المسئولية غائبة.. والحقيقة أيضا
المفاجآت تتوالي في سرقة اللوحات الأثرية لأسرة محمد علي
نفيسة عبد الفتاح
مازالت صدمة سرقة متحف قصر محمد علي بشبرا الخيمة تخيم علي الأثريين والفنانين لما لهذه اللوحات من قيمة فنية وأثرية وما تمثله من ذاكرة للأمة، وتتزايد الأسئلة حول هوية السارق والأسلوب الذي تمت به السرقة، حيث استطاع السارق تنفيذ الجريمة باحتراف شديد ويستولي علي ٩ لوحات فنية تتراوح أحجامها ما بين متر ونصف المتر في مترين ومتر في 90 سنتيمترا ثم يخرج بغنيمته التي لا تقدر بثمن دون أن يلتفت إليه أحد.. وقد كشف الدكتور مختار الكسباني - أستاذ العمارة الإسلامية، مستشار الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار لشئون
الآثار القبطية والإسلامية - عن مفاجأة عندما أكد ل'الأسبوع' أن اللوحات التسع المسروقة هي كل اللوحات المعروضة بالمتحف وأنها عبارة عن 'بورتريهات' شخصية أصيلة لأسرة محمد علي رسمها فنانون أتراك وفرنسيون لأنه كان أحد المسئولين عن ترميم القصر ويعرف قيمة هذه اللوحات جيدا، وأنها كانت محفوظة في المخازن منذ ثورة 23 يوليو وتم ترميمها ووضعها في القصر مؤكدا أنها تمثل ذاكرة أمة وأن الفاعل لابد أن يتهم بالخيانة العظمي وأن هذه القضية هي قضية أمن دولة ، حيث يستحيل السكوت الآن مع توالي السرقات الضخمة بدءا من المنابر الأثرية ونهاية بهذه اللوحات، ويضيف الكسباني انه قد آن الأوان لأن يتحرك أعضاء مجلس الشعب لحماية تراثنا ويخرجوا القانون الجديد لحماية الآثار المعطل في الأدراج منذ سنوات لضعف العقوبات التي ينص عليها القانون الحالي، بينما القانون الجديد ينص علي عقوبة شديدة تصل الي 25 سنة للسارق و5 سنوات لمن يتعدي علي الأثر.
ويؤكد عصام عمران - المستشار الإعلامي لصندوق التنمية الثقافية - أن مسئولية القصر موزعة بين ثلاث جهات - حيث يتبع المبني والجدران قطاع الآثار الإسلامية، وتتبع القطع الفنية والمعروضات قطاع المتاحف، بينما يشرف صندوق التنمية الثقافية علي الحفلات والمهرجانات اضافة الي الزيارة وأن اللوحات المسروقة هي لوحات زيتية منها لوحة لمحمد علي الكبير وباقي اللوحات تمثل بورتريهات لمحمد علي الصغير، والخديو إسماعيل وزوجته، والخديو عباس، ولوحة للأمير عزيز عزت وأن صندوق التنمية الثقافية يسلم القصر في الثالثة ظهرا للأثريين الذين يسلمونه بدورهم في الخامسة لشرطة السياحة والآثار التي تسلمته بالفعل يوم الحادث وتم اكتشاف السرقة في اليوم التالي. ويضيف عمران أنه قد تم إبلاغ الإنتربول والصالات العالمية لضبط اللوحات في حال نجاح تهريبها عبر المنافذ التي تم اخطارها ايضا.
وحول الترتيبات الأمنية التي تمكن السارق من اختراقها وسرقة اللوحات أكد أثري -رفض ذكر اسمه - أن الترتيبات الأمنية كارثة في كل متاحفنا وأخطر ما في الموضوع أن ما تم انفاقه علي المتحف والذي قدره ب 100 مليون لم يتم من خلاله عمل أي ترتيبات أمنية سواء كاميرات أو أجهزة انذار، ويضيف الأثري ان الكارثة ان السيدة مديرة المتحف اتصلت ببرنامج 'العاشرة مساء' وأكدت عدم سرقة اللوحات ثم اتصل بعدها فاروق عبد السلام وأكد مبدأ الشفافية وأن اللوحات سرقت بالفعل، وهو أمر لا ينبغي أن يمر دون مساءلة، مؤكدا انه اذا وصل الإهمال الي درجة انتزاع اللوحات من أطرها طوال الليل والخروج الآمن فلا يمكن أن نقول إن اللص جاء من الخارج.
المدون
مصر
محمد طلعت عبد العاطى
تبارك الله خالق الورد اللى بأحبه
ورد أحبه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق