأحد، ٢٤ مايو ٢٠٠٩
لماذا يكرهنا العرب
لماذا يكره العرب مصر..؟
23/8/2008
ثقافتنا هي التي تشكل هويتنا وشخصيتنا، فمتي نقرأ ونعرف من نحن ، ونكتب سطوراً في تاريخ قد نكون جزءاً منه، وإذا كانت القومية العربية هي تلك الثقافة التي شكلت هويتنا في الستينات فنحن الآن لا نعرف معناها، بل لانعرف من أين أتي لنا هذا المصطلح وأطلقنا حكماً بالتخلف الحضاري علي من يعيش زمن الوحدة في هذا الوقت..!! ونحن في القرن الـ 21 ، أصبحت القومية العربية مجرد محطة أتوبيس ، علي الرغم من أنها كانت واقعاً عندما أعلن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر «الجمهورية العربية المتحدة» عام 1958 وأصبحت مشاكلنا اليوم تتلخص في: لماذا يكره العرب مصر؟ ولماذا تحتمل مصر دائماً ثمن الدفاع عن العروبة؟ ولماذا مصر متهمة بالخيانة لأنه وقعت إتفاقية السلام سؤال يطرح نفسه لماذا يكره العرب المصريين علي كافة المستويات سياسياً وثقافياً ورياضياً لدرجة أن العامل المصري يهان ليل نهار والحكومة المصرية لا تحرك ساكناً..!! صحفي كويتي يدعي فؤاد الهاشم لخص منطق تعامل الكويتيين مع العمالة المصرية قائلاً: هل أكتشفوا فجأة أن للمواطن المصري كرامة؟ مدعياً أن الحكومة المصرية وضعت سعراً للمواطن المصري عندما يموت في حادث فتقوم بتعويض أسرته بمبلغ 2000 جنية مصري أي ما يعادل مائة دينار كويتي حوالي اربعمائة دولار أمريكي، أي ما يساوي سعر غسالة كورية في السوق الحرة بمطار القاهرة قول هذا الصحفي جاء رداً علي الثورة العامة في الشارع المصري ضد الكويت بعد قصة تعذيب شابين مصريين بماء النار في أقسام الشرطة الكويتية!! ومنع علي أثر تلك المشكلة تداول ثلاث صحف مصرية هي الوفد والجمهورية والمساء داخل الكويت بعد تعرضهما بالنقد لوقائع التعذيب..الإضطهاد ليس مقصوراً علي الكويت فحسب بل علي جميع دول الخليج وخاصة السعودية وهذا ما جعلنا نبحث عن السبب النفسي أو السياسي لكره العرب للمصريين. اللواء وجيه عفيفي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية يؤكد أن العرب يشعرون بالحقد الشديد تجاه المصريين لعدة إعتبارات أولها أن مصر فتحت أبوابها للحابل والنابل من العرب دون أن يكون هناك نوع من إحترام المواطن المصري في بلدة فيما أكثر الجرائم التي يرتكبها العرب في مصر.. وحينما يحل المواطن العربي ضيفاً علي مصر يعامل معاملة حسنة قد لا يلقاها المواطن المصري نفسه والعكس صحيح، فمعظم دول الخليج العربي تكن نوعاً من الحقد والكراهية وهذا يبدو نتيجة غياب الحضارة عن هذه الدول، لأن معظم هذه الدويلات كانت صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، ولولا نعمة البترول لتغيرت الأحوال تماماً.!! وأشار عفيفي أن المملكة العربية السعودية التي تسعي لأخذ دور مصر في المنطقة العربية وذلك نتيجة غياب دور وزارة الخارجية المصرية وعدم فعاليتها ويبدو غريباً أن مصر وقفت عاجزة أمام هذه الدول بالرغم من أنها اعطتهم الدعاية الكاملة من كافة الأجهزة وفي كل المجالات الثقافية والتعليمية والإدارية وكل مناحي الحياة فنحن الاستاذ والمعلم لكل الدول العربية، حيث ظلت مصر توفد الي هذه الدول معظم المدرسين والعاملين بكافة اجهزة الدولة والعمل علي تنميتهم وإزالة الثقافة الدعوية من تاريخهم، كما لعب الأزهر الشريف دورا اساسياً في إستقطاب الشباب العربي وتخرج منه العلماء الذي نكن لهم الإحترام..وأكد أن مصر لم تستطع أن تغير سياسة العنصرية تجاه العاملين المصريين ، ووضع شروطاً قاسية عليهم كشرط الكفيل الأمر الذي يؤكد سوء هذه الأنظمة وعنصريتها، ويبدو أن التسامح المصري قد شجع هذه الدول علي توجيه الإساءات والإهانات في معظم دول الخليج للمصريين العاملين بها ولمصر كلها، وأطالب بإعادة النظر في التعامل مع هذه الدول المتخلفة والأنظمة العنصرية وأن يكون لمصر دوراً سياسياً وريادياً وإعادة كرامة المواطن المصري مرة أخري.. وحيد الأقصري رئيس حزب مصر العربي الإشتراكي يقول أنه قد تكون هناك تجاوزات من بعض الأخوة العرب، لذلك لا يجب أن نلجأ إلي التعميم وأعترض علي مصطلح «كره العرب للمصريين» ولو افترضنا ذلك جدلاً فالعرب لا يكرهون المصريين بقدر ما يكرهون النظام المصري وذلك منذ توقيع إتفاقية كامب ديفيد الذي وقع عليها السادات وهو ما أدي إلي إنقلاب الأمور والشعور بالضيق من المصريين، أما التجاوزات التي تحدث للمصريين وإهانتهم فهي مسئولية الحكومة المصرية التي أضاعت هيبة وكرامة العامل المصري والمواطن في بلدة مصر أولاً ومن ثم وبالتبعية يفقد كرامته في الدول العربية فالنظام لا يرعي ابناءه في الخارج ولا يحميهم والخارجية متقاعصة عن أداء دورها، فأيام عبد الناصر كان للعامل المصري في البلاد العربية كرامته المصانة وحقه المكفول، أما الآن تغير الحال والمسئول هو الحكومة أولاً وأخيراً!! الدكتورة. إيمان الشريف استاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تؤكد أن السبب الرئيسي لكرة العرب للمصريين تسأل عنه القيادات السياسية وضربت مثالاً عن رب الأسرة الذي تقع عليه مسئولية تربية اولاده تربية سوية بما فيها من حب الجيران والأصدقاء ونشر الإحترام فيما بينهم والتحدث بكل ماهو جميل عن الجيران ووجودهم بجانبنا في الأزمات وتقديم المساعدات لنا ولكن ما تقوم به القيادات يعتبر مثالا سيئا في التعامل فالكل يخضع لحسابات ومصالح شخصية أو خاصة
بواسطة: السيد شكري
23/8/2008
ثقافتنا هي التي تشكل هويتنا وشخصيتنا، فمتي نقرأ ونعرف من نحن ، ونكتب سطوراً في تاريخ قد نكون جزءاً منه، وإذا كانت القومية العربية هي تلك الثقافة التي شكلت هويتنا في الستينات فنحن الآن لا نعرف معناها، بل لانعرف من أين أتي لنا هذا المصطلح وأطلقنا حكماً بالتخلف الحضاري علي من يعيش زمن الوحدة في هذا الوقت..!! ونحن في القرن الـ 21 ، أصبحت القومية العربية مجرد محطة أتوبيس ، علي الرغم من أنها كانت واقعاً عندما أعلن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر «الجمهورية العربية المتحدة» عام 1958 وأصبحت مشاكلنا اليوم تتلخص في: لماذا يكره العرب مصر؟ ولماذا تحتمل مصر دائماً ثمن الدفاع عن العروبة؟ ولماذا مصر متهمة بالخيانة لأنه وقعت إتفاقية السلام سؤال يطرح نفسه لماذا يكره العرب المصريين علي كافة المستويات سياسياً وثقافياً ورياضياً لدرجة أن العامل المصري يهان ليل نهار والحكومة المصرية لا تحرك ساكناً..!! صحفي كويتي يدعي فؤاد الهاشم لخص منطق تعامل الكويتيين مع العمالة المصرية قائلاً: هل أكتشفوا فجأة أن للمواطن المصري كرامة؟ مدعياً أن الحكومة المصرية وضعت سعراً للمواطن المصري عندما يموت في حادث فتقوم بتعويض أسرته بمبلغ 2000 جنية مصري أي ما يعادل مائة دينار كويتي حوالي اربعمائة دولار أمريكي، أي ما يساوي سعر غسالة كورية في السوق الحرة بمطار القاهرة قول هذا الصحفي جاء رداً علي الثورة العامة في الشارع المصري ضد الكويت بعد قصة تعذيب شابين مصريين بماء النار في أقسام الشرطة الكويتية!! ومنع علي أثر تلك المشكلة تداول ثلاث صحف مصرية هي الوفد والجمهورية والمساء داخل الكويت بعد تعرضهما بالنقد لوقائع التعذيب..الإضطهاد ليس مقصوراً علي الكويت فحسب بل علي جميع دول الخليج وخاصة السعودية وهذا ما جعلنا نبحث عن السبب النفسي أو السياسي لكره العرب للمصريين. اللواء وجيه عفيفي مدير المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية يؤكد أن العرب يشعرون بالحقد الشديد تجاه المصريين لعدة إعتبارات أولها أن مصر فتحت أبوابها للحابل والنابل من العرب دون أن يكون هناك نوع من إحترام المواطن المصري في بلدة فيما أكثر الجرائم التي يرتكبها العرب في مصر.. وحينما يحل المواطن العربي ضيفاً علي مصر يعامل معاملة حسنة قد لا يلقاها المواطن المصري نفسه والعكس صحيح، فمعظم دول الخليج العربي تكن نوعاً من الحقد والكراهية وهذا يبدو نتيجة غياب الحضارة عن هذه الدول، لأن معظم هذه الدويلات كانت صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، ولولا نعمة البترول لتغيرت الأحوال تماماً.!! وأشار عفيفي أن المملكة العربية السعودية التي تسعي لأخذ دور مصر في المنطقة العربية وذلك نتيجة غياب دور وزارة الخارجية المصرية وعدم فعاليتها ويبدو غريباً أن مصر وقفت عاجزة أمام هذه الدول بالرغم من أنها اعطتهم الدعاية الكاملة من كافة الأجهزة وفي كل المجالات الثقافية والتعليمية والإدارية وكل مناحي الحياة فنحن الاستاذ والمعلم لكل الدول العربية، حيث ظلت مصر توفد الي هذه الدول معظم المدرسين والعاملين بكافة اجهزة الدولة والعمل علي تنميتهم وإزالة الثقافة الدعوية من تاريخهم، كما لعب الأزهر الشريف دورا اساسياً في إستقطاب الشباب العربي وتخرج منه العلماء الذي نكن لهم الإحترام..وأكد أن مصر لم تستطع أن تغير سياسة العنصرية تجاه العاملين المصريين ، ووضع شروطاً قاسية عليهم كشرط الكفيل الأمر الذي يؤكد سوء هذه الأنظمة وعنصريتها، ويبدو أن التسامح المصري قد شجع هذه الدول علي توجيه الإساءات والإهانات في معظم دول الخليج للمصريين العاملين بها ولمصر كلها، وأطالب بإعادة النظر في التعامل مع هذه الدول المتخلفة والأنظمة العنصرية وأن يكون لمصر دوراً سياسياً وريادياً وإعادة كرامة المواطن المصري مرة أخري.. وحيد الأقصري رئيس حزب مصر العربي الإشتراكي يقول أنه قد تكون هناك تجاوزات من بعض الأخوة العرب، لذلك لا يجب أن نلجأ إلي التعميم وأعترض علي مصطلح «كره العرب للمصريين» ولو افترضنا ذلك جدلاً فالعرب لا يكرهون المصريين بقدر ما يكرهون النظام المصري وذلك منذ توقيع إتفاقية كامب ديفيد الذي وقع عليها السادات وهو ما أدي إلي إنقلاب الأمور والشعور بالضيق من المصريين، أما التجاوزات التي تحدث للمصريين وإهانتهم فهي مسئولية الحكومة المصرية التي أضاعت هيبة وكرامة العامل المصري والمواطن في بلدة مصر أولاً ومن ثم وبالتبعية يفقد كرامته في الدول العربية فالنظام لا يرعي ابناءه في الخارج ولا يحميهم والخارجية متقاعصة عن أداء دورها، فأيام عبد الناصر كان للعامل المصري في البلاد العربية كرامته المصانة وحقه المكفول، أما الآن تغير الحال والمسئول هو الحكومة أولاً وأخيراً!! الدكتورة. إيمان الشريف استاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تؤكد أن السبب الرئيسي لكرة العرب للمصريين تسأل عنه القيادات السياسية وضربت مثالاً عن رب الأسرة الذي تقع عليه مسئولية تربية اولاده تربية سوية بما فيها من حب الجيران والأصدقاء ونشر الإحترام فيما بينهم والتحدث بكل ماهو جميل عن الجيران ووجودهم بجانبنا في الأزمات وتقديم المساعدات لنا ولكن ما تقوم به القيادات يعتبر مثالا سيئا في التعامل فالكل يخضع لحسابات ومصالح شخصية أو خاصة
بواسطة: السيد شكري
السبت، ٢٣ مايو ٢٠٠٩
الجمعة، ٢٢ مايو ٢٠٠٩
جمال مبارك
جمال مبارك لـ(سي.إن.إن.) : الوقت محدود أمام عملية السلام .. ويجب إعطاء الفلسطينيين الأمل
آخر تحديث: الاثنين 18 مايو 2009 4:01 م بتوقيت القاهرة
- عمان – أ.ش.أ.
اطبع الصفحة
أكد جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي ضرورة وفاء الأطراف المعنية في منطقة الشرق الأوسط بالتزاماتها من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات خاصة أدلى بها جمال مبارك لشبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منطقة البحر الميت بالأردن ، وأذاعتها الشبكة يوم الإثنين.
وقال جمال مبارك : "إن كل المباديء الرئيسية اللازمة لبناء السلام والتوصل إلى حل الدولتين (دولة فلسطينية وإسرائيلية) معروفة للجميع ، ولكن كل ما نحتاجه هو أن تتم استعادة المصداقية ، وأن تكون هناك رغبة جادة لدى كافة الأطراف المعنية في أن تفي بالتزاماتها".
وأضاف أنه : "لو كان هناك التزام بما تم التوقيع عليه من قبل ، ولو كان هناك
التزام بحل الدولتين ، لكان قد تم السير في اتجاه السلام ، ولكن إذا لم يتم الالتزام بذلك ، فإننا لن نحصل على شيء".
وقال جمال مبارك أيضا "إن تغيير الحكومات يجب ألا يتسبب في احتجاز عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط كرهينة ، لافتا إلى أن هناك حاجة لأن
تشارك الولايات المتحدة في عملية السلام التي كانت متوقفة خلال الأعوام الثمانية الماضية ، وأكد أن هناك دولا رائدة في المنطقة - من بينها مصر - تسعى من أجل تحقيق السلام ، وأن هذه الدول ستؤيد الولايات المتحدة كثيرا لو شاركت في عملية السلام.
وأضاف "إن مجيء إدارة أمريكية جديدة والمواقف والبيانات التي تصدر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما – نفسه - ومسئولي الإدارة الأمريكية - بوجه عام - ربما تزيد من التوقعات بشأن مسألة مشاركة الولايات المتحدة في
عملية السلام".
وأعرب عن الأمل في أن يتم تعزيز هذه المواقف خلال الاجتماعات التي ستعقد في واشنطن خلال الأسابيع المقبلة وفي الخطاب الذي يعتزم الرئيس أوباما توجيهه إلى العالم الإسلامي من القاهرة أوائل شهر يونيو المقبل.
وشدد جمال مبارك على أنه لو عززت الولايات المتحدة مواقفها بالمشاركة في عملية السلام ، فإنها ستجد تأييدا من دول المنطقة.
وقال : "إن مصر والسعودية وكافة الأطراف الرئيسية في المنطقة ستؤيد الإدارة
الأمريكية ، حينما ترى أنها تسعى من أجل تحريك عملية السلام إلى الأمام" ، مضيفا أن الوقت محدود ، ويجب إعطاء الفلسطينيين الأمل في توفير الأمن لهم".
واختتم جمال مبارك تصريحاته لشبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية بقوله "إنه إذا لم نعط الفلسطينيين بعض الأمل وإذا لم يتم تحديد مسار لهم في عملية تؤدى إلى العيش في سلام وأمان ، فإنني أعتقد بأنه لن تكون هناك بداية إيجابية ومشجعة".
آخر تحديث: الاثنين 18 مايو 2009 4:01 م بتوقيت القاهرة
- عمان – أ.ش.أ.
اطبع الصفحة
أكد جمال مبارك الأمين العام المساعد وأمين السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي ضرورة وفاء الأطراف المعنية في منطقة الشرق الأوسط بالتزاماتها من أجل تحقيق السلام في المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات خاصة أدلى بها جمال مبارك لشبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منطقة البحر الميت بالأردن ، وأذاعتها الشبكة يوم الإثنين.
وقال جمال مبارك : "إن كل المباديء الرئيسية اللازمة لبناء السلام والتوصل إلى حل الدولتين (دولة فلسطينية وإسرائيلية) معروفة للجميع ، ولكن كل ما نحتاجه هو أن تتم استعادة المصداقية ، وأن تكون هناك رغبة جادة لدى كافة الأطراف المعنية في أن تفي بالتزاماتها".
وأضاف أنه : "لو كان هناك التزام بما تم التوقيع عليه من قبل ، ولو كان هناك
التزام بحل الدولتين ، لكان قد تم السير في اتجاه السلام ، ولكن إذا لم يتم الالتزام بذلك ، فإننا لن نحصل على شيء".
وقال جمال مبارك أيضا "إن تغيير الحكومات يجب ألا يتسبب في احتجاز عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط كرهينة ، لافتا إلى أن هناك حاجة لأن
تشارك الولايات المتحدة في عملية السلام التي كانت متوقفة خلال الأعوام الثمانية الماضية ، وأكد أن هناك دولا رائدة في المنطقة - من بينها مصر - تسعى من أجل تحقيق السلام ، وأن هذه الدول ستؤيد الولايات المتحدة كثيرا لو شاركت في عملية السلام.
وأضاف "إن مجيء إدارة أمريكية جديدة والمواقف والبيانات التي تصدر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما – نفسه - ومسئولي الإدارة الأمريكية - بوجه عام - ربما تزيد من التوقعات بشأن مسألة مشاركة الولايات المتحدة في
عملية السلام".
وأعرب عن الأمل في أن يتم تعزيز هذه المواقف خلال الاجتماعات التي ستعقد في واشنطن خلال الأسابيع المقبلة وفي الخطاب الذي يعتزم الرئيس أوباما توجيهه إلى العالم الإسلامي من القاهرة أوائل شهر يونيو المقبل.
وشدد جمال مبارك على أنه لو عززت الولايات المتحدة مواقفها بالمشاركة في عملية السلام ، فإنها ستجد تأييدا من دول المنطقة.
وقال : "إن مصر والسعودية وكافة الأطراف الرئيسية في المنطقة ستؤيد الإدارة
الأمريكية ، حينما ترى أنها تسعى من أجل تحريك عملية السلام إلى الأمام" ، مضيفا أن الوقت محدود ، ويجب إعطاء الفلسطينيين الأمل في توفير الأمن لهم".
واختتم جمال مبارك تصريحاته لشبكة "سي.إن.إن." الإخبارية الأمريكية بقوله "إنه إذا لم نعط الفلسطينيين بعض الأمل وإذا لم يتم تحديد مسار لهم في عملية تؤدى إلى العيش في سلام وأمان ، فإنني أعتقد بأنه لن تكون هناك بداية إيجابية ومشجعة".
الخميس، ٢١ مايو ٢٠٠٩
مصر ومطامع أستعمارية
أخبار عامة
تل أبيب تخطط لتعطيش المصريين!!
23/8/2008
ضغوط إسرائيلية وأمريكية لتحريض دول حوض النيل ضد مصر .. تل أبيب تخطط لتعطيش المصريين!!
منذ سنوات طويلة و إسرائيل لا تكل و لا تمل و تتطلع لأن تصل مياة نهر النيل إلى أراضيها بأية طريقة كانت و ذلك لأن جميع الدراسات تؤكد أنها ستواجه شحا شديدا فى المياه للسنوات طويلة قادمة و كشفت صحيفة لوبون الفرنسية فى تقرير لها قالت إن المخابرات الإسرائيلية تقوم حاليا بالتحضير لاجتماع أمني مع بعض دول حوض النيل من بينها إثيوبيا وكينيا وأوغندا وبوروندي وأريتريا للضغط على مصر مجددا لتعديل اتفاقية دول حوض النيل وخاصة بعد قرب نفاد موارد إسرائيل المائية في الضفة الغربية وطمعها في حصة من مياه النيل. وأوضحت الصحيفة أن هذه الاجتماعات تتم بصورة غير منتظمة ولكنها معروفة وتعلنها إسرائيل على الدوام مشيرة إلى أن غالبية هذه الاجتماعات تتم في إثيوبيا أو إسرائيل وأن مصر تعي وتعلم تماما المساعي الإسرائيلية لتحريض دول حوض النيل وتقديم المساعدات المالية لها لإنشاء سدود ومشروعات عملاقة على النيل بهدف تقليل كميات المياه الواردة لمصر والتعلل أمام المجتمع الدولي بأن هناك مشاريع ولابد من تقليل حصة المياه لمصر . و أكدت لوبون أن هناك ضغوطا أمريكية وإسرائيلية للتأثير على مصر من أجل دفعها لقبول بعض التعديلات على اتفاقية دول حوض النيل التي أبرمت عام 1929 والتي تعطي مصر حق استغلال 55 مليار متر مكعب من مياه النيل إضافة إلى حق الاعتراض على أية مشاريع تضر بهذه الحصة . وأكدت أنه برغم صدور حكم من محكمة العدل الدولية عام 89 ينص على أن اتفاقيات المياه شأنها شأن اتفاقيات الحدود لايجوز تعديلها إلا أن الضغوط الأمريكية والإسرئيلية التي تثير الرأي العام العالمي على مصر مازالت تتواصل لإجبارها على قبول تعديل الاتفاقية وهو ما يضر مصر . وأشارت إلى أن إسرائيل تلعب بورقة إهدار مصر كميات كبيرة من مياه النيل في الصحراء وأن بعض الدول أولى بها موضحا أن إسرائيل تحاول الضغط على مصر لتعديل الاتفاقية لإمداد إسرائيل بالمياه عبر ترعة السلام خلال السنوات الثلاثة القادمة خاصة بعد نفاد مواردها المائية في الضفة الغربية وفشل مشروعها لجر المياه عبر بالونات من تركيا بعد هزيمتها في لبنان. وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان إعادة طرح الخيارين السابقين أمام القاهرة فإما التسليم بتزويد إسرائيل بالمياه وإما نقل مخزون المياه من بحيرة ناصر إلى إثيوبيا وإجبار مصر على تمرير المياه إلى إسرائيل وشددت لوبون على أن هناك مطامع تاريخية لإسرائيل في مياه النيل مشيرة إلى أنها تغلغلت في منابع النيل من خلال عمل نحو مائة خبير إسرائيلي في دول إثيوبيا وأوغندا وتنزانيا وكينيا وارتيريا والكونغو ورواندا . و اعتبرت الصحيفة أن قضية مياه النيل قضية أمن قومي ولذلك تقوم الأجهزة المعنية بإحباط جميع المحاولات التي تهدف إلى تقليل حصة مياه النيل لمصر . وأضافت أن إسرائيل تعمل منذ سنوات مع الأجهزة الأمنية في بعض دول حوض النيل لإقامة مشاريع على منابع النيل وضفافه لافتة إلى أن تنزانيا ورواندا وبوروندي وهي من دول البحيرات العظمى شرعت بالفعل في إقامة عدة مشروعات للري وتوليد الطاقة على نهر كاجيرا على بحيرة فيكتوريا . وأوضحت أنه بالنسبة إلى بحيرة تانا وحوض النيل الأزرق فقد شرعت اثيوبيا في تنفيذ 40 مشروعا للري وتوليد الكهرباء حول حوض النيل الازرق وهناك مشروعات أخرى مازالت قيد التنفيذ منها إنشاء محطة لتوليد الكهرباء على بحيرة تانا وإنشاء سد على نهر فيشا لزارعة قصب السكر فيما تقوم المجموعة الاقتصادية الأوربية بمشروعات عدة لتوفير مياه الري للمنطقة المحيطة ببحيرة تانا وتوليد الكهرباء من البحيرة الواقعة جنوب غرب إثيوبيا بالإضافة إلى قيام روسيا ببناء سد صغير على نهر "البارو " لري عشرة آلاف فدان . وأكدت الصحيفة أنه عادة ما تستخدم مياه النيل كمادة للصراع السياسي في اتجاه مصر من قبل إثيوبيا بشكل رئيسي فهناك قضية السدود الإثيوبية التي تطرح بين الحين والآخر ومطالبتها بسحب امتيازات الحق التاريخي الذي تتمتع به مصر من المياه وموقفها الرافض للاتفاقية الموقعة بين مصر والسودان عام 1959 . و أكدت الصحيفة الفرنسية أن موقف مصر من قضية مياه النيل يكمن في اتجاهين الأول وزارة الخارجية التي تؤمن بأن مصر لا تتفاوض على حقوقها من مياه النيل وتتمسك بالمعاهدات الدولية التي أبرمت في هذا الخصوص بغض النظر عن موقف بقية الأطراف المعنية من هذه المعاهدات التي ترغب فعليا في تغييرها بحجة أنها عقدت في عهد الاستعمار مشيرة إلى أن من أهم الاتفاقيات التي توضح حقوق مصرفي مياه النيل اتفاقية مياه النيل المبرمة عام 1929بين مصر والسودان واتفاقية مياه النيل عام 1959. وأوضح أن الاتجاه الثاني يتمثل في وزارة الموارد المائية التي تؤمن من حيث المبدأ بأن النيل يمثل مجالا خصبا للتعاون بين دول حوض النيل وأن هناك كثيرا من الاتفاقيات غير المستغلة حتى الآن والتي يمكن أن تكفي الجميع من المياه. ومن ثم فلابد من أن يتم الحوار بموضوعية ويأخذ في الاعتبار احتياجات كل الأطراف و هو ما لم و لن يحدث ما دامت إسرائيل و أمريكا تقفان فى الخلفية . على جانب آخر ذكرت صحيفة جون أفريق الفرنسية رغم أن التقارير العالمية تؤكد أنه بحلول عام 2080 سيعاني 3.2 مليار شخص من نقص خطير في المياه وسيتعرض حوالي 600 مليون آخرين للمجاعة التي تهدد حياتهم بالفناء بينما سينقرض أكثر من خمس الكائنات الحية. و رغم أن الأمن القومي لمصر يتوقف على الأمن المائي وأن حصة مصر من مياه النيل لا تتعدى 55 مليار متر مكعب سنويا إلا أن هذه الحصة حين تصل إلى القاهرة لا تتجاوز 35 مليار متر مكعب فقط مشيرة إلى أن قرى الصعيد تستفيد بحوالي 25.5 مليار متر مكعب وهي كميات تكفي بصعوبة احتياجات زراعات الصعيد بينما تستهلك القاهرة والدلتا باقي الحصة . وكشف عن أن ضياع نقطة مياه واحدة يهدر حوالي 7 أمتار وهو ما يساوي سوء استخدام شقة واحدة فيما يهدر تسرب مياه صندوق طرد واحد نحو 42 مترا شهريا من المياه النقية. وأكد ت الصحيفة أن الفاقد اليومي من مياه الشرب النقية يبلغ 7 ملايين متر مكعب تمثل أكثر من 30% من الإنتاج اليومي البالغ 21 مليون متر مكعب مشيرة إلى أن هذا الفاقد يكلف الدولة استثمارات تصل إلى 7,5 مليار جنيه سنويا و هى أعلى نسبة إهدار فى دول حوض النيل . وأوضحت الصحيفة أن التكلفة الاستثمارية لإنتاج متر من المياه تبلغ حوالي ألف جنيه وأن متر الصرف الصحي يكلف الدولة أربعة آلاف جنيه لافتة إلى أنه إذا تم توفير مليون متر مكعب يوميا من المياه فإن هذا سيخفف الأعباء عن الدولة التي تتحمل ثلثي التكلفة لمتر المياه الواحد في حين يتحمل المستهلك ثلث التكلفة فقط. و أن أهم أسباب نقص المياه تتمثل في عدم التزام الفلاحين بالمساحات المقررة لزراعة الأرز حيث تصل المخالفات كل عام إلى نحو مليون فدان زيادة على المسموح به نظرا لأن الأرز يعطي عائدا كبيرا يعوض الغرامة المفروضة على الفلاح والتي تصل إلى ألف جنيه للفدان بعكس المحاصيل الأخرى كالذرة والأرز والقطن وعباد الشمس و فى نهاية أشارت الصحيفة الى ان سلوكيات مجموعة من الأفراد يمثلون كل الجنسيات من نزلاء الفنادق والقرى السياحية بمناطق سيناء والبحر الأحمر أتضح أن المصريين أكثر استهلاكا لهذه الخدمات وأقل ترشيدا للاستهلاك .
بواسطة: هناء العجمى
تل أبيب تخطط لتعطيش المصريين!!
23/8/2008
ضغوط إسرائيلية وأمريكية لتحريض دول حوض النيل ضد مصر .. تل أبيب تخطط لتعطيش المصريين!!
منذ سنوات طويلة و إسرائيل لا تكل و لا تمل و تتطلع لأن تصل مياة نهر النيل إلى أراضيها بأية طريقة كانت و ذلك لأن جميع الدراسات تؤكد أنها ستواجه شحا شديدا فى المياه للسنوات طويلة قادمة و كشفت صحيفة لوبون الفرنسية فى تقرير لها قالت إن المخابرات الإسرائيلية تقوم حاليا بالتحضير لاجتماع أمني مع بعض دول حوض النيل من بينها إثيوبيا وكينيا وأوغندا وبوروندي وأريتريا للضغط على مصر مجددا لتعديل اتفاقية دول حوض النيل وخاصة بعد قرب نفاد موارد إسرائيل المائية في الضفة الغربية وطمعها في حصة من مياه النيل. وأوضحت الصحيفة أن هذه الاجتماعات تتم بصورة غير منتظمة ولكنها معروفة وتعلنها إسرائيل على الدوام مشيرة إلى أن غالبية هذه الاجتماعات تتم في إثيوبيا أو إسرائيل وأن مصر تعي وتعلم تماما المساعي الإسرائيلية لتحريض دول حوض النيل وتقديم المساعدات المالية لها لإنشاء سدود ومشروعات عملاقة على النيل بهدف تقليل كميات المياه الواردة لمصر والتعلل أمام المجتمع الدولي بأن هناك مشاريع ولابد من تقليل حصة المياه لمصر . و أكدت لوبون أن هناك ضغوطا أمريكية وإسرائيلية للتأثير على مصر من أجل دفعها لقبول بعض التعديلات على اتفاقية دول حوض النيل التي أبرمت عام 1929 والتي تعطي مصر حق استغلال 55 مليار متر مكعب من مياه النيل إضافة إلى حق الاعتراض على أية مشاريع تضر بهذه الحصة . وأكدت أنه برغم صدور حكم من محكمة العدل الدولية عام 89 ينص على أن اتفاقيات المياه شأنها شأن اتفاقيات الحدود لايجوز تعديلها إلا أن الضغوط الأمريكية والإسرئيلية التي تثير الرأي العام العالمي على مصر مازالت تتواصل لإجبارها على قبول تعديل الاتفاقية وهو ما يضر مصر . وأشارت إلى أن إسرائيل تلعب بورقة إهدار مصر كميات كبيرة من مياه النيل في الصحراء وأن بعض الدول أولى بها موضحا أن إسرائيل تحاول الضغط على مصر لتعديل الاتفاقية لإمداد إسرائيل بالمياه عبر ترعة السلام خلال السنوات الثلاثة القادمة خاصة بعد نفاد مواردها المائية في الضفة الغربية وفشل مشروعها لجر المياه عبر بالونات من تركيا بعد هزيمتها في لبنان. وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان إعادة طرح الخيارين السابقين أمام القاهرة فإما التسليم بتزويد إسرائيل بالمياه وإما نقل مخزون المياه من بحيرة ناصر إلى إثيوبيا وإجبار مصر على تمرير المياه إلى إسرائيل وشددت لوبون على أن هناك مطامع تاريخية لإسرائيل في مياه النيل مشيرة إلى أنها تغلغلت في منابع النيل من خلال عمل نحو مائة خبير إسرائيلي في دول إثيوبيا وأوغندا وتنزانيا وكينيا وارتيريا والكونغو ورواندا . و اعتبرت الصحيفة أن قضية مياه النيل قضية أمن قومي ولذلك تقوم الأجهزة المعنية بإحباط جميع المحاولات التي تهدف إلى تقليل حصة مياه النيل لمصر . وأضافت أن إسرائيل تعمل منذ سنوات مع الأجهزة الأمنية في بعض دول حوض النيل لإقامة مشاريع على منابع النيل وضفافه لافتة إلى أن تنزانيا ورواندا وبوروندي وهي من دول البحيرات العظمى شرعت بالفعل في إقامة عدة مشروعات للري وتوليد الطاقة على نهر كاجيرا على بحيرة فيكتوريا . وأوضحت أنه بالنسبة إلى بحيرة تانا وحوض النيل الأزرق فقد شرعت اثيوبيا في تنفيذ 40 مشروعا للري وتوليد الكهرباء حول حوض النيل الازرق وهناك مشروعات أخرى مازالت قيد التنفيذ منها إنشاء محطة لتوليد الكهرباء على بحيرة تانا وإنشاء سد على نهر فيشا لزارعة قصب السكر فيما تقوم المجموعة الاقتصادية الأوربية بمشروعات عدة لتوفير مياه الري للمنطقة المحيطة ببحيرة تانا وتوليد الكهرباء من البحيرة الواقعة جنوب غرب إثيوبيا بالإضافة إلى قيام روسيا ببناء سد صغير على نهر "البارو " لري عشرة آلاف فدان . وأكدت الصحيفة أنه عادة ما تستخدم مياه النيل كمادة للصراع السياسي في اتجاه مصر من قبل إثيوبيا بشكل رئيسي فهناك قضية السدود الإثيوبية التي تطرح بين الحين والآخر ومطالبتها بسحب امتيازات الحق التاريخي الذي تتمتع به مصر من المياه وموقفها الرافض للاتفاقية الموقعة بين مصر والسودان عام 1959 . و أكدت الصحيفة الفرنسية أن موقف مصر من قضية مياه النيل يكمن في اتجاهين الأول وزارة الخارجية التي تؤمن بأن مصر لا تتفاوض على حقوقها من مياه النيل وتتمسك بالمعاهدات الدولية التي أبرمت في هذا الخصوص بغض النظر عن موقف بقية الأطراف المعنية من هذه المعاهدات التي ترغب فعليا في تغييرها بحجة أنها عقدت في عهد الاستعمار مشيرة إلى أن من أهم الاتفاقيات التي توضح حقوق مصرفي مياه النيل اتفاقية مياه النيل المبرمة عام 1929بين مصر والسودان واتفاقية مياه النيل عام 1959. وأوضح أن الاتجاه الثاني يتمثل في وزارة الموارد المائية التي تؤمن من حيث المبدأ بأن النيل يمثل مجالا خصبا للتعاون بين دول حوض النيل وأن هناك كثيرا من الاتفاقيات غير المستغلة حتى الآن والتي يمكن أن تكفي الجميع من المياه. ومن ثم فلابد من أن يتم الحوار بموضوعية ويأخذ في الاعتبار احتياجات كل الأطراف و هو ما لم و لن يحدث ما دامت إسرائيل و أمريكا تقفان فى الخلفية . على جانب آخر ذكرت صحيفة جون أفريق الفرنسية رغم أن التقارير العالمية تؤكد أنه بحلول عام 2080 سيعاني 3.2 مليار شخص من نقص خطير في المياه وسيتعرض حوالي 600 مليون آخرين للمجاعة التي تهدد حياتهم بالفناء بينما سينقرض أكثر من خمس الكائنات الحية. و رغم أن الأمن القومي لمصر يتوقف على الأمن المائي وأن حصة مصر من مياه النيل لا تتعدى 55 مليار متر مكعب سنويا إلا أن هذه الحصة حين تصل إلى القاهرة لا تتجاوز 35 مليار متر مكعب فقط مشيرة إلى أن قرى الصعيد تستفيد بحوالي 25.5 مليار متر مكعب وهي كميات تكفي بصعوبة احتياجات زراعات الصعيد بينما تستهلك القاهرة والدلتا باقي الحصة . وكشف عن أن ضياع نقطة مياه واحدة يهدر حوالي 7 أمتار وهو ما يساوي سوء استخدام شقة واحدة فيما يهدر تسرب مياه صندوق طرد واحد نحو 42 مترا شهريا من المياه النقية. وأكد ت الصحيفة أن الفاقد اليومي من مياه الشرب النقية يبلغ 7 ملايين متر مكعب تمثل أكثر من 30% من الإنتاج اليومي البالغ 21 مليون متر مكعب مشيرة إلى أن هذا الفاقد يكلف الدولة استثمارات تصل إلى 7,5 مليار جنيه سنويا و هى أعلى نسبة إهدار فى دول حوض النيل . وأوضحت الصحيفة أن التكلفة الاستثمارية لإنتاج متر من المياه تبلغ حوالي ألف جنيه وأن متر الصرف الصحي يكلف الدولة أربعة آلاف جنيه لافتة إلى أنه إذا تم توفير مليون متر مكعب يوميا من المياه فإن هذا سيخفف الأعباء عن الدولة التي تتحمل ثلثي التكلفة لمتر المياه الواحد في حين يتحمل المستهلك ثلث التكلفة فقط. و أن أهم أسباب نقص المياه تتمثل في عدم التزام الفلاحين بالمساحات المقررة لزراعة الأرز حيث تصل المخالفات كل عام إلى نحو مليون فدان زيادة على المسموح به نظرا لأن الأرز يعطي عائدا كبيرا يعوض الغرامة المفروضة على الفلاح والتي تصل إلى ألف جنيه للفدان بعكس المحاصيل الأخرى كالذرة والأرز والقطن وعباد الشمس و فى نهاية أشارت الصحيفة الى ان سلوكيات مجموعة من الأفراد يمثلون كل الجنسيات من نزلاء الفنادق والقرى السياحية بمناطق سيناء والبحر الأحمر أتضح أن المصريين أكثر استهلاكا لهذه الخدمات وأقل ترشيدا للاستهلاك .
بواسطة: هناء العجمى
الأربعاء، ٢٠ مايو ٢٠٠٩
الثلاثاء، ١٩ مايو ٢٠٠٩
الأحد، ١٧ مايو ٢٠٠٩
الغيرة والحقد اذا اجتمعا معا ..!
القاهرة: شهدت منطقة وادى حوف بمحافظة حلوان المصرية واقعة انتقام بشعة قبل بدء امتحانات العام الدراسى الأخيرة. انتقمت طالبة بجامعة حلوان من اثنتين من زميلاتها، قامت بسكب الزيت المغلى عليهما أثناء استغراقهما فى النوم انتقامًا منهما للخلاف علي تنظيف الشقة. مما تسبب فى اصابتهن بحروق كبيرة بالوجه ومختلف أنحاء الجسم. تم نقل المجني عليهما إلي المستشفى وتحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
تلقت اجهزة الامن بمحافظة حلوان بلاغًا من الدكتور حاتم المرسى مدير العمليات بمستشفى حلوان العام بوصول كل من شيماء محمد عبدالحميد طالبة بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان. وسمر أبوالفتوح عبدالحميد بالفرقة الثانية كلية الآداب مصابتين بحروق شديدة بالجسم والوجه .
وبحسب صحيفة "الوفد" أكدت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة الطالبة "أنوار. أ" طالبة بجامعة حلوان. وتقيم مع المجنى عليهما داخل إحدى الشقق بمنطقة وادى حوف. تم القاء القبض على الطالبة المتهمة. وتولت النيابة التحقيق .
قالت شيماء محمد عبدالحميد والتي اصيبت بحروق بمنطقة الوجه والكتف أثر سكب الزيت المغلى عليها أنها كانت فى اجازة بمنزلها بمحافظة دمياط لمدة أسبوع وعقب عودتها فوجئت بزميلاتها أنوار تتشاجر معها ومع صديقتها سمر التى تقطن معها فى ذات الغرفة بسبب عدم تنظيف الشقة. وفى صباح اليوم الثانى واثناء استغراقى فى النوم فوجئت بالمتهمة تسكب كمية من الزيت المغلى علي اثناء النوم واستيقظت وأنا فى حالة رعب وصرخت بصوت عال وفوجئت بالمتهمة تسكب باقى الزيت علي صديقتى سمر أثناء نومها أيضًا والتي هرعت فى رعب من نومها وبدأت فى الصراخ هى الأخرى وقمت بالاستعانة بصاحبة المنزل الذى نسكن فيه وتم الامساك بها وفوجئت بالمتهمة التي قامت بحرقنا بالزيت المغلى تخفى الهواتف المحمولة داخل "جردل" المياه بالحمام حتى لا نقوم بالاتصال بالاسعاف. واشارت إلي أن المتهمة قامت بتجهيز حقائبها لمغادرة الشقة .
فى السرير المقابل ترقد سمر أبوالفتوح عبدالرحمن المصابة الثانية والتى اصيبت بحروق بالساعد الأيسر والوجه نتيجة سكب الزيت المغلى قالت:" انا كنت نائمة وقت قيام المتهمة بارتكاب الواقعة كانت عقارب الساعة قد تجاوزت الساعة العاشرة صباحًا وفوجئت بشيماء تصرخ واستيقظت من نومى ووجدت المتهمة تلقى علي الزيت المغلى وحاولت المتهمة الهروب من باب الشقة ولكن لم اتركها حتي أمسكت بها.
سكتت قليلاً وقالت بعد أن غلبها الألم من اثر الحروق فى اليوم السابق نشبت مشادة كلامية بين المتهمة وصاحبة السكن حول عدم قيامها بتنظيف الشقة اثناء قيامنا بأجازة أنا وشيماء وعقب عودتنا للسكن فوجئت بها تفتعل مشاجرة وقمت بالدخول لغرفتى وتركتها بالصالة وفوجئت بها ترتكب تلك الواقعة البشعة التى دمرت ملامحى وانهمرت سمر فى البكاء بشكل هيستيرى حزنا علي نفسها.وقالت حسبى الله ونعم الوكيل .
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : السبت , 16 - 5 - 2009 الساعة : 9:36 مساءً
توقيت مكة المكرمة : الأحد , 17 - 5 - 2009 الساعة : 0:36 صباحاً
تلقت اجهزة الامن بمحافظة حلوان بلاغًا من الدكتور حاتم المرسى مدير العمليات بمستشفى حلوان العام بوصول كل من شيماء محمد عبدالحميد طالبة بكلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان. وسمر أبوالفتوح عبدالحميد بالفرقة الثانية كلية الآداب مصابتين بحروق شديدة بالجسم والوجه .
وبحسب صحيفة "الوفد" أكدت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة الطالبة "أنوار. أ" طالبة بجامعة حلوان. وتقيم مع المجنى عليهما داخل إحدى الشقق بمنطقة وادى حوف. تم القاء القبض على الطالبة المتهمة. وتولت النيابة التحقيق .
قالت شيماء محمد عبدالحميد والتي اصيبت بحروق بمنطقة الوجه والكتف أثر سكب الزيت المغلى عليها أنها كانت فى اجازة بمنزلها بمحافظة دمياط لمدة أسبوع وعقب عودتها فوجئت بزميلاتها أنوار تتشاجر معها ومع صديقتها سمر التى تقطن معها فى ذات الغرفة بسبب عدم تنظيف الشقة. وفى صباح اليوم الثانى واثناء استغراقى فى النوم فوجئت بالمتهمة تسكب كمية من الزيت المغلى علي اثناء النوم واستيقظت وأنا فى حالة رعب وصرخت بصوت عال وفوجئت بالمتهمة تسكب باقى الزيت علي صديقتى سمر أثناء نومها أيضًا والتي هرعت فى رعب من نومها وبدأت فى الصراخ هى الأخرى وقمت بالاستعانة بصاحبة المنزل الذى نسكن فيه وتم الامساك بها وفوجئت بالمتهمة التي قامت بحرقنا بالزيت المغلى تخفى الهواتف المحمولة داخل "جردل" المياه بالحمام حتى لا نقوم بالاتصال بالاسعاف. واشارت إلي أن المتهمة قامت بتجهيز حقائبها لمغادرة الشقة .
فى السرير المقابل ترقد سمر أبوالفتوح عبدالرحمن المصابة الثانية والتى اصيبت بحروق بالساعد الأيسر والوجه نتيجة سكب الزيت المغلى قالت:" انا كنت نائمة وقت قيام المتهمة بارتكاب الواقعة كانت عقارب الساعة قد تجاوزت الساعة العاشرة صباحًا وفوجئت بشيماء تصرخ واستيقظت من نومى ووجدت المتهمة تلقى علي الزيت المغلى وحاولت المتهمة الهروب من باب الشقة ولكن لم اتركها حتي أمسكت بها.
سكتت قليلاً وقالت بعد أن غلبها الألم من اثر الحروق فى اليوم السابق نشبت مشادة كلامية بين المتهمة وصاحبة السكن حول عدم قيامها بتنظيف الشقة اثناء قيامنا بأجازة أنا وشيماء وعقب عودتنا للسكن فوجئت بها تفتعل مشاجرة وقمت بالدخول لغرفتى وتركتها بالصالة وفوجئت بها ترتكب تلك الواقعة البشعة التى دمرت ملامحى وانهمرت سمر فى البكاء بشكل هيستيرى حزنا علي نفسها.وقالت حسبى الله ونعم الوكيل .
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : السبت , 16 - 5 - 2009 الساعة : 9:36 مساءً
توقيت مكة المكرمة : الأحد , 17 - 5 - 2009 الساعة : 0:36 صباحاً
السبت، ١٦ مايو ٢٠٠٩
جنتلمان من لبنان
الاربعاء, 09 يناير, 2008
بالصور مصر ترسل مجندات للتدريب داخل اسرائيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيحه لا أعــلم مدى صحتها .!!
وفل يعلم الجميع ان تلك الفضيحه وصلتني عبر الايميل
وحبيت ان تطلعوا عليها ..!!
ولكن السؤال هل يعقل مايحدث امامنا ؟؟
وهل جمهورية مصر حقاً ترسل مجندات الى إسرائيل للتدريب العسكري ؟؟
وهل جميع تلك الصور صحيحه ام مفبركه ؟؟
اتمنى ان تكون مفبركه
والجميع يعرف دور مصر المهم في القضية الفلسطينية
وبصراحة ما اتوقع من مصر الخيانة
بالصور مصر ترسل مجندات للتدريب داخل اسرائيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيحه لا أعــلم مدى صحتها .!!
وفل يعلم الجميع ان تلك الفضيحه وصلتني عبر الايميل
وحبيت ان تطلعوا عليها ..!!
ولكن السؤال هل يعقل مايحدث امامنا ؟؟
وهل جمهورية مصر حقاً ترسل مجندات الى إسرائيل للتدريب العسكري ؟؟
وهل جميع تلك الصور صحيحه ام مفبركه ؟؟
اتمنى ان تكون مفبركه
والجميع يعرف دور مصر المهم في القضية الفلسطينية
وبصراحة ما اتوقع من مصر الخيانة
الخميس، ١٤ مايو ٢٠٠٩
حرية النصارى وأبواق الشيطان
شنودة الثالث وتزييف حقائق التاريخ
بقلم / محمود القاعود
مذ أن جلس الطاغوت الصليبى ” شنودة الثالث ” على كرسى ” مار مرقص ” ليُصبح بابا النصارى الأرثوذكس من العام 1971م وحتى الآن .. منذ هذه اللحظة وشنودة يُزيّف حقائق التاريخ ويُزين لأتباعه فكرة استرداد مصر من العرب الذين احتلوها كما يُصوّر له خياله المريض ..
الطاغوت الصليبى النازى شنودة الثالث يُزور حقائق التاريخ بمنتهى الصفاقة والوقاحة وليردد من خلفه طابور طويل من الكلاب النابحة التى تدعى أن العرب احتلوا مصر وأن النصارى ” أصحاب البلد ” وأنهم أصحاب ” الحضارة والتاريخ والجغرافيا ” وأنهم ” أشرف الناس وأشجع الناس وأكرم الناس ” !!
الشحن المستمر من قبل الطاغوت الصليبى لأتباعه جعل الكثير منهم يؤمن بضرورة طرد المسلمين من مصر وإقامة الوطن الصليبى بعد 1400 عام من الاضطهاد المزعوم ، وقامت مجموعات نصرانية بتصميم ما أسموه ” العلم القبطى ” استعداداً لإعلان دولتهم التى لن تقوم لها قائمة بمشيئة الله رب العالمين ..
الطاغوت الصليبى شنودة الثالث يعتقد أن حقائق التاريخ يُمكن تزويرها بمنتهى البساطة من أجل أغراضه الخبيثة الخسيسة الرخيصة .. متجاهلاً أن حقائق التاريخ لا يُمكن تزويرها عبر مجموعة من الكلاب النابحة التى تنهش وتعض كل من يعترض على الكذب والافتراء ..
يقول شيخ المؤرخين فى العصر الحديث ” عبدالرحمن الرافعى ” فى كتابه ” تاريخ الحركة القومية فى مصر القديمة من فجر التاريخ حتى الفتح العربى ” ص 244 :
” شن ( دقلديانوس ) على المسيحيين ” الأقباط ” اضطهاداً دام نحو عشرين عاماً قاست فيها مصر الشدائد والأهوال ، واستشهد خلالها الألوف من المصريين المسيحيين ” الأقباط ” ، وقد اشتهر عهد ( دقلديانوس ) باضطهاد المسيحيين الأقباط على نحو فاق كل ما أصابهم من قبل ، وسمى عهده باسم ” عصر الشهداء ” لكثرة من استشهد فيه من المصريين المعتنقين للمسيحية ، وقد جعل الأقباط بداية التقويم القبطى سنة 284 م ، وهى السنة التى بدأ فيها حكم ( دقلديانوس ) ، وسمى عصره بحق ” عصر الشهداء ” وتخليداً لذكرى أولئك الشهداء جعلوا التقويم القبطى يبدأ بالسنة التى بدأ فيها الاضطهاد الشديد وقد كان تمسك المصريين المسيحيين الأقباط بعقيدتهم من ضروب المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الرومانى ” .أ.هـ
ويقول المؤرخ الشهير ” المقريزى ” عن اضطهاد نصارى مصر على يد دقلديانوس قبل دخول الإسلام العظيم:
” إنه أوقع بالنصارى فاستباح دماءهم وغلق كنائسهم ومنع من دين النصارى وحمل الناس على عبادة الأصنام ، وبالغ فى الإسراف فى قتل النصارى ، وكان لا يفتر يوماً واحداً يحرق كنائسهم ويعذب رجالهم ويطلب من استتر منهم أو هرب ، يُريد بذلك قطع أثر النصارى وإبطال دين النصرانية من الأرض ، فلهذا اتخذوا ابتداء دقلديانوس تاريخاً ” أ.هـ ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ) .
إذاً اضطهاد النصارى على يد الرومان حقيقة لا ينكرها إلا كل حاقد زنيم .. ولقد بلغ من شدة الاضطهاد آنذاك أن قام الأنبا “ بنيامين ” بطريرك النصارى بالاختباء عشر سنوات قبل الفتح الإسلامى المجيد .. حتى جاء الفارس العظيم ” عمرو بن العاص “- الذى يطعن صبيان شنودة فى عرضه وعرض أمه - وصحبه الكرام البررة رضى الله عنهم أجمعين ، حاملاً راية : لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وليُؤمّن الأنبا بنيامين على حياته وليمنحه الحرية ، ولينهى عصور الاضطهاد الإجرامية التى عاشها نصارى مصر تحت حكم الرومان ..
يقول أحد أكبر علماء النصارى الإنجليز الدكتور ” الفرد بتلر ” عن الفتح الإسلامى لمصر :
” إن القبط نالوا فى أول الفتح العربى كل ما يتصوره العقل ويُبيحه من الحرية .
كان العرب على ما يلوح لنا أخف وطأة من الرومان فى جباية الأموال ، إذ كان مقدار الجزية والضرائب الذى اتفقوا عليه فى عهد الصلح أخف حملاً على الناس وأقل إحراجاً لهم .
قال الأب بنيامين بطريرك المسيحيين بعد الفتح الإسلامى ولقائه بعمرو بن العاص : ” كنت فى بلدى وهو الإسكندرية ، فوجدت بها أمناً من الخوف ، واطمئناناً بعد البلاء ، وقد صرف الله عنا اضطهاد الكفرة وبأسهم ” والكفرة هنا هم الرومان المسيحيون الذين اضطهدوا المسيحيين المصريين …
يقول بتلر عن موقف الأقباط بعد فتح العرب لمصر : إذن فما كان أعظم ابتهاج القبط بخلاصهم مما كانوا فيه ، فقد خرجوا من عهد ظلم وعسف تطاول بهم ، وهوت بهم إليه حماقة البيزنطيين ، وآل أمرهم بعد خروجهم منه إلى عهد من السلام والطمأنينة هو عهد العرب ، وكانوا من قبل تحت نيرين من ظلم حكام الدنيا واضطهاد أهل الدين ، فأصبحوا وقد فك من قيدهم فى أمور الدنيا ، وأرخى من عنانهم ، وأما دينهم فقد صاروا فيه إلأى تنفس حر وأمر طليق .
وقد يُقال إن حكامهم الجدد – أى العرب – قد أدخلوا إلى الأرض ديناً غريباً غير دين المسيح ، وهذا حق ، غير أنهم لم يروا فى ذلك إلا عدلاً من الله ، إذ جمع الناس على قول واحد ، فقالوا : ما خرج الروم من الأرض وانتصر عليهم المسلمون إلا لما ارتكبه هرقل من الكبائر ، وما أنزله بالقبط وملتهم ، فقد كا هذا سبب ضياع أمر الروم وفتح المسلمين لبلاد مصر ” أ. هـ ( الفتح العربى لمصر – الدكتور الفريد بتلر ، ترجمة : محمد فريد أبو حديد ) .
وشهد شاهد من أهلها .. نصارى الغرب يعترفون بأفضال الإسلام على مصر ونصارى مصر .. ولكن المجرم شنودة الثالث يرد الجميل بتحريض النصارى على شتم وسب ولعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والدعوة لطرد المسلمين من وطنهم وبلدهم مصر ..
يُصور الطاغوت الصليبى شنودة الثالث لأتباعه أن 80 مليون مسلم مصرى الآن جميعهم جاء من الجزيرة العربية !! وهذا لعمر الله سخف وكذب ودجل وافتراء على العقل والمنطق …
إن من دخلوا مصر مع سيدنا عمرو بن العاص لا يتجاوزن بضعة آلاف .. فكيف لهؤلاء أن يتحولوا إلى 80 مليون !؟
الواقع يقول أن النصارى دخلوا فى الإسلام أفواجاً وبمحض إرادتهم .. فالنصارى الذين قاوموا الرومان وقُتل منهم الآلاف على يد دقلديانوس .. ما كان لهم ليعتنقوا الإسلام تحت وطأة التعذيب أو الاضطهاد أو ما يُسميها صبيان شنودة بـ ” الأسلمة ” … هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل دينهم النصرانى لم يكن ليرهبهم العرب .. كما لم يرهبوا الرومان .. ولكنهم عرفوا الحق واتبعوه .. وبقيت القلة الضئيلة العابثة على دينها النصرانى دون أن يمسسها سوء ..
المصريون أكثر الشعوب على وجه الأرض تديناً .. قلنا هذا الكلام قبل صدور الدراسات الحديثة التى تؤكد هذا الأمر .. منذ أيام الفراعنة وحتى يومنا هذا والدين فى مصر أهم شئ فى الحياة .. حتى اللص عندما يذهب للسرقة يقول ” استرها يارب ” !!
والشاهد أن شعب بهذا التدين لا يتخلى عن دينه بسهولة إلا إذا تأكد من حقيقة الإسلام وعلم أنه الدين الحق الذى بشر به عيسى بن مريم عليه السلام .. لا يمكن أن للتعذيب والترهيب والغصب أن يُحول الشعب المصرى إلى دين آخر مهما حدث ..
يقول رجاء النقاش فى كتابه ” الانعزاليون فى مصر .. رد على لويس عوض وتوفيق الحكيم وآخرين ” ، عن أكذوبة احتلال مصر من قبل العرب :
” أما حكاية الاستعمار الاستيطانى فهى تحتاج إلى وقفة علمية متأنية . إن الحكم على العصور القديمة بمنطق العصر الحديث غير سليم ، ففى العصر الذى دخل العرب فيه مصر بل وبعد ذلك بقرون عديدة ، كانت شعوب العالم كلها تمتزج وتختلط ببعضها البعض عن طريق سلمى تارة ، وعن طريق الحرب والعنف تارة أخرى . فتاريخ الأمة الإنجليزية الحديثة مثلاً يتكون من الاختلاط العنيف القاسى بين شعوب متعددة منها البريطانيون الأوائل ، ثم القبائل الجرمانية وأهمها قبائل الإنجليز والسكسون ثم النورمان ، الذين أغاروا منذ تسعمائة سنة على إنجلترا . وكان الاختلاط والتفاعل بين هذه العناصر قاسياً عنيفاً شهد الكثير من الحروب والمذابح والمصادمات المريرة ، حتى انتهى بتكوين الأمة الإنجليزية الحديثة . ولذلك لم يكن غريباً فى عصر الفتح العربى لمصر ، أن يمتزج شعب مصر الأصلى بشعب آخر هو شعب الجزيرة العربية ، ليخرج من هذا الامتزاج شعب جديد هو شعب مصر العربى الحالى ، فذلك كان هو منطق التاريخ فى تلك الفترة ، وكان صورة من التفاعلات الاجتماعية فى العالم كله ، وقد ظل هذا النوع من التفاعل قائماً فى المجتمعات الإنسانية إلى ما بعد دخول العرب مصر بقرون عديدة . وليس فى امتزاج العرب بالمصريين ما يسمح لنا علمياً بتشبيهه بالاستعمار الاستيطانى كما رأيناه فى أحدث نماذجه مجسداً فى إسرائيل . فالاستعمار الاستيطانى يقوم على أساس طرد شعب من أرضه والحلول محله كما فعل اليهود مع شعب فلسطين ، وهذا ما لم يقم به العرب ولا بما يشبهه على الإطلاق . بل لقد عاش العرب مع المصريين وامتزجوا بهم امتزاجاً طبيعياً عميقاً ” أ.هـ ص 130 – 131 ط 1981م
هذه هى حقائق التاريخ التى يأبى الطاغوت الصليبى شنودة الثالث إلا أن يُزيفها ويُحرفها من أجل نفسه الخبيثة المتمردة التى تُريد الخراب والدمار لمصر الإسلام والعروبة ..
حقائق التاريخ تثبت بكل وضوح – وباعتراف النصارى العرب والأجانب – أن الإسلام هو الذى خلّص النصارى من الاكتواء بنيران الرومان .. الإسلام هو الذى وضع حداً للإبادة الجماعية التى شنها الرومان ضد النصارى .. الإسلام هو الذى أمّن النصارى على أرواحهم وممتلكاتهم .. الإسلام هو الذى نشر الأمن والأمان فى مصر .. الإسلام هو الذى صحح الأخطاء وأقام العدل ونشر السلام .
ولكنه من المحزن أن يكون رد الجميل من المجرم الرعديد شنودة الثالث أن يأمر بسب الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فى جميع الكنائس ، وفى 25 فضائية تبث على القمر الاصطناعى ” هوت بيرد ” وفى مئات المواقع الإليكترونية .. من المحزن أن يكون رد الجميل من شنودة الثالث هو مطالبته بحذف آيات من القرآن الكريم .. من المؤلم أن يطالب النذل شنودة الثالث بطرد المسلمين من مصر .. من المفجع أن يخطط شنودة الثالث لإقامة دولة نصرانية فى مصر ..
إنه لمن الغريب أن نجد الصحافة المصرية عاجزة عن توجيه كلمة لوم أو عتاب لـ شنودة الثالث على جرائمه العددية المتنوعة ، بينما نجد هذه الصحافة لا هم لها إلا سب الإسلام والتشنيع على أهله ..
لتعلم يا شنودة الثالث أن التاريخ سيبقى كما هو وأن أساليبك الإرهابية الشيطانية لن تغير التاريخ الذى يعرفه جميع الناس
بقلم / محمود القاعود
مذ أن جلس الطاغوت الصليبى ” شنودة الثالث ” على كرسى ” مار مرقص ” ليُصبح بابا النصارى الأرثوذكس من العام 1971م وحتى الآن .. منذ هذه اللحظة وشنودة يُزيّف حقائق التاريخ ويُزين لأتباعه فكرة استرداد مصر من العرب الذين احتلوها كما يُصوّر له خياله المريض ..
الطاغوت الصليبى النازى شنودة الثالث يُزور حقائق التاريخ بمنتهى الصفاقة والوقاحة وليردد من خلفه طابور طويل من الكلاب النابحة التى تدعى أن العرب احتلوا مصر وأن النصارى ” أصحاب البلد ” وأنهم أصحاب ” الحضارة والتاريخ والجغرافيا ” وأنهم ” أشرف الناس وأشجع الناس وأكرم الناس ” !!
الشحن المستمر من قبل الطاغوت الصليبى لأتباعه جعل الكثير منهم يؤمن بضرورة طرد المسلمين من مصر وإقامة الوطن الصليبى بعد 1400 عام من الاضطهاد المزعوم ، وقامت مجموعات نصرانية بتصميم ما أسموه ” العلم القبطى ” استعداداً لإعلان دولتهم التى لن تقوم لها قائمة بمشيئة الله رب العالمين ..
الطاغوت الصليبى شنودة الثالث يعتقد أن حقائق التاريخ يُمكن تزويرها بمنتهى البساطة من أجل أغراضه الخبيثة الخسيسة الرخيصة .. متجاهلاً أن حقائق التاريخ لا يُمكن تزويرها عبر مجموعة من الكلاب النابحة التى تنهش وتعض كل من يعترض على الكذب والافتراء ..
يقول شيخ المؤرخين فى العصر الحديث ” عبدالرحمن الرافعى ” فى كتابه ” تاريخ الحركة القومية فى مصر القديمة من فجر التاريخ حتى الفتح العربى ” ص 244 :
” شن ( دقلديانوس ) على المسيحيين ” الأقباط ” اضطهاداً دام نحو عشرين عاماً قاست فيها مصر الشدائد والأهوال ، واستشهد خلالها الألوف من المصريين المسيحيين ” الأقباط ” ، وقد اشتهر عهد ( دقلديانوس ) باضطهاد المسيحيين الأقباط على نحو فاق كل ما أصابهم من قبل ، وسمى عهده باسم ” عصر الشهداء ” لكثرة من استشهد فيه من المصريين المعتنقين للمسيحية ، وقد جعل الأقباط بداية التقويم القبطى سنة 284 م ، وهى السنة التى بدأ فيها حكم ( دقلديانوس ) ، وسمى عصره بحق ” عصر الشهداء ” وتخليداً لذكرى أولئك الشهداء جعلوا التقويم القبطى يبدأ بالسنة التى بدأ فيها الاضطهاد الشديد وقد كان تمسك المصريين المسيحيين الأقباط بعقيدتهم من ضروب المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الرومانى ” .أ.هـ
ويقول المؤرخ الشهير ” المقريزى ” عن اضطهاد نصارى مصر على يد دقلديانوس قبل دخول الإسلام العظيم:
” إنه أوقع بالنصارى فاستباح دماءهم وغلق كنائسهم ومنع من دين النصارى وحمل الناس على عبادة الأصنام ، وبالغ فى الإسراف فى قتل النصارى ، وكان لا يفتر يوماً واحداً يحرق كنائسهم ويعذب رجالهم ويطلب من استتر منهم أو هرب ، يُريد بذلك قطع أثر النصارى وإبطال دين النصرانية من الأرض ، فلهذا اتخذوا ابتداء دقلديانوس تاريخاً ” أ.هـ ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ) .
إذاً اضطهاد النصارى على يد الرومان حقيقة لا ينكرها إلا كل حاقد زنيم .. ولقد بلغ من شدة الاضطهاد آنذاك أن قام الأنبا “ بنيامين ” بطريرك النصارى بالاختباء عشر سنوات قبل الفتح الإسلامى المجيد .. حتى جاء الفارس العظيم ” عمرو بن العاص “- الذى يطعن صبيان شنودة فى عرضه وعرض أمه - وصحبه الكرام البررة رضى الله عنهم أجمعين ، حاملاً راية : لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وليُؤمّن الأنبا بنيامين على حياته وليمنحه الحرية ، ولينهى عصور الاضطهاد الإجرامية التى عاشها نصارى مصر تحت حكم الرومان ..
يقول أحد أكبر علماء النصارى الإنجليز الدكتور ” الفرد بتلر ” عن الفتح الإسلامى لمصر :
” إن القبط نالوا فى أول الفتح العربى كل ما يتصوره العقل ويُبيحه من الحرية .
كان العرب على ما يلوح لنا أخف وطأة من الرومان فى جباية الأموال ، إذ كان مقدار الجزية والضرائب الذى اتفقوا عليه فى عهد الصلح أخف حملاً على الناس وأقل إحراجاً لهم .
قال الأب بنيامين بطريرك المسيحيين بعد الفتح الإسلامى ولقائه بعمرو بن العاص : ” كنت فى بلدى وهو الإسكندرية ، فوجدت بها أمناً من الخوف ، واطمئناناً بعد البلاء ، وقد صرف الله عنا اضطهاد الكفرة وبأسهم ” والكفرة هنا هم الرومان المسيحيون الذين اضطهدوا المسيحيين المصريين …
يقول بتلر عن موقف الأقباط بعد فتح العرب لمصر : إذن فما كان أعظم ابتهاج القبط بخلاصهم مما كانوا فيه ، فقد خرجوا من عهد ظلم وعسف تطاول بهم ، وهوت بهم إليه حماقة البيزنطيين ، وآل أمرهم بعد خروجهم منه إلى عهد من السلام والطمأنينة هو عهد العرب ، وكانوا من قبل تحت نيرين من ظلم حكام الدنيا واضطهاد أهل الدين ، فأصبحوا وقد فك من قيدهم فى أمور الدنيا ، وأرخى من عنانهم ، وأما دينهم فقد صاروا فيه إلأى تنفس حر وأمر طليق .
وقد يُقال إن حكامهم الجدد – أى العرب – قد أدخلوا إلى الأرض ديناً غريباً غير دين المسيح ، وهذا حق ، غير أنهم لم يروا فى ذلك إلا عدلاً من الله ، إذ جمع الناس على قول واحد ، فقالوا : ما خرج الروم من الأرض وانتصر عليهم المسلمون إلا لما ارتكبه هرقل من الكبائر ، وما أنزله بالقبط وملتهم ، فقد كا هذا سبب ضياع أمر الروم وفتح المسلمين لبلاد مصر ” أ. هـ ( الفتح العربى لمصر – الدكتور الفريد بتلر ، ترجمة : محمد فريد أبو حديد ) .
وشهد شاهد من أهلها .. نصارى الغرب يعترفون بأفضال الإسلام على مصر ونصارى مصر .. ولكن المجرم شنودة الثالث يرد الجميل بتحريض النصارى على شتم وسب ولعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والدعوة لطرد المسلمين من وطنهم وبلدهم مصر ..
يُصور الطاغوت الصليبى شنودة الثالث لأتباعه أن 80 مليون مسلم مصرى الآن جميعهم جاء من الجزيرة العربية !! وهذا لعمر الله سخف وكذب ودجل وافتراء على العقل والمنطق …
إن من دخلوا مصر مع سيدنا عمرو بن العاص لا يتجاوزن بضعة آلاف .. فكيف لهؤلاء أن يتحولوا إلى 80 مليون !؟
الواقع يقول أن النصارى دخلوا فى الإسلام أفواجاً وبمحض إرادتهم .. فالنصارى الذين قاوموا الرومان وقُتل منهم الآلاف على يد دقلديانوس .. ما كان لهم ليعتنقوا الإسلام تحت وطأة التعذيب أو الاضطهاد أو ما يُسميها صبيان شنودة بـ ” الأسلمة ” … هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل دينهم النصرانى لم يكن ليرهبهم العرب .. كما لم يرهبوا الرومان .. ولكنهم عرفوا الحق واتبعوه .. وبقيت القلة الضئيلة العابثة على دينها النصرانى دون أن يمسسها سوء ..
المصريون أكثر الشعوب على وجه الأرض تديناً .. قلنا هذا الكلام قبل صدور الدراسات الحديثة التى تؤكد هذا الأمر .. منذ أيام الفراعنة وحتى يومنا هذا والدين فى مصر أهم شئ فى الحياة .. حتى اللص عندما يذهب للسرقة يقول ” استرها يارب ” !!
والشاهد أن شعب بهذا التدين لا يتخلى عن دينه بسهولة إلا إذا تأكد من حقيقة الإسلام وعلم أنه الدين الحق الذى بشر به عيسى بن مريم عليه السلام .. لا يمكن أن للتعذيب والترهيب والغصب أن يُحول الشعب المصرى إلى دين آخر مهما حدث ..
يقول رجاء النقاش فى كتابه ” الانعزاليون فى مصر .. رد على لويس عوض وتوفيق الحكيم وآخرين ” ، عن أكذوبة احتلال مصر من قبل العرب :
” أما حكاية الاستعمار الاستيطانى فهى تحتاج إلى وقفة علمية متأنية . إن الحكم على العصور القديمة بمنطق العصر الحديث غير سليم ، ففى العصر الذى دخل العرب فيه مصر بل وبعد ذلك بقرون عديدة ، كانت شعوب العالم كلها تمتزج وتختلط ببعضها البعض عن طريق سلمى تارة ، وعن طريق الحرب والعنف تارة أخرى . فتاريخ الأمة الإنجليزية الحديثة مثلاً يتكون من الاختلاط العنيف القاسى بين شعوب متعددة منها البريطانيون الأوائل ، ثم القبائل الجرمانية وأهمها قبائل الإنجليز والسكسون ثم النورمان ، الذين أغاروا منذ تسعمائة سنة على إنجلترا . وكان الاختلاط والتفاعل بين هذه العناصر قاسياً عنيفاً شهد الكثير من الحروب والمذابح والمصادمات المريرة ، حتى انتهى بتكوين الأمة الإنجليزية الحديثة . ولذلك لم يكن غريباً فى عصر الفتح العربى لمصر ، أن يمتزج شعب مصر الأصلى بشعب آخر هو شعب الجزيرة العربية ، ليخرج من هذا الامتزاج شعب جديد هو شعب مصر العربى الحالى ، فذلك كان هو منطق التاريخ فى تلك الفترة ، وكان صورة من التفاعلات الاجتماعية فى العالم كله ، وقد ظل هذا النوع من التفاعل قائماً فى المجتمعات الإنسانية إلى ما بعد دخول العرب مصر بقرون عديدة . وليس فى امتزاج العرب بالمصريين ما يسمح لنا علمياً بتشبيهه بالاستعمار الاستيطانى كما رأيناه فى أحدث نماذجه مجسداً فى إسرائيل . فالاستعمار الاستيطانى يقوم على أساس طرد شعب من أرضه والحلول محله كما فعل اليهود مع شعب فلسطين ، وهذا ما لم يقم به العرب ولا بما يشبهه على الإطلاق . بل لقد عاش العرب مع المصريين وامتزجوا بهم امتزاجاً طبيعياً عميقاً ” أ.هـ ص 130 – 131 ط 1981م
هذه هى حقائق التاريخ التى يأبى الطاغوت الصليبى شنودة الثالث إلا أن يُزيفها ويُحرفها من أجل نفسه الخبيثة المتمردة التى تُريد الخراب والدمار لمصر الإسلام والعروبة ..
حقائق التاريخ تثبت بكل وضوح – وباعتراف النصارى العرب والأجانب – أن الإسلام هو الذى خلّص النصارى من الاكتواء بنيران الرومان .. الإسلام هو الذى وضع حداً للإبادة الجماعية التى شنها الرومان ضد النصارى .. الإسلام هو الذى أمّن النصارى على أرواحهم وممتلكاتهم .. الإسلام هو الذى نشر الأمن والأمان فى مصر .. الإسلام هو الذى صحح الأخطاء وأقام العدل ونشر السلام .
ولكنه من المحزن أن يكون رد الجميل من المجرم الرعديد شنودة الثالث أن يأمر بسب الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فى جميع الكنائس ، وفى 25 فضائية تبث على القمر الاصطناعى ” هوت بيرد ” وفى مئات المواقع الإليكترونية .. من المحزن أن يكون رد الجميل من شنودة الثالث هو مطالبته بحذف آيات من القرآن الكريم .. من المؤلم أن يطالب النذل شنودة الثالث بطرد المسلمين من مصر .. من المفجع أن يخطط شنودة الثالث لإقامة دولة نصرانية فى مصر ..
إنه لمن الغريب أن نجد الصحافة المصرية عاجزة عن توجيه كلمة لوم أو عتاب لـ شنودة الثالث على جرائمه العددية المتنوعة ، بينما نجد هذه الصحافة لا هم لها إلا سب الإسلام والتشنيع على أهله ..
لتعلم يا شنودة الثالث أن التاريخ سيبقى كما هو وأن أساليبك الإرهابية الشيطانية لن تغير التاريخ الذى يعرفه جميع الناس
البطل محمود نور الدين ورفاقه
الخلود للبطل ...مش للغواني واللصوص وتجار الحشيش كان في عشقه للبلد من أخلص الدراويش معقولة ماتت إيده القوية اللي ضحكت بين صوابعها كتير البندقية وكانت أد جيش ؟! معقول يكون الفجر ف عينيه الجميلة مش حيطلع مرة تانية ولا يغنيش؟! معقولة نور الدين انطفا ف لعبة طيش؟! مات البطل لكن البطولة تعيش.
كلمات عطية حسن في رثاء البطل الذي توفاه الله في يوم 16/9/1998 هي المدخل الذي نعبر منه لعالم البطولة والفداءانه محمود نور الدين ... ولد محمود نور الدين في محافظة الإسكندرية في 26-1-1940 م.. ضابط المخابرات المصري الذي لم يهز قلب الوطن ويثير أوجاعه برحيله المفجع فحسب ... فقد هزه قبل ذلك كثيرا مرة حينما قرر أن يستقيل من عمله ويؤسس تنظيما لمطاردة جواسيس الموساد و مرة حين بدأ أولى عملياته ...ومرة حين قرر توسيعها لتشمل جواسيس أمريكاوكانت البداية لتنظيم عرف فيما بعد باسم ثورة مصر استهدف تصفية عملاء الموساد بشكل أساسي ممن يدخلون البلاد تحت غطاء السياحة او الحصانة الدبلوماسية... ونفذ التنظيم عدة عمليات ناجحة بالفعل ولكن..دائما ما تكون نهاية الفرسان مفجعة ليس لأنهم يرحلون فجأة دون مقدمات، أو لأن مكانهم يظل خاليا لفترة طويلة حتى يظهر فارس آخر، وإنما لأن الطعنة التى تقضى عليهم دائما ما تكون من الخلف وهم عزل، ومن أقرب الناس اليهم.***محمود نور الدين واحد من فرسان الظل , الذى عاش ومات دون أن يسمع الكثيرون عنه , وقد يرجع ذلك لطبيعه التنظيم الذى قام بإنشاؤه .. ومحمود نور الدين دبلوماسي وضابط مخابرات مصرى, قرر الإستقاله من عمله, وإن لم يترك حياه المخابرات بالكامل, إذ لم يكن قرار إستقالته إلا خطوة أولى فى طريق تكوين تنظيم سرى بإسم "ثورة مصر" .. وقد إستهدف التنظيم تصفيه عملاء الموساد الذين يدخلون مصر تحت مظله الحمايه الدبلوماسيه ,وهذا النوع من التجسس (العلنى) إستخدمته المخابرات الإسرائيليه والأمريكيه ضد مصر فى فترات عديدة كان أكثرها ظهورا عام 1985 .وتوجد العديد من الشواهد والظواهر التى تؤكد تعاون سفراء أمريكا وإسرائيل مع جواسيس علنين أو متخفين فى الداخل, دون أن تستطيع السلطات (الرسميه) المصريه إتخاذ إجراءات ضدهم نظرا لما يتمتعون به من حمايه دبلوماسيه كفلتها لهم القوانين الدوليه ... عمل نور الدين لمدة 20 عاما في إنجلترا بالسلك الدبلوماسي المصري بالإضافة إلى دائرة المخابرات، وهو حاصل على وسام للشجاعة أثناء حرب أكتوبر 1973.لكنه قرر بشكل مباغت الاستقالة من عمله بعد أن زار الرئيس السادات القدس المحتلة عام 1977, وركز جهوده على نشر مجلة معادية للسادات في لندن. وبين عامي 1980 و1983 تعاون نور الدين مباشرة مع صديقه القديم خالد عبد الناصر نجل الرئيس الراحل، وعاد كلاهما إلى مصر في 1983. وخلال ستة أشهر، بدأ نور الدين تنظيمه المسلح السري الذي أطلق عليه "ثورة مصر".وكان الهدف الرئيسي للتنظيم تصفيه الكوادر الجواسيس العاملين تحت غطاء السلك الدبلوماسي، لكن بصورة غير رسميه حتى لا تقع مصر فى أزمات دبلوماسيه أو ما شابه ...وبعد عدة عمليات ناجحة، وجد نور الدين نفسه بين المطرقه والسندان ... فمن ناحيه تبحث عنه المخابرات الإسرائيليه (الموساد) بصفته خطرا على عملائها فى مصر, ومن ناحيه أخرى تبحث عنه السلطات المصريه بصفته مهددا لسلامه أشخاص تحت المظله الدبلوماسيه ... كان الوضع صعبا للغايه .. إلا أن رجل المخابرات المحنك لم يتنازل عن هدفه السامى فى إصطياد الجواسيس ...وهكذا إستمر تنظيم ثورة مصر فى إثارة جنون الموساد بعد عملياته الناجحه الواحدة تلو الأخرى . كان الموساد بكل عيونه وجواسيسه ومحترفيه يفاجأ بضربات نور الدين الموجعه الواحدة تلو الأخرى , وكان إسم تنظيم ثورة مصر يذاع فى وسائل الإعلام مقرونا بعمليات تصفيه للموساد فى مصر منها عمليه قتل مسئول الأمن فى السفارة الإسرائيليه ( زيفى كدار ) الذى أعلن تنظيم ثورة مصر قتله فى يونيو 1985.وكذلك قتل (ألبرت أتراكش) المسئول السابق عن الوساد فى إنجلترا والذى كان يعمل فى مصر , وتم قتله فى أغسطس من نفس العام , وأيضا الهجوم على سيارة إسرائيليه أمام معرض القاهرة الدولي بمدينة نصر فى العام التالى مباشرة ...إلا أن نور الدين لم يكتفى بهذا القدر من العمليات , بل إمتد نشاطه ليشمل الأمريكيين , وكان يعلم بحكم عمله السابق فى المخابرات المصريه أن الولايات المتحدة هى حليفه إسرائيل , فإستهدف 3 عاملين فى السفارة الأمريكيه فى القاهرة فى مايو 1987 .وهكذا دخلت المخابرات الأمريكيه فى دوامه البحث عن تنظيم ثورة مصر وقائدة محمود نور الدين ...كان الأمر يزداد صعوبه فى وجه تنظيم ثورة مصر الذى تقوم 3 أجهزة مخابرات بتعقبه .. المصريه والأمريكيه والإسرائيليه ...وكانت المخابرات الأمريكيه على إستعداد لدفع ثروة مقابل أى معلومه عن التنظيم ...وللأسف جائتهم المعلومات على طبق من فضه ...كان لمحمود نور الدين شقيق يدعى عصام , كان يعتبر الرجل رقم 2 فى التنظيم , إلا أن عصام إنحرف و إتجه إلى طريق الإدمان ورفاق السوء .. وهدد عصام أخيه نور الدين بفضح أمر التنظيم للمخابرات إذا لم يعطه أموالا ليشترى بها المخدرات , فلم يكن من نور الدين إلا أن أطلق الرصاص على قدمه كإنذار له على عدم الوشايه بالتنظيم ..إلا أن المخدرات لعبت فى أحد الأيام بعقل عصام , وخيل له الشيطان أن طريقا مفروشا بالورود أمامه إذا قام بالإبلاغ عن شقيقه محمود.إتصل عصام بالسفارة الأمريكيه فى القاهرة , وما أن قال لعامل الإتصال أنه الرجل الثانى فى تنظيم ثورة القاهرة وطلب موعدا للقاء السفير حتى إنقلبت السفارة رأسا على عقب ...وفى غرفه مغلقه ضمت السفير الأمريكى وعصام نور الدين ومسئول المخابرات الأمريكيه وأخر من الموساد , وبعد إجراءات تفتيش طويله لعصام , وبعد تكثيف الحراسه على السفارة كما لو أنها حصن حصين , بدأ عصام على مدار الساعات الأربع يشرح للجميع كيفيه عمل تنظيم ثورة مصر ...كان يشرح لهم كيف يقومون بالعمليات ...ومصادر التمويل ...وطرق التنفيذ ..كل شىء ...أضاف لذلك قيامه بالإتصال أمام مسئولى السفارة بعدد من أعضاء التنظيم لضمان مصداقيه كلامه , ثم ختم سيمفونيه خيانته لأسرته الكبيرة ( الوطن ) وأسرته الصغيرة ( أخيه ) بتقديم ( نوته ) تحتوى على أسماء جميع رجال التنظيم وأرقام هواتفهم وعناوينهم ....وفى النهايه طلب عصام من السفير ثمن كل هذة المعلومات الثمينه ...طلب ثمن الخيانه ...وكان الثمن نصف مليون دولار وجنسيه أمريكيه ....وأوهمه السفير ( كاذبا ) بأن كل طلباته ستكون مجابه ...وسقط تنظيم ثورة مصر فى ساعات معدودة ...وبدلا من مكافأته، سلم الأمريكيين عصام إلى السلطات المصرية وحوكم وتمت إدانته بـ 15 سنة في السجن، لكن تم فصله عن باقي أعضاء التنظيم بعد ان وسم بالخائن.وتمت محاكمه أعضاء التنظيم, وشملت التهم الموجهة إليهم:1. القيام بأنشطة عرضت علاقات البلاد بالحكومات الأجنبية للخطر.2. إغتيال دبلوماسي إسرائيلي في المعادي في 4 يونيو 1984.3. قتل دبلوماسي إسرائيلي في 20 أغسطس 1985.4. الهجوم ضد السرادق الإسرائيلي في معرض القاهرة التجاري عام 1986.5. إغتيال الملحق الثقافي الإسرائيلي وجرح إثنان من رفقاء وزير السياحة الإسرائيلي الذي كان يزور السرادق.6. محاولة إغتيال دبلوماسي أمريكي في 26 مايو 1987.وكانت حصيلة العمليات: قتيلان إسرائيليان، ستة جرحى إسرائيليين وأثنين أمريكيين.وحوكم نور الدين مع 10 من المتهمين، من بينهم خالد جمال عبد الناصر، الذي كان خارج البلاد في ذلك الوقت، وحوكم غيابيا بتهم بتمويل المجموعة وتجهيز الأسلحة، لكن تمت تبرئته وأربعة آخرين.وتم تصوير المتهمين خلال المحاكمة كإرهابيين ومدمنو مخدرات.ووضع محمود نور الدين فى السجن ليقضى فيه 11 عاما بعد أن حكم عليه بعقوبة 25 عاما قبل أن يلقى ربه في سجن طره جراء الحمى وبعد أن رفضت سلطات السجن تحويله إلى مستشفى متخصص لإخضاعه لفحوص مدققة لا يمكن أن تجري في مستشفى السجن، طبقا لبيان أصدرته المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.وفي 16 سبتمبر 1998 شيع جثمان محمود نور الدين في وداع مهيب عشية الذكرى العشرون لإتفاقيات كامب ديفيد التي أرست أسس العلاقات المصرية الإسرائيلية، وهي الإتفاقية التي أقسم نور الدين على محاربتها.وعلى الرغم من الحضور الأمني الواضح والمكثف، هتف المشيعون بهتافات معادية لإسرائيل وأحرق العلم الإسرائيلي خلال الجنازة.ويبقى أسم نور الدين في الأذهان وفى العقول والضمائر....
نستحضر -هنا- بعضا من عباراته التي ذكرها لرئيس نيابة أمن الدولة العليا يقول : "بعد عدة شهو ر ( من المعاهدة كانت قد اختمرت في ذهني فكرة مقاومة الضغوط الواقعة على القيادة السياسية في مصر، وتمارسها أمريكا وإسرائيل ، خاصة في مجال التطبيع ، فأسست منظمة ثورة مصر ،من بعض ضباط القوات المسلحة المصرية ، والمدنيين ، وغيرهما ممن اتفقوا معي في العقيدة والفكر الناصريالمتجدد، والذي يحوى باختصار مبادئ ثورة 23 يوليو، وإنجازات الزعيم الخالد( جمال عبد الناصر)، وبدأ العمل العسكري بعد أن وجدت ضرورة وجوده في الساحة المصرية، ليعلم العالم كله ، وخاصة أعدا ءنا من الصهيونيين ، ومن يؤيدونهم ، ويمدونهم بالمال والسلاح ، أن في مصر رجالا وضعوا! رءو سهم على أكفهم في سبيل هذا الوطن ، وأن مبادئ ثورة 23 يوليه وزعيمها جمال عبد الناصر لم ولن تموت ، وبدأنا بالفعل أول عملية مسلحة لنا بالمعا دى ضد مسئول إسرائيلي، اتضح أن اسمه (زيفى كدار)، كما اتضح فيما بعد أنه كان في عائدا من مقابلة سرية وسريعة لمدة ساعات بين عيزرا وايزمان الوزير الإسرائيلي والسيد الرئيس حسنى مبارك، والذي استنتجنا فيما بعد كما نشر، وكما قرأنا أنها كانت لممارسة الضغوط الإسرائيلية للإسراع في التطبيع ، وبالنسبة لهذا الحادث ، فهو أول حادث تقوم به منظمة ثورة مصر". - وفى شهر مارس من عام 1986 ، تم مهاجمة السيارة الإسرائيلية وأطلق الرصاص على ركابها الأربعة العاملين في الجناح الإسرائيلي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ، وقتلت إحدى الإسرائيليات . وأصيب الركاب الثلاثة.. وبتعدد هذه الأحداث ، وبتصاعد تيار المقاومة، امتنعت المؤسسة الرسمية عن الموافقة لإسرائيل بمشاركتها في المعرض الدولي، على الرغم من الإلحاح الدائم والمستمر الذي تقوم به إسرائيل حتى اليوم .
من رأى منكم احدا يثق باسرائيل وامريكا
فليقاومه بيده
وإن لم يستطع فبلسانه
وإن لم يستطع فبقلبه
وإن لم يستطع فبالكلاشنكوف
وهذا أضعف الإيمان
ناجى العلى
ذكريات من شاهدوه فى السجن:
التقي احد الشباب الناصريين مؤخرا بأحد من كانوا مع بطلنا محمود نورالدين فى السجن وقال له : أن بطلنا كان رابط الجأش وكان يقضى كل وقته فى الصلاة وقراءة القران حتى أنه كان يسأل بعض المسجونين من اعضاء الجماعة الأسلامية عن أصعب النوافل لكى يقوم بها وكان الجميع ينظر اليه بحب وأحترام.
المحاكمة و مرافعة الدكتور عصمت سيف الدولة :
طلب بطلنا محمود نورالدين من استاذنا الدكتور عصمت سيف الدولة أن يترافع عنه ( على الرغم أن الكثيرين تطوعوا للدفاع عن بطلنا) فلبى النداء وترافع عنه فى مرافعة ضمنها كتابا سماه ونشره اثناء المحاكمة بأسم ثورة مصر العربية تحولت فيه المرافعة الى سياقها الطبيعى وهو محاكمة الصهاينة والأمريكان حتى ان الدكتور عصمت الحق بمذكرة دفاعه الوثيقة الصهيونية لتفتيت الأمة العربية التى صدرت فى الثمانينات عن المنظمة الصهيونية ليثبت أن ما فعله بطلنا وزملاؤه لم يكن يوما جرما بل هل عمل وطنى نبيل يستحق كل اجلال وتقدير الا أن نظام مبارك الخائن العميل كان حكم الإدانة عنده جاهزا بالسجن لمدة 25 عاما الا انه عندما ذهب بطلنا محمود نورالدين الى السجن كان الحكم الحقيقي عليه هو الإعدام حيث منعت عنه الأدوية والعلاج حتى أصيب بالحمى ورفض القتلة نقله إلى أي مستشفى متخصص لإخضاعه للعلاج حتى فاضت روحه الطاهرة وعندما شيع جثمان الشهيد البطل محمود نورالدين فى 16/9/1998 فى وداع مهيب عشية الذكرى العشرون لأتفاقية الذل والعار والأستسلام//السلام المسماة بكامب ديفيد هتف المشيعون بسقوط كامب ديفيد ونظام مبارك الخائن العميل وأحرق العلم الصهيونى ونعاه أحدهم بقوله:
الخلود للبطل ...مش للغواني واللصوص وتجار الحشيش
كان في عشقه للبلد من أخلص الدراويش
معقولة ماتت إيده القوية
اللي ضحكت بين صوابعها كتير البندقية
وكانت أد جيش ؟!
معقول يكون الفجر ف عينيه الجميلة
مش حيطلع مرة تانية
ولا يغنيش؟!
معقولة نور الدين انطفا
ف لعبة طيش؟!
مات البطل
لكن البطولة لازم تعيش
لكن البطولة لازم تعيش
لكن البطولة لازم تعيش
سجل شرف أعضاء تنظيم ثورة مصر
محمود نورالدين السيد على سليمان
خالد جمال عبدالناصر
محيى الدين عدلى رجب
احمد على محمد على
نظمى حسين سيد أحمد وشهرته نظمى شاهين
محمد على شرف الدين وشهرته حمادة
سامى عبدالفتاح احمد ترك وشهرته سامى فيشة
جمال عبدالحفيظ محمود عبدالرحمن
حامد محمد ابراهيم مصطفى
اسامة احمد محمد خليل
ممدوح عدلى محمد رجب
اسماعيل عبدالمنعم اسماعيل معوض وشهرته اسماعيل الجيزاوى
احمد ابراهيم احمد محمد
اسماعيل جمال الدين السيد عزام
حمدى عبدالغفار على المراغى
مختار عبدالحميد محمد يوسف
جمال شوقى عبدالناصر
شريف حسين محمود الشافعى
محمود محمد يوسف جمعة
كلمات عطية حسن في رثاء البطل الذي توفاه الله في يوم 16/9/1998 هي المدخل الذي نعبر منه لعالم البطولة والفداءانه محمود نور الدين ... ولد محمود نور الدين في محافظة الإسكندرية في 26-1-1940 م.. ضابط المخابرات المصري الذي لم يهز قلب الوطن ويثير أوجاعه برحيله المفجع فحسب ... فقد هزه قبل ذلك كثيرا مرة حينما قرر أن يستقيل من عمله ويؤسس تنظيما لمطاردة جواسيس الموساد و مرة حين بدأ أولى عملياته ...ومرة حين قرر توسيعها لتشمل جواسيس أمريكاوكانت البداية لتنظيم عرف فيما بعد باسم ثورة مصر استهدف تصفية عملاء الموساد بشكل أساسي ممن يدخلون البلاد تحت غطاء السياحة او الحصانة الدبلوماسية... ونفذ التنظيم عدة عمليات ناجحة بالفعل ولكن..دائما ما تكون نهاية الفرسان مفجعة ليس لأنهم يرحلون فجأة دون مقدمات، أو لأن مكانهم يظل خاليا لفترة طويلة حتى يظهر فارس آخر، وإنما لأن الطعنة التى تقضى عليهم دائما ما تكون من الخلف وهم عزل، ومن أقرب الناس اليهم.***محمود نور الدين واحد من فرسان الظل , الذى عاش ومات دون أن يسمع الكثيرون عنه , وقد يرجع ذلك لطبيعه التنظيم الذى قام بإنشاؤه .. ومحمود نور الدين دبلوماسي وضابط مخابرات مصرى, قرر الإستقاله من عمله, وإن لم يترك حياه المخابرات بالكامل, إذ لم يكن قرار إستقالته إلا خطوة أولى فى طريق تكوين تنظيم سرى بإسم "ثورة مصر" .. وقد إستهدف التنظيم تصفيه عملاء الموساد الذين يدخلون مصر تحت مظله الحمايه الدبلوماسيه ,وهذا النوع من التجسس (العلنى) إستخدمته المخابرات الإسرائيليه والأمريكيه ضد مصر فى فترات عديدة كان أكثرها ظهورا عام 1985 .وتوجد العديد من الشواهد والظواهر التى تؤكد تعاون سفراء أمريكا وإسرائيل مع جواسيس علنين أو متخفين فى الداخل, دون أن تستطيع السلطات (الرسميه) المصريه إتخاذ إجراءات ضدهم نظرا لما يتمتعون به من حمايه دبلوماسيه كفلتها لهم القوانين الدوليه ... عمل نور الدين لمدة 20 عاما في إنجلترا بالسلك الدبلوماسي المصري بالإضافة إلى دائرة المخابرات، وهو حاصل على وسام للشجاعة أثناء حرب أكتوبر 1973.لكنه قرر بشكل مباغت الاستقالة من عمله بعد أن زار الرئيس السادات القدس المحتلة عام 1977, وركز جهوده على نشر مجلة معادية للسادات في لندن. وبين عامي 1980 و1983 تعاون نور الدين مباشرة مع صديقه القديم خالد عبد الناصر نجل الرئيس الراحل، وعاد كلاهما إلى مصر في 1983. وخلال ستة أشهر، بدأ نور الدين تنظيمه المسلح السري الذي أطلق عليه "ثورة مصر".وكان الهدف الرئيسي للتنظيم تصفيه الكوادر الجواسيس العاملين تحت غطاء السلك الدبلوماسي، لكن بصورة غير رسميه حتى لا تقع مصر فى أزمات دبلوماسيه أو ما شابه ...وبعد عدة عمليات ناجحة، وجد نور الدين نفسه بين المطرقه والسندان ... فمن ناحيه تبحث عنه المخابرات الإسرائيليه (الموساد) بصفته خطرا على عملائها فى مصر, ومن ناحيه أخرى تبحث عنه السلطات المصريه بصفته مهددا لسلامه أشخاص تحت المظله الدبلوماسيه ... كان الوضع صعبا للغايه .. إلا أن رجل المخابرات المحنك لم يتنازل عن هدفه السامى فى إصطياد الجواسيس ...وهكذا إستمر تنظيم ثورة مصر فى إثارة جنون الموساد بعد عملياته الناجحه الواحدة تلو الأخرى . كان الموساد بكل عيونه وجواسيسه ومحترفيه يفاجأ بضربات نور الدين الموجعه الواحدة تلو الأخرى , وكان إسم تنظيم ثورة مصر يذاع فى وسائل الإعلام مقرونا بعمليات تصفيه للموساد فى مصر منها عمليه قتل مسئول الأمن فى السفارة الإسرائيليه ( زيفى كدار ) الذى أعلن تنظيم ثورة مصر قتله فى يونيو 1985.وكذلك قتل (ألبرت أتراكش) المسئول السابق عن الوساد فى إنجلترا والذى كان يعمل فى مصر , وتم قتله فى أغسطس من نفس العام , وأيضا الهجوم على سيارة إسرائيليه أمام معرض القاهرة الدولي بمدينة نصر فى العام التالى مباشرة ...إلا أن نور الدين لم يكتفى بهذا القدر من العمليات , بل إمتد نشاطه ليشمل الأمريكيين , وكان يعلم بحكم عمله السابق فى المخابرات المصريه أن الولايات المتحدة هى حليفه إسرائيل , فإستهدف 3 عاملين فى السفارة الأمريكيه فى القاهرة فى مايو 1987 .وهكذا دخلت المخابرات الأمريكيه فى دوامه البحث عن تنظيم ثورة مصر وقائدة محمود نور الدين ...كان الأمر يزداد صعوبه فى وجه تنظيم ثورة مصر الذى تقوم 3 أجهزة مخابرات بتعقبه .. المصريه والأمريكيه والإسرائيليه ...وكانت المخابرات الأمريكيه على إستعداد لدفع ثروة مقابل أى معلومه عن التنظيم ...وللأسف جائتهم المعلومات على طبق من فضه ...كان لمحمود نور الدين شقيق يدعى عصام , كان يعتبر الرجل رقم 2 فى التنظيم , إلا أن عصام إنحرف و إتجه إلى طريق الإدمان ورفاق السوء .. وهدد عصام أخيه نور الدين بفضح أمر التنظيم للمخابرات إذا لم يعطه أموالا ليشترى بها المخدرات , فلم يكن من نور الدين إلا أن أطلق الرصاص على قدمه كإنذار له على عدم الوشايه بالتنظيم ..إلا أن المخدرات لعبت فى أحد الأيام بعقل عصام , وخيل له الشيطان أن طريقا مفروشا بالورود أمامه إذا قام بالإبلاغ عن شقيقه محمود.إتصل عصام بالسفارة الأمريكيه فى القاهرة , وما أن قال لعامل الإتصال أنه الرجل الثانى فى تنظيم ثورة القاهرة وطلب موعدا للقاء السفير حتى إنقلبت السفارة رأسا على عقب ...وفى غرفه مغلقه ضمت السفير الأمريكى وعصام نور الدين ومسئول المخابرات الأمريكيه وأخر من الموساد , وبعد إجراءات تفتيش طويله لعصام , وبعد تكثيف الحراسه على السفارة كما لو أنها حصن حصين , بدأ عصام على مدار الساعات الأربع يشرح للجميع كيفيه عمل تنظيم ثورة مصر ...كان يشرح لهم كيف يقومون بالعمليات ...ومصادر التمويل ...وطرق التنفيذ ..كل شىء ...أضاف لذلك قيامه بالإتصال أمام مسئولى السفارة بعدد من أعضاء التنظيم لضمان مصداقيه كلامه , ثم ختم سيمفونيه خيانته لأسرته الكبيرة ( الوطن ) وأسرته الصغيرة ( أخيه ) بتقديم ( نوته ) تحتوى على أسماء جميع رجال التنظيم وأرقام هواتفهم وعناوينهم ....وفى النهايه طلب عصام من السفير ثمن كل هذة المعلومات الثمينه ...طلب ثمن الخيانه ...وكان الثمن نصف مليون دولار وجنسيه أمريكيه ....وأوهمه السفير ( كاذبا ) بأن كل طلباته ستكون مجابه ...وسقط تنظيم ثورة مصر فى ساعات معدودة ...وبدلا من مكافأته، سلم الأمريكيين عصام إلى السلطات المصرية وحوكم وتمت إدانته بـ 15 سنة في السجن، لكن تم فصله عن باقي أعضاء التنظيم بعد ان وسم بالخائن.وتمت محاكمه أعضاء التنظيم, وشملت التهم الموجهة إليهم:1. القيام بأنشطة عرضت علاقات البلاد بالحكومات الأجنبية للخطر.2. إغتيال دبلوماسي إسرائيلي في المعادي في 4 يونيو 1984.3. قتل دبلوماسي إسرائيلي في 20 أغسطس 1985.4. الهجوم ضد السرادق الإسرائيلي في معرض القاهرة التجاري عام 1986.5. إغتيال الملحق الثقافي الإسرائيلي وجرح إثنان من رفقاء وزير السياحة الإسرائيلي الذي كان يزور السرادق.6. محاولة إغتيال دبلوماسي أمريكي في 26 مايو 1987.وكانت حصيلة العمليات: قتيلان إسرائيليان، ستة جرحى إسرائيليين وأثنين أمريكيين.وحوكم نور الدين مع 10 من المتهمين، من بينهم خالد جمال عبد الناصر، الذي كان خارج البلاد في ذلك الوقت، وحوكم غيابيا بتهم بتمويل المجموعة وتجهيز الأسلحة، لكن تمت تبرئته وأربعة آخرين.وتم تصوير المتهمين خلال المحاكمة كإرهابيين ومدمنو مخدرات.ووضع محمود نور الدين فى السجن ليقضى فيه 11 عاما بعد أن حكم عليه بعقوبة 25 عاما قبل أن يلقى ربه في سجن طره جراء الحمى وبعد أن رفضت سلطات السجن تحويله إلى مستشفى متخصص لإخضاعه لفحوص مدققة لا يمكن أن تجري في مستشفى السجن، طبقا لبيان أصدرته المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.وفي 16 سبتمبر 1998 شيع جثمان محمود نور الدين في وداع مهيب عشية الذكرى العشرون لإتفاقيات كامب ديفيد التي أرست أسس العلاقات المصرية الإسرائيلية، وهي الإتفاقية التي أقسم نور الدين على محاربتها.وعلى الرغم من الحضور الأمني الواضح والمكثف، هتف المشيعون بهتافات معادية لإسرائيل وأحرق العلم الإسرائيلي خلال الجنازة.ويبقى أسم نور الدين في الأذهان وفى العقول والضمائر....
نستحضر -هنا- بعضا من عباراته التي ذكرها لرئيس نيابة أمن الدولة العليا يقول : "بعد عدة شهو ر ( من المعاهدة كانت قد اختمرت في ذهني فكرة مقاومة الضغوط الواقعة على القيادة السياسية في مصر، وتمارسها أمريكا وإسرائيل ، خاصة في مجال التطبيع ، فأسست منظمة ثورة مصر ،من بعض ضباط القوات المسلحة المصرية ، والمدنيين ، وغيرهما ممن اتفقوا معي في العقيدة والفكر الناصريالمتجدد، والذي يحوى باختصار مبادئ ثورة 23 يوليو، وإنجازات الزعيم الخالد( جمال عبد الناصر)، وبدأ العمل العسكري بعد أن وجدت ضرورة وجوده في الساحة المصرية، ليعلم العالم كله ، وخاصة أعدا ءنا من الصهيونيين ، ومن يؤيدونهم ، ويمدونهم بالمال والسلاح ، أن في مصر رجالا وضعوا! رءو سهم على أكفهم في سبيل هذا الوطن ، وأن مبادئ ثورة 23 يوليه وزعيمها جمال عبد الناصر لم ولن تموت ، وبدأنا بالفعل أول عملية مسلحة لنا بالمعا دى ضد مسئول إسرائيلي، اتضح أن اسمه (زيفى كدار)، كما اتضح فيما بعد أنه كان في عائدا من مقابلة سرية وسريعة لمدة ساعات بين عيزرا وايزمان الوزير الإسرائيلي والسيد الرئيس حسنى مبارك، والذي استنتجنا فيما بعد كما نشر، وكما قرأنا أنها كانت لممارسة الضغوط الإسرائيلية للإسراع في التطبيع ، وبالنسبة لهذا الحادث ، فهو أول حادث تقوم به منظمة ثورة مصر". - وفى شهر مارس من عام 1986 ، تم مهاجمة السيارة الإسرائيلية وأطلق الرصاص على ركابها الأربعة العاملين في الجناح الإسرائيلي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ، وقتلت إحدى الإسرائيليات . وأصيب الركاب الثلاثة.. وبتعدد هذه الأحداث ، وبتصاعد تيار المقاومة، امتنعت المؤسسة الرسمية عن الموافقة لإسرائيل بمشاركتها في المعرض الدولي، على الرغم من الإلحاح الدائم والمستمر الذي تقوم به إسرائيل حتى اليوم .
من رأى منكم احدا يثق باسرائيل وامريكا
فليقاومه بيده
وإن لم يستطع فبلسانه
وإن لم يستطع فبقلبه
وإن لم يستطع فبالكلاشنكوف
وهذا أضعف الإيمان
ناجى العلى
ذكريات من شاهدوه فى السجن:
التقي احد الشباب الناصريين مؤخرا بأحد من كانوا مع بطلنا محمود نورالدين فى السجن وقال له : أن بطلنا كان رابط الجأش وكان يقضى كل وقته فى الصلاة وقراءة القران حتى أنه كان يسأل بعض المسجونين من اعضاء الجماعة الأسلامية عن أصعب النوافل لكى يقوم بها وكان الجميع ينظر اليه بحب وأحترام.
المحاكمة و مرافعة الدكتور عصمت سيف الدولة :
طلب بطلنا محمود نورالدين من استاذنا الدكتور عصمت سيف الدولة أن يترافع عنه ( على الرغم أن الكثيرين تطوعوا للدفاع عن بطلنا) فلبى النداء وترافع عنه فى مرافعة ضمنها كتابا سماه ونشره اثناء المحاكمة بأسم ثورة مصر العربية تحولت فيه المرافعة الى سياقها الطبيعى وهو محاكمة الصهاينة والأمريكان حتى ان الدكتور عصمت الحق بمذكرة دفاعه الوثيقة الصهيونية لتفتيت الأمة العربية التى صدرت فى الثمانينات عن المنظمة الصهيونية ليثبت أن ما فعله بطلنا وزملاؤه لم يكن يوما جرما بل هل عمل وطنى نبيل يستحق كل اجلال وتقدير الا أن نظام مبارك الخائن العميل كان حكم الإدانة عنده جاهزا بالسجن لمدة 25 عاما الا انه عندما ذهب بطلنا محمود نورالدين الى السجن كان الحكم الحقيقي عليه هو الإعدام حيث منعت عنه الأدوية والعلاج حتى أصيب بالحمى ورفض القتلة نقله إلى أي مستشفى متخصص لإخضاعه للعلاج حتى فاضت روحه الطاهرة وعندما شيع جثمان الشهيد البطل محمود نورالدين فى 16/9/1998 فى وداع مهيب عشية الذكرى العشرون لأتفاقية الذل والعار والأستسلام//السلام المسماة بكامب ديفيد هتف المشيعون بسقوط كامب ديفيد ونظام مبارك الخائن العميل وأحرق العلم الصهيونى ونعاه أحدهم بقوله:
الخلود للبطل ...مش للغواني واللصوص وتجار الحشيش
كان في عشقه للبلد من أخلص الدراويش
معقولة ماتت إيده القوية
اللي ضحكت بين صوابعها كتير البندقية
وكانت أد جيش ؟!
معقول يكون الفجر ف عينيه الجميلة
مش حيطلع مرة تانية
ولا يغنيش؟!
معقولة نور الدين انطفا
ف لعبة طيش؟!
مات البطل
لكن البطولة لازم تعيش
لكن البطولة لازم تعيش
لكن البطولة لازم تعيش
سجل شرف أعضاء تنظيم ثورة مصر
محمود نورالدين السيد على سليمان
خالد جمال عبدالناصر
محيى الدين عدلى رجب
احمد على محمد على
نظمى حسين سيد أحمد وشهرته نظمى شاهين
محمد على شرف الدين وشهرته حمادة
سامى عبدالفتاح احمد ترك وشهرته سامى فيشة
جمال عبدالحفيظ محمود عبدالرحمن
حامد محمد ابراهيم مصطفى
اسامة احمد محمد خليل
ممدوح عدلى محمد رجب
اسماعيل عبدالمنعم اسماعيل معوض وشهرته اسماعيل الجيزاوى
احمد ابراهيم احمد محمد
اسماعيل جمال الدين السيد عزام
حمدى عبدالغفار على المراغى
مختار عبدالحميد محمد يوسف
جمال شوقى عبدالناصر
شريف حسين محمود الشافعى
محمود محمد يوسف جمعة
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)