مصطفى بكري
رئيس تحرير جريدة الأسبوع
مرشحاً لرئاسة الجمهورية
المتابع للحالة السياسية المصرية خلال الشهور القليلة الماضية يستطيع أن يؤكد بسهولة أن هناك ورطة حقيقية ليس للحكومة و لا للنظام فحسب و لكن لمصر كلها !
المفترض أن هناك انتخابات رئاسية سوف تجرى فى سبتمبر المقبل .. و أن بداية الحملة الإنتخابية سوف تكون فى التاسع عشر من يوليو أى بعد أيام قليلة .
و المفترض أيضاً أن تجرى الإنتخابات فى جو من الشفافية و النزاهة لأنها سوف تكون محل متابعة دقيقة للغاية من كل وسائل الاعلام العالمية و من المنظمات السياسية و الحقوقية ... والولايات المتحدة بقيادة جورج بوش فإن الورطة تبدو عندما تخلو الساحة من منافس حقيقى للرئيس مبارك .. إن وزارة الإعلام تعد الآن خطة إعلامية لمتابعة المعركة الإنتخابية .. و حسب تصريحات الوزير أنس الفقى فإن الخطة تضمن تكافؤ الفرص بين جميع المرشحين و التعامل بحيدة تامة مع جميع المرشحين المعارضين بالمساواه مع مرشح الحزب الوطنى ... كل ذلك و لم يقل لنا أحد من هؤلاء المرشحين المعارضين .. أو من هو مرشح الحزب الوطنى .. فالرئيس مبارك لم يعلن حتى الآن ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة .. و المعارضون ايضاً ما زالوا يتدارسون الموقف ...
و عندما أعلن خالد محيى الدين زعيم حزب التجمع عزمه على ترشيح نفسه لم تتقبل الأوساط السياسية هذا الخبر بلترحيب ليس اعتراضاً على خالد و لكن رفضاً أن يتوج تاريخه الناصع بتجربة يصفها البعض بأنها تمثيلية لا أكثر و لا أقل !
هذا المأزق السياسى صار مسيطراً على تفكير اكثر من جهة و أصبح القاسم المشترك فى جلسات الحوار و اجتماعات النميمة السياسية .. لذلك فقد تسربت مؤخراً أنباء عن عزم الكاتب الصحفى مصطفى بكرى رئيس تحرير جريدة الأسبوع ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية !
هذه الأنباء فاجأت كثيرين و اعتبرها البعض مجرد شائعة جديدة فى بورصة الشائعات التى كان آخرها الحديث عن المشير محمد عبد الحليم ابو غزالة كمافس للرئيس مبارك على منصب الرئيس .
الذين رفضوا خبر ترشيح بكرى استندوا لعدة أسباب :
أولاً : ان بكرى - طبقاً لتعديلات المادة 76 - لا يستطيع دخول المعركة إلا بالحصول على كم هائل من توقيعات أعضاء مجلسى الشعب و الشورى و المجالس المحلية و هو ما يعجز أى مرشح عن تحقيقه مهما كان حجم شعبيته .
ثانياً : أن مصطفى بكرى لا يستطيع الإستفادة من الاستثناء الممنوح لمرشحى احزاب المعارضة فى انتخابات 2005 فقط لأن بكرى غير منتم لأى حزب سياسي كما أنه أعلن اكثر من مرة أنه لا يعتزم الإنضمام لأى حزب بعد تجارب إنتهت بالفشل فى أحزاب الأمة و الناصرى و الاحرار .
ثالثاً : أخفق مصطفى بكرى فى تحقيق النجاح فى انتخابات مجلس الشعب عن دائرة حلوان خلال دورتى 1995 و 2000 و بالتالى قد يكون هذا سبباً فى تردده و تراجعه عن المشاركة فى انتخابات رئاسية تتطلب تواجداً و جماهيرية فى جميع محافظات مصر من الاسكندرية و حتى أسوان .
رابعاً : أعلن بكرى فى أكثر من مناسبة عدم رضاه عن التعديلات على المادة 76 من الدستور و وصفها بانها فارغة من مضمونها و بالتالى فليس من المنطق أن يوافق بكرى على دخول معركة الرئاسة فى ظل هذا التعديل .
أما الذين رحبوا بأنباء ترشيح بكرى استندوا إلى نقاط أخرى تجعل هذه الأنباء أقرب إلى الحقيقة منها إلى الشائعة :
أولاً : يتمتع بكرى بوجه مقبول جماهيرياً و يتابع الناس لقاءاته على القنوات الفضائية و يُعجب الكثيرون بهجومه العنيف على الحكومة كما أنهم يتعاطفون مع حسه القومى و تعاطفه مع القضايا العربية .
ثانياً : يصلح بكرى - طبقاً لوجهة النظر السابقة - لخوض منافسة حقيقية خلال معركة الرئاسة القادمة .
ثالثاً : يمتلك بكرى صحيفة واسعة الإنتشار تستطيع أن تمثل وسيلة إعلامية حقيقية تسانده و تروج لبرنامجه و هو ما يفتقده أغلب المرشحين الذين أعلنوا ترشيحهم رسمياً حتى الآن .
رابعاً : يعتبر بكرى من الوجوه المقبولة لدى الحكومة و هو أحد الأسماء الرئيية التى تدعى فى اللقاءات الرسمية مع الرئيس مبارك و بالتالى قد يكون ترشيحه أمراً مقبولاً من الحكومة و محل ترحيب أيضاً فيضمن بذلك عدم تعرضه لأية ضغوط خلال حملته الإنتخابية .
خامسأ : المتابع لجريدة الأسبوع سوف يكتشف تغير لهجتها كثيراً خلال الأسابيع القليلة الماضية خاصة فيما يتعلق بالتعديلات الدستورية و الحوادث المؤسفة التى وقعت يوم الإستفتاء و جرى خلالها هتك عرض مجموعة من الصحفيات و المحاميات .. فقد لجأت الأسبوع إلى العناوين الساخنة و أعلنت ادانتها بشكل واضح دون اللجوء إلى تحييد كبار المسئولين كما كانت تفعل فى أحداث سابقة و هو ما وصفه المراقبون بأنه بداية لبرنامج مصطفى بكرى الانتخابى .
سادساً : يعتبر مصطفى بكرى هو صاحب فكرة التجمع الوطنى من اجل التحول الديمقراطى الذى تكون مؤخراً و يضم عدداً كبيراً من الشخصيات السياسية و الإعلامية ذات الثقل و الذى يرأسه رئيس الوزراء الأسبق عزيز صدقى و يحتل بكرى موقع الناطق الرسمى باسم التجمع ..
و قد نشرت الأسبوع فى أعدادها الماضية عدداً كبيراً من أسماء المواطنين الذين ارسلوا رغبتهم فى الانضمام للتجمع الوطنى و هم فى الوقت نفسه قد يمثلون فى مرحلة لاحقة رصيدا مبدئيا لأنصار مصطفى بكرى حال إعلانه الترشيح لمنصب الرئيس .
سابعا : من المنتظر إذا ما تم هذا السيناريو أن يتم ترشيح بكرى ممثلاً لحزب مصر الفتاه الذى كان هو أحد مؤسسيه مع رئيسه الراحل على الدين صالح و كان بكرى رئيساً لتحرير صحيفته التى صدرت فى التسعينات ثم أغلقت وكانت قد حققت شهرة واسعة فى ذلك الوقت .
يؤيد ذلك الحملة التى يتزعمها بكرى منذ فترة للمطالبة بحل مشكلة الحزب الذى ما زال مجمدأ بقرار من لجنة شئون الأحزاب رغم حصوله على عدد كبير من الأحكام القانونية .... و حال نجاح بكرى و تدخل صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى لإطلاق سراح الحزب فمن المؤكد فى هذه الحالة أن بكرى سوف يحتل منصب أمين عام الحزب و يخوض المعركة باسمه .
ثامناً : أجرت إحدى الصحف حواراً مع بكرى نشر قبل أسبوعين قال فيه شكل واضح أنه لن يمنح صوته للرئيس مبارك فى الانتخابات القادمة و أنه سيعطى صوته للمرشح الآخر إن كان فيه مرشح آخر ... هذا التصريح يعتبر جديداً على اللهجة التى ميزت مقالات بكرى خلال السنوات الماضية و التى لم يبد فيها بشكل صريح اعتراضه على شخص الرئيس مبارك بل و وصفه فى أحاديث تليفزيونية سابقة بأنه الشخص المقرب إلى نفسه و الذى يشعر بتواجده معه فى أى أزمة يتعرض لها و إذا صدقت تلك التوقعات فمن الطبيعى إذن ألا يعطى بكري صوته للرئيس .
و يعطيه للمرشح الآخر .... الذى هو بكرى نفسه !
تاسعاً : إذا ما قارنا مصطفى بكرى مع بقية من أعلنوا ترشيح أنفسهم مثل طلعت السادات و أيمن نور و غيرهم - فمن السهل ان نؤكد أنه سيكون أقوى المرشحين - من حيث تقديمه لبرنامج يثير حماس الجماهير و قدرته على ادارة حملة انتخابية سوف تعتمد على العزف على الإحساس القومى و الدينى لدى المصريين ..
و قد يتسائل البعض عن النتيجة التى قد يحرزها بكرى .. و الإجابة معروفة بالطبع .. فلا يوجد منافس له صاحب فى المجالس النيابية و صاحب نفوذ في السلطة التنفيذية بكافة أشكالها .
لذلك فأنا أعتقد أن ترشيح بكرى سيطرح على الساحة السياسية مرشح ومنافس قوي
بقلم : هشام أبو المكارم
المدون
مصر
محمد طلعت عبد العاطى
تبارك الله خالق الورد اللى بأحبه
ورد أحبه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق