شنودة الثالث وتزييف حقائق التاريخ
بقلم / محمود القاعود
مذ أن جلس الطاغوت الصليبى ” شنودة الثالث ” على كرسى ” مار مرقص ” ليُصبح بابا النصارى الأرثوذكس من العام 1971م وحتى الآن .. منذ هذه اللحظة وشنودة يُزيّف حقائق التاريخ ويُزين لأتباعه فكرة استرداد مصر من العرب الذين احتلوها كما يُصوّر له خياله المريض ..
الطاغوت الصليبى النازى شنودة الثالث يُزور حقائق التاريخ بمنتهى الصفاقة والوقاحة وليردد من خلفه طابور طويل من الكلاب النابحة التى تدعى أن العرب احتلوا مصر وأن النصارى ” أصحاب البلد ” وأنهم أصحاب ” الحضارة والتاريخ والجغرافيا ” وأنهم ” أشرف الناس وأشجع الناس وأكرم الناس ” !!
الشحن المستمر من قبل الطاغوت الصليبى لأتباعه جعل الكثير منهم يؤمن بضرورة طرد المسلمين من مصر وإقامة الوطن الصليبى بعد 1400 عام من الاضطهاد المزعوم ، وقامت مجموعات نصرانية بتصميم ما أسموه ” العلم القبطى ” استعداداً لإعلان دولتهم التى لن تقوم لها قائمة بمشيئة الله رب العالمين ..
الطاغوت الصليبى شنودة الثالث يعتقد أن حقائق التاريخ يُمكن تزويرها بمنتهى البساطة من أجل أغراضه الخبيثة الخسيسة الرخيصة .. متجاهلاً أن حقائق التاريخ لا يُمكن تزويرها عبر مجموعة من الكلاب النابحة التى تنهش وتعض كل من يعترض على الكذب والافتراء ..
يقول شيخ المؤرخين فى العصر الحديث ” عبدالرحمن الرافعى ” فى كتابه ” تاريخ الحركة القومية فى مصر القديمة من فجر التاريخ حتى الفتح العربى ” ص 244 :
” شن ( دقلديانوس ) على المسيحيين ” الأقباط ” اضطهاداً دام نحو عشرين عاماً قاست فيها مصر الشدائد والأهوال ، واستشهد خلالها الألوف من المصريين المسيحيين ” الأقباط ” ، وقد اشتهر عهد ( دقلديانوس ) باضطهاد المسيحيين الأقباط على نحو فاق كل ما أصابهم من قبل ، وسمى عهده باسم ” عصر الشهداء ” لكثرة من استشهد فيه من المصريين المعتنقين للمسيحية ، وقد جعل الأقباط بداية التقويم القبطى سنة 284 م ، وهى السنة التى بدأ فيها حكم ( دقلديانوس ) ، وسمى عصره بحق ” عصر الشهداء ” وتخليداً لذكرى أولئك الشهداء جعلوا التقويم القبطى يبدأ بالسنة التى بدأ فيها الاضطهاد الشديد وقد كان تمسك المصريين المسيحيين الأقباط بعقيدتهم من ضروب المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الرومانى ” .أ.هـ
ويقول المؤرخ الشهير ” المقريزى ” عن اضطهاد نصارى مصر على يد دقلديانوس قبل دخول الإسلام العظيم:
” إنه أوقع بالنصارى فاستباح دماءهم وغلق كنائسهم ومنع من دين النصارى وحمل الناس على عبادة الأصنام ، وبالغ فى الإسراف فى قتل النصارى ، وكان لا يفتر يوماً واحداً يحرق كنائسهم ويعذب رجالهم ويطلب من استتر منهم أو هرب ، يُريد بذلك قطع أثر النصارى وإبطال دين النصرانية من الأرض ، فلهذا اتخذوا ابتداء دقلديانوس تاريخاً ” أ.هـ ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ) .
إذاً اضطهاد النصارى على يد الرومان حقيقة لا ينكرها إلا كل حاقد زنيم .. ولقد بلغ من شدة الاضطهاد آنذاك أن قام الأنبا “ بنيامين ” بطريرك النصارى بالاختباء عشر سنوات قبل الفتح الإسلامى المجيد .. حتى جاء الفارس العظيم ” عمرو بن العاص “- الذى يطعن صبيان شنودة فى عرضه وعرض أمه - وصحبه الكرام البررة رضى الله عنهم أجمعين ، حاملاً راية : لا إله إلا الله محمد رسول الله .. وليُؤمّن الأنبا بنيامين على حياته وليمنحه الحرية ، ولينهى عصور الاضطهاد الإجرامية التى عاشها نصارى مصر تحت حكم الرومان ..
يقول أحد أكبر علماء النصارى الإنجليز الدكتور ” الفرد بتلر ” عن الفتح الإسلامى لمصر :
” إن القبط نالوا فى أول الفتح العربى كل ما يتصوره العقل ويُبيحه من الحرية .
كان العرب على ما يلوح لنا أخف وطأة من الرومان فى جباية الأموال ، إذ كان مقدار الجزية والضرائب الذى اتفقوا عليه فى عهد الصلح أخف حملاً على الناس وأقل إحراجاً لهم .
قال الأب بنيامين بطريرك المسيحيين بعد الفتح الإسلامى ولقائه بعمرو بن العاص : ” كنت فى بلدى وهو الإسكندرية ، فوجدت بها أمناً من الخوف ، واطمئناناً بعد البلاء ، وقد صرف الله عنا اضطهاد الكفرة وبأسهم ” والكفرة هنا هم الرومان المسيحيون الذين اضطهدوا المسيحيين المصريين …
يقول بتلر عن موقف الأقباط بعد فتح العرب لمصر : إذن فما كان أعظم ابتهاج القبط بخلاصهم مما كانوا فيه ، فقد خرجوا من عهد ظلم وعسف تطاول بهم ، وهوت بهم إليه حماقة البيزنطيين ، وآل أمرهم بعد خروجهم منه إلى عهد من السلام والطمأنينة هو عهد العرب ، وكانوا من قبل تحت نيرين من ظلم حكام الدنيا واضطهاد أهل الدين ، فأصبحوا وقد فك من قيدهم فى أمور الدنيا ، وأرخى من عنانهم ، وأما دينهم فقد صاروا فيه إلأى تنفس حر وأمر طليق .
وقد يُقال إن حكامهم الجدد – أى العرب – قد أدخلوا إلى الأرض ديناً غريباً غير دين المسيح ، وهذا حق ، غير أنهم لم يروا فى ذلك إلا عدلاً من الله ، إذ جمع الناس على قول واحد ، فقالوا : ما خرج الروم من الأرض وانتصر عليهم المسلمون إلا لما ارتكبه هرقل من الكبائر ، وما أنزله بالقبط وملتهم ، فقد كا هذا سبب ضياع أمر الروم وفتح المسلمين لبلاد مصر ” أ. هـ ( الفتح العربى لمصر – الدكتور الفريد بتلر ، ترجمة : محمد فريد أبو حديد ) .
وشهد شاهد من أهلها .. نصارى الغرب يعترفون بأفضال الإسلام على مصر ونصارى مصر .. ولكن المجرم شنودة الثالث يرد الجميل بتحريض النصارى على شتم وسب ولعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والدعوة لطرد المسلمين من وطنهم وبلدهم مصر ..
يُصور الطاغوت الصليبى شنودة الثالث لأتباعه أن 80 مليون مسلم مصرى الآن جميعهم جاء من الجزيرة العربية !! وهذا لعمر الله سخف وكذب ودجل وافتراء على العقل والمنطق …
إن من دخلوا مصر مع سيدنا عمرو بن العاص لا يتجاوزن بضعة آلاف .. فكيف لهؤلاء أن يتحولوا إلى 80 مليون !؟
الواقع يقول أن النصارى دخلوا فى الإسلام أفواجاً وبمحض إرادتهم .. فالنصارى الذين قاوموا الرومان وقُتل منهم الآلاف على يد دقلديانوس .. ما كان لهم ليعتنقوا الإسلام تحت وطأة التعذيب أو الاضطهاد أو ما يُسميها صبيان شنودة بـ ” الأسلمة ” … هؤلاء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل دينهم النصرانى لم يكن ليرهبهم العرب .. كما لم يرهبوا الرومان .. ولكنهم عرفوا الحق واتبعوه .. وبقيت القلة الضئيلة العابثة على دينها النصرانى دون أن يمسسها سوء ..
المصريون أكثر الشعوب على وجه الأرض تديناً .. قلنا هذا الكلام قبل صدور الدراسات الحديثة التى تؤكد هذا الأمر .. منذ أيام الفراعنة وحتى يومنا هذا والدين فى مصر أهم شئ فى الحياة .. حتى اللص عندما يذهب للسرقة يقول ” استرها يارب ” !!
والشاهد أن شعب بهذا التدين لا يتخلى عن دينه بسهولة إلا إذا تأكد من حقيقة الإسلام وعلم أنه الدين الحق الذى بشر به عيسى بن مريم عليه السلام .. لا يمكن أن للتعذيب والترهيب والغصب أن يُحول الشعب المصرى إلى دين آخر مهما حدث ..
يقول رجاء النقاش فى كتابه ” الانعزاليون فى مصر .. رد على لويس عوض وتوفيق الحكيم وآخرين ” ، عن أكذوبة احتلال مصر من قبل العرب :
” أما حكاية الاستعمار الاستيطانى فهى تحتاج إلى وقفة علمية متأنية . إن الحكم على العصور القديمة بمنطق العصر الحديث غير سليم ، ففى العصر الذى دخل العرب فيه مصر بل وبعد ذلك بقرون عديدة ، كانت شعوب العالم كلها تمتزج وتختلط ببعضها البعض عن طريق سلمى تارة ، وعن طريق الحرب والعنف تارة أخرى . فتاريخ الأمة الإنجليزية الحديثة مثلاً يتكون من الاختلاط العنيف القاسى بين شعوب متعددة منها البريطانيون الأوائل ، ثم القبائل الجرمانية وأهمها قبائل الإنجليز والسكسون ثم النورمان ، الذين أغاروا منذ تسعمائة سنة على إنجلترا . وكان الاختلاط والتفاعل بين هذه العناصر قاسياً عنيفاً شهد الكثير من الحروب والمذابح والمصادمات المريرة ، حتى انتهى بتكوين الأمة الإنجليزية الحديثة . ولذلك لم يكن غريباً فى عصر الفتح العربى لمصر ، أن يمتزج شعب مصر الأصلى بشعب آخر هو شعب الجزيرة العربية ، ليخرج من هذا الامتزاج شعب جديد هو شعب مصر العربى الحالى ، فذلك كان هو منطق التاريخ فى تلك الفترة ، وكان صورة من التفاعلات الاجتماعية فى العالم كله ، وقد ظل هذا النوع من التفاعل قائماً فى المجتمعات الإنسانية إلى ما بعد دخول العرب مصر بقرون عديدة . وليس فى امتزاج العرب بالمصريين ما يسمح لنا علمياً بتشبيهه بالاستعمار الاستيطانى كما رأيناه فى أحدث نماذجه مجسداً فى إسرائيل . فالاستعمار الاستيطانى يقوم على أساس طرد شعب من أرضه والحلول محله كما فعل اليهود مع شعب فلسطين ، وهذا ما لم يقم به العرب ولا بما يشبهه على الإطلاق . بل لقد عاش العرب مع المصريين وامتزجوا بهم امتزاجاً طبيعياً عميقاً ” أ.هـ ص 130 – 131 ط 1981م
هذه هى حقائق التاريخ التى يأبى الطاغوت الصليبى شنودة الثالث إلا أن يُزيفها ويُحرفها من أجل نفسه الخبيثة المتمردة التى تُريد الخراب والدمار لمصر الإسلام والعروبة ..
حقائق التاريخ تثبت بكل وضوح – وباعتراف النصارى العرب والأجانب – أن الإسلام هو الذى خلّص النصارى من الاكتواء بنيران الرومان .. الإسلام هو الذى وضع حداً للإبادة الجماعية التى شنها الرومان ضد النصارى .. الإسلام هو الذى أمّن النصارى على أرواحهم وممتلكاتهم .. الإسلام هو الذى نشر الأمن والأمان فى مصر .. الإسلام هو الذى صحح الأخطاء وأقام العدل ونشر السلام .
ولكنه من المحزن أن يكون رد الجميل من المجرم الرعديد شنودة الثالث أن يأمر بسب الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فى جميع الكنائس ، وفى 25 فضائية تبث على القمر الاصطناعى ” هوت بيرد ” وفى مئات المواقع الإليكترونية .. من المحزن أن يكون رد الجميل من شنودة الثالث هو مطالبته بحذف آيات من القرآن الكريم .. من المؤلم أن يطالب النذل شنودة الثالث بطرد المسلمين من مصر .. من المفجع أن يخطط شنودة الثالث لإقامة دولة نصرانية فى مصر ..
إنه لمن الغريب أن نجد الصحافة المصرية عاجزة عن توجيه كلمة لوم أو عتاب لـ شنودة الثالث على جرائمه العددية المتنوعة ، بينما نجد هذه الصحافة لا هم لها إلا سب الإسلام والتشنيع على أهله ..
لتعلم يا شنودة الثالث أن التاريخ سيبقى كما هو وأن أساليبك الإرهابية الشيطانية لن تغير التاريخ الذى يعرفه جميع الناس
المدون
مصر
محمد طلعت عبد العاطى
تبارك الله خالق الورد اللى بأحبه
ورد أحبه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق