المحكمة الدستورية العليا المصرية تفصل في دستورية قانون النقابات نهاية العام الجاري
العدد 8666 تاريخ 20\8\2002
القاهرة: «الشرق الأوسط»
كشفت مصادر قضائية مصرية ان هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا اقرت بعدم دستورية قانون انتخابات النقابات المهنية، ورجحت ان تفصل المحكمة في دستورية القانون قبل نهاية العام الجاري. وكان محاميان مصريان هما عبد العظيم الماجد وعصام الاسلامبولي قد تقدما بطعن في دستورية القانون 100 لسنة 1993 المنظم للانتخابات في النقابات المهنية باعتبار ان القانون لم يعرض على مجلس الشورى قبل عرضه على البرلمان وفق ما نص عليه الدستور.
كما اعتبر المحاميان في دعواهما ان النص على ضرورة تحقيق نصاب تصويت تعجيزي يخل بالشروط الدستورية للقانون حيث اشترط حضور نصف الجمعية العمومية عند اجراء أول اجتماع لها وفي الاعادة اشترط الثلث وهو ما يخالف القانون الذي اكتفى بحصول الفائز على اصوات اغلبية الحاضرين اسوة بما يتم في انتخابات البرلمان والمجالس المحلية. واكدت الدعوى ان القانون الحالي للنقابات يهدد بمنع ممارسة العمل النقابي لانه في حالة عدم اكتمال الجمعية العمومية تؤول ادارة النقابات الى الجهات القضائية والتي يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية، في حالة عدم اكتمال نصاب الجمعية العمومية عدة مرات.
من جانب الاخوان المسلمين يسود الحذر من امكانية عدم دستورية القانون 100 لسنة 93، والذي اعترضت عليه الجماعة عندما تم التصديق عليه عام 1993 واعتبرته موجها ضدها، ولكن بعد نجاح مرشحي الاخوان في التجربة الاولى مع القانون الحالي للنقابات وذلك في انتخابات نقابة المحامين بدأت جماعة الاخوان في التعاطي مع القانون الحالي. ويسود تخوف داخل الاخوان من ان تسعى الحكومة في حالة الحكم بعدم دستورية القانون 100 لسنة 93 ان يؤدي ذلك الى اصدار قوانين اخرى تصعب من تواجد الاخوان في النقابات المهنية خاصة ان الجماعة تعد النقابات احد الاماكن الخصبه لوجودها والعمل من خلالها.
وتتزامن التطورات الخاصة بقانون النقابات مع مطالبة الاطباء والمهندسين والصيادلة باجراء الانتخابات في نقاباتهم. وصدر القانون المطعون فيه عام 1993عقب سيطرة جماعة الاخوان المسلمين على اغلب تشكيلات مجالس النقابات المهنية، وعلى رأسها نقابة المحامين والاطباء والمهندسين والصيادلة مما ازعج الحكومة بشدة فسعت الى الحد من سيطرة الاخوان على النقابات المعنية من خلال هذا القانون الذي اشترط حضور نصف اعضاء الجمعية العمومية للانتخابات أو الثلث في حالة اعادتها. وجاءت انتخابات نقابة المحامين عام 2001 والتي جرت على اساس القانون الجديد بانتكاسة جديدة للحكومة اذ سيطر الاخوان على مجلس نقابة المحامين مع نقيب ناصري، مما اعطى انطباعا بعدم جدوى القانون في الحد من نفوذ الاخوان داخل النقابات.
وتشير مصادر حكومية الى انه حال الحكم بعدم دستورية القانون ونظامه الانتخابي فإنه يمكن وضع قانون خاص لكل نقابة على حده يتناسب مع طبيعتها، وفي الوقت ذاته يحد من السيطرة الاخوانية، وفي هذا الاتجاه هناك مشروع القانون الذي تقدم به النائب أبو النجا المحرزي نائب زعيم الاغلبية الحكومية في مجلس الشعب وهو ايضا عضو في مجلس نقابة المحامين الفرعية بالجيزة واقترح في مشروع قانونه ان تحدد لكل نقابة مهنية قانون انتخابي خاص بها، ووضع تصور لنقابة المحامين ويتم بموجبه اختيار الاعضاء عن التمثيل الاقليمي بحيث تأتي كل دائرة استئنافية بمثلها النقابة. وبالاضافة لاقتراح أبو النجا المحرزي هناك عدة مشروعات اخرى سوف يتم التقدم بها عقب الحكم بعدم دستورية القانون الحالي المنظم للانتخابات.
المدون
مصر
محمد طلعت عبد العاطى
تبارك الله خالق الورد اللى بأحبه
ورد أحبه
الأحد، ٥ أبريل ٢٠٠٩
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق