المدون
مصر
محمد طلعت عبد العاطى
تبارك الله خالق الورد اللى بأحبه
ورد أحبه
الأربعاء، ١١ مارس ٢٠٠٩
جريدة الأسبوع المصرية
بسم الله الرحمن الرحيمجريدة الأسبوع المصرية من منطلق الحرص على التواصل معكم وتبادل الرأيوالمعلومات حول ما يشغل قضايا أوطاننا وأمتنا تأتى هذه الرسائل التينتشرف بإرسالها إليكم لتكون عاملا من عوامل التقارب والتواصل والوقوف علىالمواقف المشتركة والتيتعود بالنفع بلاشك على أبناء الأمة جميعهم وتساهم في توضيح الحقائق إزاءبعض القضايا الملتبسة..راجين أن يدوم هذا التواصل لما فيه الصالحالمشترك.ولكم كل الشكر والتقدير والاحترام.فيصل حسينمدير مواقع جريدة الأسبوع على شبكة الانترنتwww.elaosboa.comwww.mostafabakry.comwww.mahmoudbakry.comFesal_hussien@yahoo.com010872062125762562*******************************************تعلن 'الأسبوع' عن فتح باب التدريب أمام طلبة كليات الإعلام حيث تعتزمالجريدة اطلاق اصدار يومى اليكترونى على شبكة الانترنت..وسوف يتم منحالطلبة الباحثين عن فرصة للتدريب على مختلف الفنون الصحفية من خلال العملالميدانى مساحة للنشر.على من يرغب فى الالتحاق بفريق العمل بـ'الأسبوع الاليكترونى' التوجهلمقر الجريدة.*******************************************بقلم مصطفى بكرى رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة صحيفة الأسبوع المصرية*******************************************'بلوه واشربوا ميته'!!حدث ما كان متوقعا، تآمر الغرب والصهاينة وأصدروا القرار، وأصبحالرئيس السوداني عمر البشير مستهدفا، بل أكاد أقول: إن السودانوالأمة هم المستهدف الحقيقي من وراء هذه المؤامرة التي لا تستند إليقانون ولا شرعية.يوم الأربعاء الماضي أصدرت المحكمة الجنائية قرارها الظالم، انطلقتالمظاهرات في كل أنحاء السودان، نزل البشير إلي الشارع في سيارة مكشوفةوسط الأمواج البشرية التي خرجت إلي الشارع في شتي أنحاء السودان.لم يهتز البشير، لم يرتجف، لم يتراجع، لم يخنع، لم يسلم، لميقبل بسياسة الأمر الواقع، وقف وتحدي، لم يكترث بالتهديدات الرخيصة،والتي هددت بخطفه من الجو بمجرد مغادرته الخرطوم، وقرر أن يسافر إليقمة الدوحة مهما كان الثمن.الجامعة العربية قررت ارسال وفد إلي مجلس الأمن، يبدو أنها لم تعدتمتلك سلاحا سوي الزحف إلي نيويورك لطلب الاستجداء، مجردين من كافةالأسلحة وأوراق الضغط، إنهم يكررون نفس سيناريو غزة، والصمت سيكونحتما مآلهم الأخير بالضبط كما حدث مع اغتيال ياسر عرفات وصدام حسين.أما مصر المعرض أمنها للخطر، فقد أعلنت عن انزعاجها الشديد، ودعاوزير الخارجية السيد أحمد أبو الغيط مجلس الأمن إلي تحمل مسئولياته تجاهحفظ السلم والاستقرار في السودان.ويراهن العرب علي أن يتخذ مجلس الأمن قرارا بتفعيل المادة ٦١ من النظامالأساسي للمحكمة لتأجيل تنفيذ قرار اعتقال الرئيس البشير، ولكن يبدو منالواضح أنهم لم يقرأوا التصريحات الأمريكية والبريطانية والفرنسية التيهللت لقرار المحكمة الجنائية واعتبرته قرارا عادلا.نعم لم تكن القضية بالنسبة لهؤلاء هي قضية عدل أو ظلم قانون أو بلطجة،لكنها كانت بالنسبة لهم منالا وهدفا إنهم لا يريدون السودان موحدا،قويا، قادرا علي الخروج من أزماته التي كان الاستعمار القديم والجديدسببا فيها.لقد قال الرئيس عمر البشير: 'إن قرار المحكمة الدولية لا قيمة له،وإن طريق السودان هو طريق عزائم وشدائد وان المارد السوداني العربيوالافريقي سينطلق، وأن السودانيين شعب عزيز لا يقبل المهانة ومحاولاتالإذلال والتركيع'.لقد جاء البشير إلي الحكم في نهاية يونيو ٩٨٩١، رفض منذ البداية انيكون ألعوبة في يد أحد، صمم علي أن يمضي في طريق الاستقلال والتحرر منهيمنة قوي الشر التي لا تريد للسودان خيرا، فتح أبواب بلاده أمامالجميع ورفض التبعية لإله العالم الجديد أمريكا.قرر ان يحكم بلاده مستندا إلي الشريعة الإسلامية، انحاز إلي قضاياالأمة ورفض أن يكون طرفا في الأحلاف المشبوهة، وقف إلي جانب المقاومة،ورفض كل الضغوط التي مورست علي بلاده لإجبارها علي إقامة علاقات معالكيان الصهيوني.تدخلت واشنطن لأكثر من مرة، مارست ضغوطها، وبعد الفشل راحت توجهضرباتها إلي عمق السودان وتطلق صواريخها علي مصنع الشفاء للأدوية،والتي زعمت أنه مصنع لإنتاج الأسلحة الكيماوية، لكنها فشلت أيضا فراحتتستخدم أدواتها، وتفتح جروحا غائرة في الجسد السوداني، وتسعي إليتأجيجها وصب الزيت علي النار لاشعالها.ونسي هؤلاء أو تناسوا أن البشير هو من الرجال الذين لا يقبلون بالهوانولا الاستسلام، لكنه يمتلك في الوقت ذاته أفقا واسعا للحوار وقدرةكبيرة علي الوصول إلي قلوب وعقول الناس ولذلك التفوا حوله وساندوه بكلقوة لأنه استطاع أن يجسد طموحاتهم وأن يدفع بالسودان خطوات إلي الأمامرغم كل المؤامرات.في وسط الحشود الهادرة يقف البشير ملوحا بعصاه في الهواء، بابتسامةرصينة وقلب مفتوح وشجاعة نادرة، ليؤكد للجميع أن السودان وبرغم كل مايعانيه من مؤامرات لايزال بلدا آمنا، يسعي إلي لملمة الجراح ويحاصرالمتآمرين.لقد بدأ المحللون في البلدان الأوربية تحديدا يرسمون سيناريوهاتالمستقبل، فمنهم من قال باحتمالية حدوث انقلاب عسكري، ومنهم، منراح يشير إلي احتمال اختيار نائبه علي عثمان طه بديلا، ومنهم من تحدثعن سيناريو الحرب الأهلية أو التدخل العسكري الأجنبي المباشر لإسقاطالنظام وخطف الرئيس البشير.وبغض النظر عن هذه التحليلات ومدي مصداقيتها فإن الحقيقة الواضحة الآن هيأن الشعب السوداني يلتف حول قائده ويرفض مؤامرة المحكمة الجنائيةالدولية، وليس غريبا أن تخرج التظاهرات في دارفور لتعلن رفضها لهذهالمؤامرة، بينما لم نسمع عن مظاهرة واحدة انطلقت لتؤيد هذا القرارالجائر.إن السودانيين يدركون تماما أهداف المؤامرة، خاصة بعد أن أثبتت الأحداثخلال الفترة الماضية أن الحكومة السودانية قدمت كافة التنازلات الممكنةلإيجاد حل للأزمات الناشبة بفعل الدمي التي تحركها أمريكا والصهيونيةالعالمية، ومع ذلك كان المعرقل دائما هو هؤلاء المتمردين المرتزقةالذين اتخذوا من باريس ولندن وواشنطن وتل أبيب مقار لهم، بعد أنأججوا الفتنة، وزرعوا الشقاق بين أبناء الوطن الواحد.غير اننا مع كل ذلك علينا أن نتوخي الحذر من خطورة المرحلة القادمة،فالأموال القذرة سوف تتدفق إلي السودان، وبعض أصحاب النفوس الضعيفة قديجدونها فرصة لتصفية الحسابات، وهناك من سيحرض، وهناك من سيدبجالمقالات المسمومة، سيكررون نفس السيناريو الذي استخدموه مع الرئيسصدام حسين، لينتهي بهم المطاف باطلاق أهدافهم الخبيثة ويقولوا: 'إذاكان البشير غير حريص علي السلطة فليتنازل وينقذ السودان'!!إنه بالضبط نفس الكلام، ونفس السيناريو، والنتيجة معروفة سلفا،المراد ليس رأس البشير فقط ولكن رأس السودان، بالضبط كما أن رأسالشهيد صدام حسين لم يكن هو المستهدف فقط، بل كان رأس العراق، فقداعدموا صدام، لكنهم استمروا في الاجهاز علي العراق.تعالوا نفترض ان الرئيس البشير استقال أو أجبر علي الاستقالة، فالأوضاعسوف تزداد تدهورا في هذا الظرف الاستثنائي تحديدا، وهناك قوي حتما سوفتسعي إلي فرض أمر واقع، فالجنوب سيعلن الانفصال ،والحروب الأهليةستندلع بقوة، والخلافات سوف تنشب في الخرطوم، وستكون النتيجة هيتفتيت السودان، وسيادة حالة من اللااستقرار والحروب الطائفية والعرقيةعلي مدي سنوات طوال وسوف تتدخل إسرائيل وأمريكا بقوة في هذه الصراعاتوسوف تدفع القوي الباغية بأچندتها ليجري تنفيذها علي يد القوي العميلة،وسيكون الهدف هذه المرة مصر، بحيث تنطلق الحرب ضد مصر من الجنوب بعدأن فشلت إسرائيل في تنفيذ مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من غزة إليسيناء.إن علي الجميع أن يدركوا أن الأمن المصري سيكون في خطر كبير في حال نجاحالمخطط الإجرامي ضد السودان ورمز وحدته الرئيس البشير، ومن ثم فإن مصرمعنية قبل الآخرين باتخاذ الموقف القوي والمناسب وقيادة الأمة كلها فيمواجهة هذا المخطط والسعي إلي إجهاضه بكل السبل.قد يكون لبعض الأطراف تحفظاتها ومواقفها، وخلافاتها ولكن الوقت الآن لميعد وقت الخلافات والشماتة فالذين ندموا علي انهيار العراق حتما سيندمونكثيرا علي ضياع السودان، لأن أمنهم جميعا سيكون في خطر، وستسودبلداننا جميعا ثقافة الاثنيات والطوائف والأعراق وسوف تكون الخططالأمريكية - الصهيونية جاهزة لتفتيت الدولة القطرية وإعادة إنتاجها منجديد.لقد تحدي البشير قوي الطغيان الدولي وقرارها الظالم وقال: 'بلوهواشربوا ميته' إذن فليكن الرد هو تفعيل الإرادة وكل عوامل القوةوالجماهير جاهزة.نعم الجماهير لا تخاف ولديها قدرة هائلة علي التحدي والصمود،. فقطالأنظمة هي التي تخذلنا دائما، افعلوها مرة، لأن هذه المرة الأمرمختلف، فالصمت هوان، والتسليم خيانة، ومن يتصور أن وطنه آمن سوفيفاجأ في أقرب وقت أن النار قد اشتعلت في ثوبه لتأكل الأخضر واليابس.تحركوا ودافعوا عن السودان، فأنتم تدافعون عن أنفسكم وعن أمنكم وعنجماهيركم وعن أوطانكم وأيضا عن كراسيكم. يا جامد !!نشرت الصحف المصرية صورا للسيد الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وهو يمارسلعبة كرة القدم ضمن فريق من الوزراء والمسئولين استجابة لقرار الرئيسمبارك بجعل يوم الثالث من مارس عيدا قوميا للرياضة.ونحن لسنا ضد حق السيد رئيس الوزراء في ممارسة الرياضة وارتداء الملابسالرياضية واستخدام كل أساليب الكر والفر للفوز وتصويب الأهداف.لكننا كمواطنين مصريين من حقنا أن نسأل السيد الدكتور أحمد نظيف عنالأسباب الحقيقية التي أدت إلي هذا الفشل والانهيار الكبير للسياسةالاقتصادية والمالية لحكومته 'الرشيدة'!!لقد كشفت الحقائق التي طرحها المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزيللمحاسبات أمام البرلمان الأسبوع الماضي عن وقائع خطيرة تضمنها التقريروجسدتها عبارة واحدة قال فيها: 'إذا كانت حكومة الدكتور أحمد نظيف قدحققت نجاحا في مجال الإصلاح الاقتصادي فإن ما تحقق من إنجازات اقتصاديةلم يشعر به البسطاء والفقراء ومحدودو الدخل بل والطبقة المتوسطة أيضا'.بهذه العبارة اختصر المستشار جودت الملط القضية بأسرها، وان كان قد ذكرعددا من الحقائق عنوانها هو الفشل الحكومي المتكرر ورفض الاستجابةلملاحظات الجهاز المركزي التي تتكرر كل عام وكأن أحدا لا يري ولا يسمعولا يتكلم.لقد قال السيد وزير المالية د.يوسف بطرس غالي في تقريره معلومات تجافيالحقيقة وتمثل خداعا للمواطنين وصلت إلي حد الادعاء بأن صافي مركز الدينالحكومي المحلي في ٠٣/٦/٨٠٠٢ بلغ ٧،٨٧٤ مليار جنيه مقابل ٢،٨٧٤مليار جنيه في عام ٦٠٠٢، وان التحسن بلغ ٨،٠١٪ مقارنة بالناتجالمحلي الإجمالي.وإذا كنا نقول ان الناتج المحلي الإجمالي يزيد وفقا لمعدلات النمو أوالتضخم فإن الحقيقة التي ترصدها الوثائق تؤكد ان الدين الحكومي المحليلعام ٨٠٠٢ بلغ ٩،١١٥ مليار وليس ٧،٨٧٤ مليار كما ادعي د.يوسفبطرس غالي.والقضية ببساطة أن سيادة الوزير حصل من البنك المركزي علي ٣٣ مليارجنيه من الحساب المجمد والخاص بسداد الديون وفقا لجدولة نادي باريس ليبدوأمام البرلمان والرأي العام وكأنه يحقق نجاحات اقتصادية بدليل ان حجمالدين الحكومي المحلي لم يرتفع كثيرا هذا العام كما حدث في أعوامسابقة.كنت أتمني علي الدكتور نظيف ووزير ماليته وأركان حكومته أن يفسروا لناكيف ارتفع الدين الحكومي المحلي من ٧،٢٩٢ مليار جنيه عندما اختيرسيادته رئيسا للحكومة والآن وصل وفقا لأرقام وزير المالية إلي٧،٨٧٤، أي ان الزيادة بلغت ٩١٢ مليار جنيه في أربع سنوات فقط،وإذا أضفنا إليها ال٣٣ مليارا التي حصل عليها كدين من البنك المركزيفمعني ذلك ان الدين الحكومي وصل عمليا إلي ٢٥٢ مليار جنيه.أما زيادة الدين الخارجي فهو يعكس أيضا فشلا حكوميا كبيرا إذ ارتفع في٠٣/٦/٨٠٠٢ من ٦،١٧ مليار جنيه جنيه إلي ٨،٥٤١ مليار أي بزيادةقدرها ٢،٤٧ مليار، مع أنه كان حوالي ٥،٥٦ مليار جنيه عند توليد.نظيف الحكومة في يوليو ٤٠٠٢ أي ان زيادة الدين الخارجي في عهده بلغتحوالي ٨ مليارات جنيه، أي أن زيادات الدين المحلي الحكومي والدينالخارجي بلغت حوالي ٢٣٣ مليار جنيه خلال ٤ سنوات من عمر الحكومةالحالية.لقد كان هناك تعهد من حكومة د. عاطف عبيد يقول: لا اقتراض إلا بمقدارالسداد، كما أن الحكومة الحالية أعطت تعهدا للرئيس مبارك بالسيطرةعلي الدين الخارجي غير أن ذلك لم يتحقق.وبعيدا عن الديون فعن أي نجاح يتحدثون والتقارير الحكومية نفسها تقولإن الحساب الختامي في ٠٣/٦/٨٠٠٢ أكد اتساع الفجوة بين الايراداتوالمصروفات حيث بلغت المصروفات ٧.٣٩٢ مليار جنيه في حين بلغت الايرادات٧.٣٢٢ مليار جنيه أي بفارق ٠٧ مليار جنيه، هل هذا معقول؟ وأين هينتائج معدلات النمو العالية، أين هو الإنتاج؟ ولماذا تتراجع الايراداتإلي هذه الدرجة المتدنية التي كان من نتيجتها وصول العجز الكلي إلي ١.١٦مليار جنيه.أما الحديث عن الأجور الاسمية والأجور الحقيقية فحدث ولا حرج، والصورةواضحة للعيان، وكان من نتيجة ذلك أن ارتفعت الأسعار بشكل جنوني بينمابقيت الأجور علي حالها إلا قليلا ويكفي القول هنا ما ذكره الباحثالاستراتيجي أحمد النجار من أن خريج الجامعة الذي كان يحصل علي ٨٢جنيها في عام ٧٧٩١ كان يمكنه أن يشتري براتبه ٠٦٥ كيلو أرزا، علياعتبار أن كيلو الأرز كان يساوي خمسة قروش في هذا الوقت بينما خريجالجامعة يحصل الآن علي راتب شهري يقدر ب٠٠٢ جنيه أي ما يساوي ٥٥كيلو من الأرز. هذا هو الفارق بين الأجر الأسمي والأجر الحقيقي مقارنةبالقوة الشرائية.إن الحقائق عديدة وقد تضمن تقرير الجهاز المركزي نحو ٥٢ ملاحظة كلمنها جدير بأن يقيل الحكومة، لكن الأخطر من كل ذلك هو ما تضمنه تقريروزارة المالية تحت بند (مجال الترشيد وضبط الانفاق العام) حيث تضمنعددا من الإجراءات الخطيرة التي تعتزم الحكومة اتخاذها ومنها:- إعادة هيكلة العمالة الحكومية وإعداد مشروع قانون الوظيفة العامةوتشجيع الحصول علي الاجازات.- إعادة هيكلة الدعم خاصة دعم المواد البترولية ودعم السلع التموينية.وكل ذلك يكشف بلا جدال أننا أمام مرحلة خطيرة في حياة هذا الوطن سيدفعالفقراء ثمنها بلا جدال.. ولكن من يضمن صمت الناس علي الجوع وانهيارالأوضاع؟إن كل المخلصين في هذا البلد لا يملكون إلا تحذير الحكومة من خطورة هذهالإجراءات التي قادت البلاد إلي الانهيار الكبير الذي نشهده بشكل واضحهذه الأيام، فكان طبيعيا أن تفقد الدولة هيبتها وأن تصبح أضعف من أنتواجه، لأنها هي المسئولة بالأساس عما تشهده البلاد من اعتصاماتومظاهرات واضرابات.*******************************************بقلم محمود بكرى رئيس تحرير صحيفة الأسبوع المصرية*******************************************الحقيقة الغائبةأعادت مذكرة الاعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير إلي ذهني تلكالمشاهد المثيرة التي لا تزال الذاكرة تحملها عن ثلاث زيارات قمت بها إليإقليم دارفور بغرب السودان إبان أعوام ٤٠٠٢ و٦٠٠٢ و٧٠٠٢.كنت ضمن أول وفد إعلامي يصل إلي دارفور في ابريل من العام ٤٠٠٢، ولميكن قد مضي علي اندلاع أزمة دارفور سوي شهور قليلة.. يومها تجولنا،وعلي مدي ثمانية عشر يوما ما بين أقاليم دارفور الثلاثة 'الجنينةعاصمة غرب دارفور - نيالا عاصمة جنوب دارفور - الفاشر عاصمة شمالدارفور'.. تفقدنا البلدات والقري، وزرنا معسكرات النازحين، وأدركناأن هناك مشكلة، وليست كارثة كما حاول الإعلام الغربي والمنظماتالاستعمارية أن تروج. ولأننا كنا نعيش ذروة محنة شعب العراق بعد غزوه واعتقال رئيسه الشرعيفي العام ٣٠٠٢، فقد رحنا نرصد سيناريوهات المستقبل، وننتظر ما هوقادم في السودان بعد أن تخمد نيران العراق قليلا.. فالأوراق واحدة،والألاعيب متشابهة، ومن دسوا علي العراق أكذوبة أسلحة الدمار الشامليستطيعون بكل بساطة أن يدمغوا السودان وقادته بتهم جرائم الحرب وارتكابجرائم ضد الإنسانية.هكذا استمرت دوائر الاعلام البغيض في تصعيد ملف دارفور الذي تلقفه الساسةالمعادون للعرب والمسلمين وراحوا ينسجون من حوله الروايات الكاذبةوالسيناريوهات العقيمة..وبدأت الصورة تتضخم، وتأحذ حيزا أكبر، وراح المستعمرون يستعينونبالعملاء لينفذوا المخطط، وراحت دوائر كبري تترقب ما سيحيق بالسودان منمخاطر.. وتولي الاعلام الكاذب ضخ ملايين المقالات، والروايات حولالرعب وحروب الابادة التي تعيشها دارفور، لدرجة انني لن أنسي مشهد عددمن الفنانين السوريين والعرب الذين كانوا معنا في جولة بدارفور في شهرديسمبر من العام ٦٠٠٢، فما أن هبطوا أرض مطار الفاشر بشمال دارفورحتي فوجئوا بالحياة الطبيعية التي يحياها سكان الاقليم، وراح كل منهميجري اتصالا مع أفراد عائلته ليطمئنهم علي أنهم بخير، وأن ما يترددعن الخطر الذي تعيشه دارفور محض وهم وافتراء.يومها رحت أسأل عددا من الفنانين السوريين ومنهم الفنان صباح عبيد عنهذا الشعور الطاغي بالبهجة وهم يهاتفون عوائلهم.. يومها قال لي: 'إنالاعلام الغربي أشعرنا بأننا سوف نسير بين حطام الدمار والجثث المتناثرةفي دارفور'.الحقيقة المؤكدة أن العالم سوف يكتشف مجددا أن الأمر كله مجرد أكذوبةكبري كأكذوبة أسلحة الدمار الشامل في العراق، وهذا لا يعني أنه لا توجدمشكلة.. نعم هناك مشكلة، ولكنها أصغر كثيرا من أن يتحرك العالم ضدالسودان بسببها.. فالنزاع في دارفور هو نزاع عادي - ليس أكثر - ومايسوقونه من أكاذيب هو جزء من مخطط ذبح العالم العربي والاسلامي..والبشير والسودان مجرد خطوة علي الطريق.. ويا ويلكم يا عرب لو تركتممخطط ذبح السودان يمر!!*******************************************قرار اعتقال البشير .. لرؤية الملف الكامل اضغط على هذا الرابطhttp://www.elaosboa.com/elosboa/issues/621/salon.asp*******************************************
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق